هل تنجز مصر ما عجزعنه الکیان الاسرائیلي في حصار أبناء قطاع غزة
الوقت- توترت العلاقات كثيرا بين مصر و “حماس”، عقب إطاحة الجيش بأول رئيس مدني منتخب بمصر “محمد مرسي” في 3 يوليو 2013، حيث كانت الحركة تتمتع بعلاقة قوية مع مصر. من تلك الفترة وجهت إلى حركة حماس العديد من الاتهامات بالمشاركة في أحداث مصر الداخلية، وهو أمر نفته حماس باستمرار، وأكدت أن أحدًا لم يوجه لها اتهامات رسمية، وتحدت أن يثبت ذلك ضدها، وأكدت حفاظها على أمن مصر القومي.
و الان بعد اتهام الحرکة بتورط في اغتيال النائب المصري العام ” هشام بركات” بات في حكم المؤكد، ان يتم وضع حركة “حماس″ على قائمة “الارهاب” التي تعدها، وتروج لها دول عربية بقيادة المملكة العربية السعودية، اسوة بـ”حزب الله” اللبناني. ما يدفعنا الى هذا القول اعلان السيد “مجدي عبد الغفار”، وزير الداخلية المصري في مؤتمر صحافي مفاجيء عقده ظهر يوم الاحد، بأن حركة “الاخوان المسلمين” المحظورة، هي التي تقف خلف اغتيال النائب المصري العام “هشام بركات” في حزيران (يونيو) الماضي، واتهم حركة “حماس” بلعب دور “كبير جدا”في الجريمة.
بمعنى آخر يريد وزير الداخلية المصري، ان يلصق التهمة بحركة “حماس”عن بعد، لانه لا يملك الادلة الثابته الملموسة، ولم يعتقل اي من عناصر الحركة، ولهذا جاء الوزير بهذه الصيغة، الملتبسة لالصاق التهمة بحركة حماس.
و لایمکن أن نثق بعدالة القضاء المصري واجراءاته، لانه قضاء “مسيس”، تأتي احكامه من اجل تجريم هذا الطرف او ذاك، وربما يخدم مواقف الحكومة المصرية ضد خصومها.
و وضع حركة حماس على قائمة الارهاب اذا ما تم سيعني المزيد من الحصار، وبالتالي المعاناة، لاكثر من مليوني مواطن عربي مسلم من ابناء قطاع غزة، بما في ذلك اغلاق معبر رفح، علاوة على المزيد من حملات التكريه والتحريض في الاعلام المصري ضد الشعب الفلسطيني وحركة حماس على وجه الخصوص.
في هذا المجال قال الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، بجامعة القاهرة المصرية، “حسن نافعة”: “إن تصريحات وزير الداخلية المصري، يراد ما بعدها، وهو أن تسوء العلاقات المصرية الحمساوية، وتُدفع المنطقة لمزيد من التدهور الأمني والسياسي”.
وأضاف “نافعة”: “هناك تحفظات وتساؤلات كثيرة حول توقيت الكشف عن عملية اغتيال بعد وقوعها بسبعة أشهر، في وقت تتعرض فيه وزارة الداخلية المصرية، وعناصرها الأمنية لهجوم كبير بسبب بعض تجاوزات الشرطة، وبعد تدابير معينة باحتمال تحسن العلاقة بين حماس ومصر”.
وأشار الأكاديمي المصري، أن “التقارب والتحسن الملموس مؤخرًا في العلاقات بين مصر وحماس، حتى وقت قريب، يكشف ربما عن صراع أجنحة في مصر تريد أن تقطع هذا التطور في العلاقات، لترجيح كفة المصالح الإسرائيلية، على كفة المصالح الفلسطينية”.
ولم يستبعد “نافعة” أن يكون الهدف من وراء اتهام الحركة له أبعاد سياسية، مشيرًا أن “ما حدث يصب في صالح إسرائيل، المستفيد الوحيد في المنطقة، ليتم تصدير حماس وكأنها عدو، وإبراز إسرائيل كدولة شقيقة”.
وبشأن تداعيات اتهامات مصر لحماس، قال “نافعة”: “لا أتوقع أن تزداد العلاقات سوءًا بين الجانبين، أكثر مما هي عليه الآن، فأنا على يقين بأن علاقة مصر استراتيجية مع حماس، وفي لحظة ما ستتحسن لكن تلك اللحظة لم تأتِ بعد”.
وتابع: “بعد قرار دول الخليجیة اعتبار حزب الله منظمة ارهابية، لا نستبعد إدراج حماس، كحركة إرهابية في مصر، وهي قرارات ستكون تداعياتها حينها شديدة الخطورة على المنطقة العربية”.
بدوره اتفق “طارق فهمي” الأكاديمي المصري، والخبير في الشؤون الإسرائيلية، مع رأي “نافعة” في خطورة تداعيات اتهام مصر لحركة “حماس”، قائلا “تداعياته مزعجة للحركة، بعد الحديث عن تحسن العلاقات والتواصل بين الحركة والسلطات المصرية، مؤخرًا، عقب فشل اتفاق الدوحة بين حماس وفتح”.
وأضاف “فهمي” : “اتهام الداخلية مزعج إلى حد بعيد بالنسبة لحماس، من حيث مسألة استمرار الدعم الشعبي لها، وإمكانية فتح الباب مرة أمام اعتبارها حركة محظورة في مصر، بعد حكم قضائي سابق، اعتبرها إرهابية، وتم إلغاءه فيما بعد .
وأشار الخبير السياسي أن “الاتهام المباشر من وزير الداخلية، أفسح الباب مرة أخرى للتعامل مع حماس على أنها حركة إرهابية، وبالتالي ستكون التكلفة عالية جدًا على الحركة في الفترات المقبلة”.
وأكد أن “مصر تتعامل بمسؤولية مع الحركة، جزء منها إخلاقي”، مطالبًا الحركة بـ”التهدئة في التعامل مع مصر، حتى لا تنقطع شعرة معاوية بين الجانبين”.
و من جهته استهجن “خليل الحية”، عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية(حماس)، اتهام السلطات المصرية للحركة، بالتورط في عملية اغتيال النائب العام المصري السابق، هشام بركات، العام الماضي، مؤكدا حرص حماس على أمن مصر.
وقال “الحية”، في تصريحات نقلها الموقع الالكتروني الرسمي لحماس، “نستنكر ونستهجن الاتهامات المصرية الموجهة للحركة، بشأن الضلوع في اغتيال النائب العام المصري السابق، هشام بركات”، مضيفًا أن “هذه الاتهامات غير صحيحة، وحماس حريصة على الأمن القومي المصري”.
وجدّد الحية تأكيده على”عدم تدخل الحركة بأي شكل من الأشكال في الشأن الداخلي لمصر أو أي دولة عربية”. وتابع “سلاح حماس، وكتائب القسام، لا يوجّه إلا نحو الاحتلال الإسرائيلي”.
الیوم علینا أن لاننسی جهود حركة “حماس” التي بذلتها و تبذلها للمصالحة مع مصر وحكومتها ولكن السلطات المصرية ترفض التجاوب، وتغلق كل الابواب في مواجهة هذه الجهود للأسف.
نأمل ان لا تقدم السلطات المصرية على تجريم حركة “حماس” اسوة بـ”حزب الله”، لان هذا يعني تحقيق ما عجز عنه الکیان الاسرائیلي، وتقديم هدية ضخمة له لم یكن ینتظره من العرب.
المصدر / الوقت