السيد نصر الله : الفشل السعودي في سوريا واليمن هو وراء غضبها على لبنان والردود الشعبية والرسمية على تصنيفنا كأرهابين رسالة لأسرائيل
اعتبر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن الفشل السعودي في سوريا واليمن هو وراء غضبها من حزب الله ودفع لتصنيفه كمنظمة ارهابية، مؤكداً أن الخيار هو باستمرار المقاومة ، ومشدداً على أنه لو كنا ننتظر استراتيجية عربية موحدة لكانت إسرائيل اليوم في لبنان.
وفي كلمته خلال مهرجان في الاحتفال التكريمي للشهيد القائد علي فياض(الحاج علاء) قال السيد نصرالله تعقيباً على تصنيف دول مجلس التعاون للمقاومة الاسلامية في لبنان كـ”منظمة ارهابية”،”ان السعوديين يفتشون عن احد يحملونه مسؤولية الفشل ، وغضبوا علينا فطال غضبهم كل لبنان، قائلاً:”انا بكل واقعية اتفهم غضب السعودية لأنه عندما يفشل احد، اقلّه يغضب، واذا غضب ويستطيع ان يقوم بشيء يحاول ان يقوم به”.
ولفت الى ان الكل وفي مقدمتهم السعودية بنوا حساباتهم ان سوريا ستسقط خلال شهرين في ايديهم ومرت 5 سنوات وخابت الامال وسوريا في مكان آخر ، فشل كبير وسقوط رهانات ، واشار الى ان الامر نفسه في اليمن حيث كان تقدير القيادة السعودية الجديدة انه في مدة اقصاها شهران نحسم الامر ، لكن هناك فشل ذريع في اليمن ، والاثمان التي تدفعها السعودية اليوم نتيجة حربها على اليمن اثمان باهظة جدا، والفضيحة انه تحت عنوان ان الحرب على اليمن حرب على “الحوثيين”، هي تُمكّن من اجمع العالم على تصنيفه ارهابا من السيطرة على المحافظات الجنوبية ويرتكبون المجازر المهولة، واكد انهم فشلوا وسيفشلون وانا على قناعة تامة بكل كلمة قلتها منذ اليوم الاول: لا يمكن الا ان ينتصر الشعب اليمني، كما لفت سماحته الى فشل سعودي في البحرين وهو يتمثل في الفشل بانهاء الانتفاضة الشعبية بعد 5 سنوات.
السيد نصر الله: الردود الرسمية والشعبية على تصنيف حزب الله ارهابياً رسالة قوية للكيان الاسرائيلي
وتوجه السيد نصر الله بالشكر الى كل من تضامن معنا وادان واستنكر ورفض القرار الخليجي وبيان وزراء الداخلية العرب بتوصيف حزب الله منظمة ارهابية معتبرا ان هذا خير في الدنيا والاخرة.
ولفت ان اهميته انه يعبر ويؤشر الى مكانة المقاومة عند الشعوب العربية ، وان المقاومة والقضية الفلسطينية ما زالت حاضرة بقوة، وهذه الصرخة التي شهدناها قيمتها عالية لان هناك مناخ سطوة المال والاعلام والانظمة وسطوة التكفير الديني والسياسي.
كما لفت ان اهمية ردود الافعال الرسمية والشعبية على تصنيف حزب الله ارهابيا انها رسالة قوية ل”اسرائيل” التي تقدم نفسها انها حامية للمسلمين السنة، فردود الافعال هي جواب الشعوب العربية ل”اسرائيل” ان لا تحلموا انه يمكن في هذا العالم العربي والاسلامي ان ياتي يوم يصبح فيه وجودكم طبيعيا ونقبل بقاءكم ولا يمكن ان تصبحوا اصدقاء للشعوب العربية والاسلامية، انتم اعداء وستبقون اعداء وارهابيين في نظرهم.
واكد سماحته انه لا يستطيع اي نظام عربي ان يطبّع مع اسرائيل لا آل سعود ولا غيرهم ولا اعلام ولا اكاذيب الفتنة الطائفية والمذهبية. واعلن انه من يرد ان يرفعكم ايها الصهاينة القتلة المجرمين مهما كان، يسقط معكم، واعلن السيد نصر الله ان السعودية ستكتشف مبكرا انها تخوض معركة خاسرة وسنحفظ بلدنا من الاخطار وسنحمي سلمنا الاهلي ووحدتنا الوطنية.
أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أن الذي يحمي البلد هو الجيش والشعب والمقاومة، ومن يتوقع بأن من يمنع “إسرائيل” من الإعتداء على لبنان أو يحمي لبنان من العدوانية الإسرائيلية هو جامعة الدول العربية أو الإجماع العربي، هو يراهن على سراب وعلى وهم.
السيد نصر الله: لولا الحشد العشبي في العراق لكانت داعش في قصوركم
قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إن ما لحق بالمسلمين السنة على يد “داعش” في العراق أخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، مؤكدا: نحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الإرهابي الذي أجمع العالم على أنه إرهابي.
وتساءل السيد نصرالله: “اليوم من الذي يغير بالمعادلة في العراق؟ العراقيون انفسهم وهذا الحشد الشعبي المبارك، اما انتم اجتمعتم وشكلتم حلفا من 70 دولة لمحاربة داعش فماذا فعلتم حتى الان؟”
وأضاف السيد نصرالله قائلاً:” انه عندما إجتاحت “داعش” الموصل والأنبار وجزء من صلاح الدين وكركوك وأصبحت على مقربة من بغداد وأصبح كل العراق مهدد، “داعش” في العراق اعتدت على كل الشعب العراقي وقتلت سنة وشيعة ومسيحيين وايزيدين ولم توفر أحدا، وما لحق بأهل السنة في العراق كان أخطر وأكبر مما لحق بالشيعة”.
وقال: “هذه هي داعش في العراق، وحتى بعض الدول العربية شعرت بالتهديد، وبالنسبة للدول العربية انقلب السحر على الساحر، في ذلك اليوم العراقيون، حكومة وأحزاب وعلماء، دعوا إلى وقفة عراقية لمواجهة هذا الخطر، وكان الصوت الأعلى هو صوت المرجعية وكانت دعوة الجهاد من المرجعية، والتحقت بجبهات القتال عشرات الآلاف من الشبان العراقي، وعندها طلبت من المساعدة من أخواننا العراقين، ولم يكن مطلوب منا مقاتلين بل قياديين وكوادر يساعدون في التشكيلات والتدريب والميدان في بعض الأماكن الحساسة، هذه هي كانت “داعش” التي كانت تهدد العراقيين وشعوب المنطقة وهي تهدد العتبات المقدسة في العراق أيضا، هذا جهد مطلوب منا ومتعين علينا، إذا كان من أحد يتوقع في ذلك اليوم أننا كنا نتظر جامعة الدول العربية أو الإجماع العربية فعوضكم على الله، في نصف الليل سحبنا مجموعة كبيرة من قائدينا من الجبهات وأرسلناهم إلى العراق، بالسر ومن دون دعاية ومن دون توظيف سياسي أو غير سياسي، وفي العراق كنا نقاتل تحت قيادة عراقية، وذهبنا من أجل العراق وليس من أجل التدخل في شؤون العراقيين كما تفعل السعودية في أكثر من بلد عربي، وهذا كان واجب قومي وعربي وأخلاقي وديني، قاتلنا في العراق ولا يزال لدينا مجموعة هناك”.
وتساءل السيد نصرالله: “ما هي جريمة تدخل حزب الله في العراق؟ في مواجهة من؟ في مواجهة “داعش” الذي يجمع العالم على أنها تنظيم إرهابي؟ وحتى جامعة الدول العربية ومجلس التعاون ومجلس وزراء الداخلية العرب يصفونه بالإرهابي، نحن نقاتل التنظيم الذي أجمع العالم على وصفه بالإرهاب، هل نكون مدانين؟”
وتابع: “اليوم من الذي يغير في المعادلة في العراق؟ العراقيون أنفسهم، نحن ذهبنا إلى العراق في السر، أنتم إجتمعم بقيادة الولايات المتحدة وشكلتم تحالف دولي، ماذا فعلتم حتى اليوم؟ كنا نقاتل تحت قيادة عراقية ولو كنا تحت قيادة أميركية لما وصفنا بالإرهاب، يشكلون تحالف إسلامي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية كسف يمكن تفسير ذلك؟”
وأكد الأمين العام لحزب الله بالقول: “نحن في العراق كنا وما زالنا نقاتل تحت قيادة عراقية، وأحد جهابذة الخليج العربي يقول أن القضاء على “داعش” يوجب القضاء على حزب الله والحشد الشعبي، وأنا أقول له لولا الحشد الشعبي في العراق لكانت “داعش” في قصوركم وتسبي نساؤكم، لكن العراقيين يدفعون هذا الخطر عن كل المنطقة وشعوب المنطقة وبدل أن يقدم لهم الشكر والثناء ما هذا الجحود؟”
واعتبر السيد نصر الله أن “لا أحد يربكم جميلة لكن لماذا أنتم جاحدين لهذا الدرجة؟ تدينون من يقدم كل هذه التضحيات، حيث العراقيين يقدمون الآلاف من الشهداء في المعارك، وهم الذين قادرين على إستعادة أرضهم
وأضاف: هذه هي قصتنا في العراق، إذا كان هذا يسمى إرهاب؟ الشهامة العربية هي أن يذهب كل إنسان عربي للدفاع عن مقدسات الأمة والعراقيين في العراق، ومن لا يفعل ذلك لا علاقة له بالشهامة العربية.
