زعيم ” جيش الفتح ” السعودي يهدد بإبادة الفوعة
أعلنت الأطراف المتصارعة بسوريا بعد اشتباكات متواصلة دامت خمس سنوات عن اتفاق هدنة وصفها المبعوث الأممي الخاص بسوريا “استيفان دي متسورا” اتفاقاً “هشاً”، لكن الرئيس السوري بشار الاسد أكد في حوار مع قناة ألمانية أن الحكومة السورية تلتزم بهذه الهدنة التي تعتبر “بصيص أمل” لتهدئة الاوضاع ولاترد على الانتهاكات من جانب الجماعات الارهابية.
وتشمل هذه الهدنة الهشة بلدتين الفوعة وكفريا المحاصرتين من جانب الجماعات الارهابية على أساس اتفاق غير مباشر بين الحكومة السورية والارهابيين المدعومين من قبل بعض البلدان في المنطقة. لكن الصمود الاسطوري لهاتين البلدتين المقاومتين أمام الارهابيين دفعتهم لاستخدام شتى أساليب الارعاب والتهديد لارغام أهالي الفوعة وكفريا بمغادرة منازلهم وهدد القاضي العام لـ«جيش الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني في نفس السياق، بإبادة بلدة الفوعة التي يحاصرها التحالف الذي يقوده تنظيم جبهة النصرة فرع تنظيم «القاعدة» في سوريا، بسبب ما سماه «حصار» بلدة مضايا في ريف دمشق.
وأعلنت المصادر المحلية ببلدة الفوعة بريف ادلب الواقعة شمال سوريا أن الانفاق التي حفرتها جبهة النصرة ببلدة “بنش” نحو بلدة الفوعة وكفريا أصبحت جاهزة للاستخدام. وأكدت هذه المصادر أن زعيم “جبهة النصرة” السعودي زار بلدة بنش والمرتفعات المطلة على الفوعة. وهدد المحيسني بمسح بلدة الفوعة عبر إطلاق 300 صاروخا من طراز “الفيل” وانفجار عدة سيارات مفخخة.
وأوضح، أن المطلوب تاجر أو تاجران فقط من تجار المسلمين يتبرعون بمليون دولار «وأنا أضع هذا الحل بين أيديكم يا أمتنا اعرضوه على تجار المسلمين وإن وافق تاجر فليتواصل معي هنا وأنا جاهز».
وبثت المواقع التابعة للمعارضة السورية شريط فيديو لهذا الارهابي السعودي من داخل أحد الأنفاق لجبهة النصرة على حدود بلدة الفوعة يهدد فيها بانطلاق عملية جديدة للسيطرة عليها. وتركت حركة “احرار الشام” الارهابية قيادة العملية العسكرية ببلدة بنش وخربة الصواغية بمحاذاة بلدتي الفوعة وكفريا إلى جبهة النصرة.
ويساور القلق أهالي الفوعة وكفريا في ظل تضييق الخناق على هاتين البلدتين من جانب الجماعات الارهابية وهم يخافون من هجوم مباغت لهذه الجماعات عبر الانفاق.
وبهذا نرى أن الفوعة وكفريا عادتا إلى دائرة التهديد من جديد، وكأن قدر البلدتين المحاصرتين أن تكونا ورقة بيد التكفيريين للمساومة عليهما لقاء تحسين شروط التفاوض في بعض الملفات، أو للضغط على الجيش السوري وحلفائه من أجل التوصل إلى اتفاقات تسوية أو هدنة تشمل مناطق جديدة أصيب فيها التكفيريون بحالة عجز عسكري واضح.
والأسبوع الماضي، بوشر في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق تسوية الزبداني والفوعة وكفريا، حيث جرى بالتوافق إخراج 459 شخصاً من البلدات الثلاث بينهم جرحى وكبار سن ونساء وأطفال. وخرج 123 شخصاً من مدينة الزبداني بينهم 70 مسلحاً جريحاً و53 مدنياً، بقوافل إلى لبنان وثم إلى تركيا ثم إدلب، على حين خرج من الفوعة وكفريا 336 شخصاً بينهم جرحى ونساء وأطفال وكبار سن، بقوافل باتجاه معبر باب الهوى الحدودي في إدلب مع تركيا وتم بعد ذلك نقلهم عبر مطار أنطاليا إلى بيروت ثم إلى السيدة زينب بريف دمشق.
وذكر الأمين العام لحزب التضامن المعارض محمد أبو قاسم الثلاثاء الماضي لـ«الوطن»، أن المرحلة الثالثة التي يرجح أن تبدأ خلال شهر تتضمن خروج المسلحين غير الراغبين في تسوية أوضاعهم من الزبداني باتجاه شمال البلاد، وخروج 10 آلاف من كفريا والفوعة باتجاه مناطق سيطرة الجيش العربي السوري.
وإلى ذلك أعلن مسؤول عسكري أن العملية العسكرية للجيش السوري للتصدي لهجوم الارهابيين من تنظيم داعش إلى التلال المحاذية لبلدة “أثرية” شمال شرقي حماة أسفر عن مقتل 70 عنصرا من الارهابيين وسيطرة القوات السورية بريف مدينة كباني آخر قلاع الارهابيين بشمالي لاذقية.
وتمكنت قوات الحزب الديمقراطي الكردي من السيطرة على عدة قرى بريف بلدة “سلوك” شمال الرقة بعد اشتباكات عنيفة مع الارهابيين من تنظيم داعش ودخلت القوات الكردية بلدة “بئر حمود”.
المصدر / الوقت