ماذا تصر “بيونغ يانغ” على مواصلة تجاربها النووية والصاروخية؟
الوقت – رغم العقوبات الصارمة التي فرضها مجلس الأمن الدولي على كوريا الشمالية، لازالت الأخيرة تواصل تجاربها النووية والصاروخية، وقد هددت أكثر من مرّة بتوجيه ضربات نووية لكوريا الجنوبية وأمريكا كان آخرها خلال المناورات المشتركة التي أجرتها واشنطن وسيئول في شبه الجزيرة الكورية قبل عدّة أيام.
وفيما يلي أهم التجارب الصاروخية والنووية التي أجرتها “بيونغ يانغ” حتى الآن:
أطلقت صاروخاً باليستياً متوسط المدى من طراز (تايبودونغ 1) في 31 أغسطس/ آب1998، إلاّ أنه فشل في وضع قمر صناعي في مداره.
إختبرت إطلاق صاروخ باليستي أكثر تطوراً من طراز (تايبودونغ 2) في 4 يوليو/ تموز 2006، إلاّ أنّ الإختبار باء بالفشل أيضاً.
أجرت أول تجربة ذريّة لها في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2006.
أطلقت صاروخاً من طراز (يو إن إتش إيه – 2) في 5 أبريل/ نيسان 2009، وزعمت إنّها وضعت قمراً إصطناعياً في المدار.
أجرت ثاني تجاربها الذرية في 25 مايو/ أيار 2009.
أطلقت صاروخاً بعيد المدى من طراز (يو إن إتش إيه – 3) في 13 أبريل / نيسان 2012، إلاّ إنه إنفجر بعد دقائق من إقلاعه.
أطلقت صاروخ آخر من طراز (يو إن إتش إيه – 3) في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2012، وقالت إنّ الصاروخ وضع قمراً إصطناعياً في المدار.
أجرت تجربتها الذرية الثالثة في 12 فبراير/ شباط 2013.
أطلقت في 26 مارس/ آذار 2014 صاروخين باليستيين حلّقا على مسافة 650 كيلومتراً قبل السقوط في البحر شرقي شبه الجزيرة الكورية.
أعلنت عن إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية في 6 يناير / كانون الثاني 2016.
أطلقت صاروخ بعيد المدى لوضع قمر إصطناعي في المدار في 7 شباط / فبراير 2016.
والسؤال المطروح: ما هي الرسائل التي تريد “بيونغ يانغ” أنْ توصلها إلى العالم خاصة إلى واشنطن وسيئول من وراء هذه التجارب؟
الإجابة عن هذا التساؤل تكمن بما يلي:
1 – منذ بلوغه السلطة العليا عام 2011، سرّع الرئيس الكوري الشمالي “كيم جونغ أون” وتيرة البرنامج النووي والصاروخي الذي بدأه والده، وكرّس هذا البرنامج في الدستور عام 2012 معلناً بلاده دولة نووية. وتأتي التجارب الصاروخية والنووية المتواصلة منذ ذلك الوقت بمثابة ترجمة عملية لهذا التوجه على أرض الواقع.
2 – تصر كوريا الشمالية على إنّ تجاربها النووية والصاروخية هي جزء من حقوقها المشروعة لضمان الإستفادة من التقنية النووية وإستخدام الفضاء لأغراض سلمية ومستقلة.
3 – تزعم كوريا الشمالية إنّها لا تسعى لإستخدام أسلحتها النووية ضد كوريا الجنوبية، لكنها تحتاج في الوقت ذاته للإحتفاظ بالردع النووي لضمان إستقرار شبه الجزيرة الكورية المنقسمة جراء السياسات الأمريكية في المنطقة.
4 – تعتقد بيونغ يانغ إنّ زيادة قدرتها على توجيه ضربات صاروخية ونووية يمثل وسيلة لمنع أيّ تهديد يستهدفها من قبل كوريا الجنوبية أو أمريكا أو أيّ طرف آخر.
5 – تأمل كوريا الشمالية في أنْ تساعد تجاربها النووية والصاروخية في إرغام أمريكا على الجلوس إلى طاولة المفاوضات وإنتزاع تنازلات من المجتمع الدولي.
6 – تشعر كوريا الشمالية بأنّها مهددة باستمرار من قبل دول أخرى في مقدمتها أمريكا وكوريا الجنوبية واليابان، ولهذا تواصل تجاربها النووية والصارخية لمنع أي هجوم محتمل.
7 – تسعى بيونغ يانغ إلى الظهور دوماً بأنّها لن تخضع لضغوطات المجتمع الدولي وعقوبات الأمم المتحدة، ولن ترضخ لتهديدات واشنطن وسيئول مهما كان شكلها وحجمها.
8 – يرى بعض المراقبين في تجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية بأنها تهدف إلى تقوية الترابط الداخلي بمناسبة المؤتمر الحزبي العام المخطط لعقده في مايو / آيار القادم.
9 – تعتقد كوريا الشمالية إنّ المناورات العسكرية التي تجريها أمريكا وكوريا الجنوبية قرب حدودها تأتي في إطار الإستعدادات لشن حرب عليها، ولهذا أكد رئيسها “كيم جونغ أون” قبل أيّام إنّ بلاده عدّلت عقيدتها العسكرية لتكون جاهزة لتنفيذ هجوم إستباقي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ الوضع الحالي أصبح محفوفاً جداً بالمخاطر.
كما أكدت القيادة العليا للجيش الكوري في بيان إنه تم الإعداد لـهجوم “نووي وقائي” وصادق عليه رئيس البلاد، مشيرة إلى أن هذه الخطة باتت جاهزة للتنفيذ في حال تسجيل أبسط عمل عسكري من قبل أمريكا وكوريا الجنوبية. ونظرَ البيان إلى المناورات العسكرية الأمريكية – الكورية الجنوبية المشتركة على إنها تدريبات حرب نووية مكشوفة تهدف للمساس بسيادة كوريا الشمالية.
10 – تزعم كوريا الشمالية إنّ المواجهة “الحاسمة” مع كوريا الجنوبية تمثل بالنسبة لها سبيلاً لتحقيق ما تسميه “الأمنية الكبرى” وتقصد بها توحيد الكوريتين.
تجدر الإشارة إلى أنّ كوريا الجنوبية أطلقت في السابع من الشهر الجاري أكبر مناورات مشتركة مع أمريكا في شبه الجزيرة الكورية بمشاركة أكثر من 300 ألف جندي من قواتها و17 ألفاً من القوات الأمريكية. كما ينبغي التذكير بإنّ الحدود البحرية بين الكوريتين التي رسمتها الأمم المتحدة بعد الحرب الكورية (1950-1953)، شهدت إشتباكات بحرية قصيرة في الأعوام 1999 و2002 و2009. وإنتهت الحرب الكوريّة بإتفاق هدنة بدلاً من معاهدة سلام، ما يعني إنّ الكوريتين لا تزالان رسمياً في حالة حرب.
المصدر / الوقت