التحديث الاخير بتاريخ|الخميس, أكتوبر 31, 2024

سليلة الحضارة والعطاء 

عبدالرضا الساعدي
هل يمكن وصفها ..؟ وكيف ينبغي أن يكون معيار تقييمها ووجودها في وطنها ومجتمعها ، حيث المكانة التي تستحق ، والمنزلة التي انتزعتها بجدارة ، طيلة عقود من الزمن الصعب والشاق ، وهي تواجه المعاناة والظروف الإقتصادية والسياسية ، وهذا السيل الحزين من الفقدانات اليومية في كل شيء ، في الأسرة والشارع والمجتمع والدولة ؟.. تحملت وزر الحروب والحصارات والجوع والإهمال الطويل ، فكانت سدا كبيرا لدرء بيتها من الإنهيار .. جميلة في كل شيء ومضيئة، رغم عتمة الزمن وقبحه ، هي الأنيقة والجذابة والعفيفة ، وهي القوية والمتحدية والمبدعة ، وهي المحبة والعطوفة والكريمة ، لايشبهها كائن على الأرض بروعة حضورها، رغم التهميش الإجتماعي والتقليل من كفاءتها وجدارتها في إدارة الأمور. إنها سليلة الحضارة والعطاء والأصالة ، ينبغي أن نرفع لها القبعات ، تقديرا وعرفانا بما قدمته وصنعته في كل خطوة تخطوها على أرض البلاد . فهل فعلنا ذلك من أجلها ؟ وهل نالت حقوقها أواستحقاقها الذي ينبغي أن يكون ؟ وهل أوفينا في رد الجميل لها ؟ هذه الكائنة الرقيقة والرحيمة والمرهفة في الإحساس والسلوك ، الراقية والمتزنة والأبية في مواجهة ظروف الحياة المعقدة ، وأي شهادة بحقها ينبغي أن ندون في سيرتها وانجازاتها اليومية ، وأي حياة تستحق هذه المخلوقة الأسطورة في كل شيء ؟
إنها المرأة العراقية صاحبة الذوق والوجه والروح، في أبهى الصور والطعم والنكهة والجاذبية الإنسانية..لا شجرة تورق على الأرض دون أنفاس منها، ولا دفقة شعور تنساب على الأجواء تماثل شعورها واحساسها بالناس والأشياء وما يدور حولها، مجسّ رقيق يلتقط الفرح والحزن ومابينهما ، لتشكل منه صورا خاصة وعالما لايشعر بالفراغ ، فهي الممتلئة بجمال الطلعة رغم البؤس ، وهي الوردة الفواحة بعطر الجنة على الأرض التي يثقلها قحط السنين ، وهي حلاوة اللحظات والطقوس والفصول ، رغم مرارة الواقع .. المرأة العراقية تاج على رؤوس نساء الأرض ، ولا نبالغ في
ذلك ، وهي المتربعة على عرش الجمال في رواحها ومجيئها ، في حيويتها وفي سكونها الملائكي معا، حالمة حد التحليق ، وواقعية حد التماسك والصمود والاصرار .. شجاعة وقوية في داخلها ، ومرنة في تطلعاتها وتواصلها مع الآخر ،لوحة بهيجة تزين وحشة البلد ،حين يضيق بنا الأفق ، فتصنع أفقا آخر، وتمنحنا سماءً من ألق ، وشموساً وزرقة صافية من غبارالخراب الذي يداهمنا كل يوم ، فسلاما لك من القلب أيتها الحياة الفسيحة والملكوت الجميل ، وتحية حب أبدية لوجودك الثري وطلعتك البهية ، ولعينيك الواسعتين وسع هذا الكون .. يا أسطورة البهاء الحقيقي على الأرض .

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق