الشيخ أحمد الطيب ودعوته الطيبة للقاء يجمع علماء الأمة!
في زمن التكفير والارهاب والقتل المستشري في بلادنا أصبحنا بأمس الحاجة إلى الأصوات التي تدعو إلى الوحدة بين المسلمين. فالعدو يتربص بنا من كل حدب وصوب وقد تمكن عبر نشر الفتن والحرب التكفيرية أن يجعل من أراضينا جحيما كبش محرقته شعوب هذه الأمة. ومن هذه الأصوات المباركة والواعية لخطورة المرحلة صوت الأزهر الشريف الذي لطالما مثل الاعتدال عند أهل السنة. واليوم يلعب شيخ الأزهر الشيخ الدكتور محمد الطيب هذا الدور التقريبي بفعالية كبيرة.
وفي هذا المسعى التقى الشيخ الطيب أمس برئيس الجمهورية العراقية الدكتور فؤاد معصوم والوفد المرافق له خلال زيارته الرسمية إلى مصر. وقد أكد الشيخ الطيب خلال اللقاء أن العراق بلد كبير في محيطه العربي والاسلامي وفي قلب كل عربي ومسلم. واستقراره واستعادة لحمته الوطنية بات أمرا ضروريا لرفع معاناة الشعب العراقي الشقيق. واشار فضيلته إلى استعداد الأزهر لتقديم جميع أشكال الدعم للأشقاء العراقيين في مواجهة محاولات بث الفرقة والانقسام، مشددا على ضرورة العمل لتجاوز الظروف الصعبة التي تواجه العراق من فتن طائفية بغيضة وحرب تكفيرية مدمرة.
وقد أكد الشيخ الطيب أيضا أن الأزهر يسعى للمحافظة على سماحة الاسلام، ويجهد من أجل وحدة الأمة الاسلامية واجتماع كلمتها. ولا يسمح الأزهر لأي فكر طائفي أو تكفيري. لافتا إلى أن بعض القوى الاقليمية والدولية تسعى لنشر الفتن خدمة لأعداء الأمة. داعيا إلى عقد اجتماع لعلماء السنة والشيعة لاصدار فتاوى تحرم قتل الشيعي للسني والعكس، وتؤمن إزالة الاحتقان الطائفي بين أبناء الدين الواحد.
من جانبه أكد الرئيس العراقي للشيخ الطيب تقديره واحترامه للأزهر الشريف الذي درس وتخرج منه. معربا عن امتنان العراق لوقوف الأزهر بجانبه في مواجهة الارهاب والتكفير الذي يفتك بالاراضي العراقية. كما قدم للشيخ الطيب مخطوطة تعود لعام 1844 م أي لما يزيد عن 150 عاما مكتوبة من قبل علماء سنة وشيعة يؤكدون فيها ضرورة مكافحة الفكر المتطرف عند بعض المسلمين.
هنا لا بد من التأكيد والاطراء على ما ورد على لسان الشيخ الطيب. والتأكيد على أن الاسلام اليوم بحاجة إلى تعاون وتضافر جهود علماء الاسلام شيعة وسنة للوقوف في وجه حفلة الجنون التي تضرب بلادنا الاسلامية. بناء على ذلك فان دعوة شيخ الأزهر لعلماء الشيعة والسنة للاجتماع إنما يشكل فرصةً وباباً للخروج من هذا الواقع المشؤوم إلى “كلمة سواء” بين كافة المسلمين. ولعل علماء الاسلام يتمكنون من إقناع أصحاب الفكر الوهابي بالعدول عما يصدرونه من أفكار هدامة وقاتلة.
وما ذكره الشيخ الطيب حول القوى الاقليمية والدولية التي تسعى لتدمير بلادنا لمصلحة الأعداء يؤكد أهمية اجتماع الأمة حول كلمة واحدة ترفض التدخلات الخارجية. وتشكل ضربة في الصميم لخطة الأعداء بإضعاف الاسلام من الداخل عبر الفتن المتنقلة.
نعم لقد حان الوقت ليقوم علماء الأمة ومراجعها بالاجتماع والوقوف صفا واحدا في وجه المخططات الاقليمية والدولية التي تستهدف بلادنا. والبحث في سبل استئصال الفكر التكفيري من قلوب من ضل من أبناء الأمة. وقد أصبح من الواضح أن رؤوس الفتنة يسعون للحؤول دون هكذا لقاءات خوفا من ازدياد نسبة الوعي لدى الشعوب. ولذلك يسعى الحكام من المتآمرين إلى استزلام علماء البلاط الذين لا يقولون إلا ما يرضي ولي نعمتهم حتى لو تنافى ذلك مع أبسط أصول الاسلام. فيحللون الحرام ويحرمون الحلال. ويشجعون على سفك الدماء ويعدون شباب الأمة بأمور لا تمت إلى الاسلام بصلة. ويوجهونهم إلى أفعال تنبذها كافة الأعراف والسنن الألهية والانسانية فيحولونهم إلى وحوش بشرية تحت مسميات اسلامية. وكل ذلك خدمة لملوك وحكام وأنظمة وضيعة رهنت وجودها بهذا الجنون التكفيري.
المصدر / الوقت