السيد نصر الله: تواجدنا في البوسنة لندافع عن كل المسلمين سنة وشيعة
وحول صاحب المناسبة الشهيد القائد علي فياض (الحاج علاء)، أشار السيد نصرالله الى أن هذا القائد بتضحياته وتضحيات كل المقاومين والشهداء استطاعوا أن يصنعوا التحرير عام 2000، وهو كان من قادة المقاومة وأبطالها في 2006، وفي جانب آخر هو من قادة بناء القوة، قوة المقاومة والردع إلى جانب الحاج عماد مغنية، حي أوكل إلى الحاج علاء بناء القوة الخاصة في المقاومة، التي نمت وكبرت وتطورت وأصبحت قوة حقيقية يحسب لها العدو الإسرائيلي كل حساب.
وأضاف السيد نصرالله: هذه هي محطة المقاومة التي كانت تصنع الإنتصارات من 2000 إلى 2006، الحاج علاء يعبر عن جيل من الشباب اللبناني الذي أمني بخيار المقاومة، بعد إجتياح 1982 كان هناك وجهات نظر متنوعة ومتعددة، علاء واخوان علاء، كما هو الأمر في حركة أمل وباقي فصائل المقاومة، لم ينتظروا إستراتيجية عربية موحدة، لم ينتظروا الجامعة العربية ولا الإجماع العربي ولا الأنظمة العربية.
وقال السيد نصرالله اننا ذهبنا الى البوسنة لمساعدة ناس يذبحون كل يوم والحاج علاء غادر بلدته وعائلته وارضه ليقاتل دفاعاً عن اعراض المسلمين، واشار الى ان ما لحق بالمسلمين السنة على يد داعش في العراق اخطر مما لحق بالمسلمين الشيعة هناك، ونحن ذهبنا لنقاتل تحت قيادة عراقية وليس لنتدخل بشؤون العراق ولنقاتل التنظيم الارهابي الذي اجمع العالم على انه ارهابي فهل نكون نحن مدانين؟
واضاف: اليوم من الذي يغير بالمعادلة في العراق؟ العراقيون انفسهم وهذا الحشد الشعبي المبارك، اما انتم اجتمعتم وشكلتم حلفا من 70 دولة لمحاربة داعش فماذا فعلتم حتى الان؟، واشار سماحته الى ان من اوائل الذين ذهبوا الى سوريا كان الشهيد الحاج علاء وكان يقود المعارك في الميدان واصيب اول مرة بالجراح ومجرد ان شفي عاد الى سوريا ومرة اخرى اصيب وكانت اصابته خطرة وعندما شفي عاد الى سوريا لأنه لديه وعي كامل لحقيقة المعركة.
واكد اننا لسنا نبحث عن حجج لنقاتل بسوريا ، وهذه ارادتنا وفهمنا ووعينا والحاج علاء يمثل كل اخوانه الذين استشهدوا في سوريا وكل اخوانه الذين لا يزالون يقاتلون، من هذا الموقع موقع الفهم والبصيرة، لافتاً الى ان الحاج علاء هو من الشباب اللبناني الذي آمن ان الذي يحمي لبنان والكرامة الوطنية هو القوة الذاتية وقدراتنا وارادتنا وحضورنا وهو ما تطور الى معادلة الجيش والشعب والمقاومة.
واكد ان المقاومة ستبقى امل الامة في الكرامة والتحرير وسنبقى في الميادين التي يجب ان نبقى فيها مهما تعاظمت الاتهامات والتضحيات، وسنبقى صرخة الحق في وجه السطان الجائر والشركاء في صناعة النصر ومن المبشِّرين به دائما ان شاء الله تعالى، وسنواصل طريقنا ولن تكون عاقبته الا النصر ان شاء الله.
المصدر / الوقت