التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الميدان سيد الموقف؛ مفاوضات يمنية سعودية على الحدود بطلب الأخيرة 

منذ بدء العدوان السعودي على اليمن والرؤية اليمنية واضحة حول نوايا العدوان وأهدافه، والدعوة كانت بترك الخيار لليمنيين أنفسهم بإدارة شؤونهم دون تدخلات خارجية تقضي على اسس الحوار والتوافق اليمني، في المقابل كان الخيار السعودي بشن العدوان فاتحة ومنطلق لضرب خيار اليمن التوافقي التحاوري، استتبعه افشال حوارات جنيف. لكن مؤخراً ونتيجة اسباب عديدة سنذكرها تناقلت وسائل الإعلام عن دعوة سعودية هذه المرة للطرف اليمني بضرورة حل القضية سياسياً، هذه الدعوة بدأت بين التشكيلات الشعبية اليمنية وقوى العدوان السعودي على الحدود فيما بينهما، وعلى ما يبدو فإن سياق الحوار يقضي كمقدمة له بإيقاف العدوان الجوي السعودي على اليمن.

بوادر و مؤشرات

ذكرت مصادر عديدة بأن الجبهات الواقعة على الشريط الحدودي بين اليمن والسعودية قد شهدت هدوءاً خلال الأيام القليلة الماضية، وخفّت حدة الإعتداءات الجوية السعودية، فيما يلحظ ومنذ أسبوع تقريباً تحركات سلميّة بين الطرفين وبالخصوص في محافظة صعدة من خلال دخول وخروج وفود من الجانبين شملت شخصيات مهمة.

على المقلب الآخر فقد أكدت فرنسا وعلى لسان خارجيتها “رومان نادال” الحاجة الطارئة لإيقاف العدوان على اليمن والإفساح في المجال أمام القوى اليمنية للذهاب إلى الخيارات السياسية، فيما اعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي “فيديريكا موغيريني” دعم الجهود المبذولة للخروج من المأزق اليمني وبالتحديد الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة. في هذا الإطار ما سنحاول الإجابة عنه حول الأسباب التي دفعت السعودية ومن وراءها القوى الغربية الداعمة لتحريك خيار التفاوض كمقدمة لإيقاف العدوان، فهل وقائع الميدان أم الدعوات الأخيرة أم استيقاظ الضمير السعودي!

اسباب و دوافع الطلب السعودي

أولاً: بعد أن اقترب العدوان السعودي على اليمن عامه الأول، وبعد أن تبيّن أن ارادة الحوار ليست بيد الجماعات المدعومة سعودياً من خلال “هادي” وأمثاله، وأن الأطراف اليمنيّة مجتمعة لا تعارض خيار التفاوض والحل إلا في سياق التدخلات الخارجية السعودية الأمريكية، زادت القناعة اليمنيّة لدى جيشه والتشكيلات الشعبية المساندة له أن نجاح المفاوضات يكمن من خلال استكمال الخطوات الإستراتيجية التي بدؤوها، فهذه الإستراتيجية مكنتهّم من تطهیر اغلب مناطق مأرب ولم یعد الجیش واللجان الا على بعد عشرة کیلومترات من مرکز المحافظة وکذلک الحال فی الجوف لما لهاتین المحافظتین من اهمیة استراتیجیة اتخذتها قوى العدوان کنقاط انطلاق ودعم وتغذیة مناطق الجماعات الخارجيّة. وجنوباً تقدم الجیش واللجان فی کرش مما جعل القوات السودانیة تغادر قاعدة العند الإستراتیجیة.

كما أن الصواريخ البالستيه التي صارت تستهدف تجمعات قوى العدوان وتحصد العشرات منهم والتي آخرها في منطقة بئر المرازيق في محافظة الجوف وصحن الجن في مأرب، ومع وجود مخطط يمني تصاعدي كشفت الأيام أنه لا يزال يخبئ الكثير من المفاجأت في مقابل استنزاف خيارات قوى العدوان، كل هذا أقلق قوى العدوان ودفع بهم للطلب هذه المرة من اليمنيين للتفاوض، إذن إستكمال الخطوات الإستراتيجية هو ما يشكّل مفتاح الحل والجلوس على طاولة المفاوضات وانهاء العدوان لکن بشروط الجیش واللجان الشعبیة.

ثانياً: أدركت السعودية مؤخراً أن خيار العدوان على اليمن قد فشل، فخيارات الدخول إلى صنعاء من بواباتها الأربع فشل والذي كان أخره من منطقة النهم، كما وفشلت في احداث فتنة يمنية قبليّة وفصل حلفاء انصار الله والجيش عنهم، هذا إلى الفشل في السيطرة على القسم الجنوبي من اليمن والذي كانت تعتبره قوى العدوان السعودي الخيار الأسهل لها، يضاف إلى ذلك أن الجماعات التي استجلبتها إلى اليمن من داعش والنصرة وغيرهما باتوا يشكلون تهديداً على السعودية نفسها أكثر من كونه على اليمن.

ثالثاً: هناك قلق كبير لدى السعودية من أن يكون خيار الإستمرار في عدوانها عاملاً محركاً لخيار استرجاع اليمن للمدن الثلاث التي احتلتها فيما سبق، خاصة مع التقدم الكبير للجيش اليمني والتشكيلات الشعبية على المحور الشمالي، كما لا يمكن اغفال الضغوط الدوليّة التي فرضتها مدة العدوان والتي قاربت عامها الأول، ومن ضمن الأصوات المطالبة بإيقاف العدوان اعضاء في البرلمان الأوروبي حيث دعوا الشهر الماضي إلى حظر بيع الأسلحة للسعوديّة بسبب عدوانها على اليمن، يضاف إلى ذلك انهيار الروح المعنوية والنفسية للجماعات الخارجيّة التي استجلبتها قوى العدوان السعودي وما كان من تعيين “علي محسن الأحمر” كنائباً للرئيس إلا في سياق محاولة لإحياء هذه النفسيّة.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق