أرفع الأوسمة الفرنسية لـ”بن نايف” ليس لمحاربته الارهاب إنما بطلب منه
المحارب الفذّ، البطل القومي والقائد الشجاع وغيرهم من الذين خدموا شعوبهم ودولهم أو عملوا على تحقيق أهداف سامية للبشرية جمعاء يحصلون على أوسمة الشرف التي يضعها القادة أو المنظمات على صدورهم كرمز امتنان وتقدير لجهود هؤلاء الناس المضحين، ولكن أن يحصل مجرم حرب على هكذا وسام سيبعث على الشك في هكذا وسام وفي من أعطاه إياه، وتقليد “بن نايف” ولي العهد السعودي أرفع الأوسمة الفرنسية كان كذلك أي مدعاة شك وتساؤل للرأي العام العالمي والفرنسي.
“هولاند” يقلد بن نايف وسام جوقة الشرف
في وقت سابق من هذا الشهر قلّد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولي العهد السعودي “محمد بن نايف” وسام جوقة الشرف خلال استقباله في قصر الإليزيه، حسبما اعلنت رئاسة الجمهورية الفرنسية، ومن ناحيتها، ذكرت وكالة الأنباء السعودية ان هذه الزيارة كانت مناسبة لتقليد هذا الوسام وهو ارفع وسام فرنسي. وجاء هذا التقليد بعيداً عن الأضواء والاعلام لأسباب لم تكن معروفة.
وأثار هذا الأمر حفيظة شريحة كبيرة من المجتمع الفرنسي ووسائل الاعلام والناشطين على وسائل التواصل الاعلامي وغيرهم من الذين لم يرقهم هذا الحفل السري في الغرف المظلمة واعتبروا أن من يقوم بجرائم انسانية ويدعم الارهاب يجب أن يحاكم لا أن يعطى أرفع أوسمة بلادهم، واشار المحيطون بالرئيس هولاند الى ان ولي العهد وهو ايضاً وزير الداخلية السعودية، قلد هذا الوسام بصفته شخصية أجنبية وهو تقليد بروتوكولي، فيما اعتبره آخرون صفقة تبادل أوسمة سمسارها المنتفع من الأموال التي ستدر على فرنسا من صفقات بيع الأسلحة للسعودية اذ أن الملك “سلمان بن عبد العزيز” منح “هولاند” قلادة الملك “عبد العزيز”، ارفع وسام سعودي خلال زيارة قام بها الرئيس الفرنسي الى السعودية في وقت سابق.
رسائل بين دبلوماسيين تكشف أن “بن نايف يطلب تقليده الوسام ولم يستحقه أو يعرض عليه”
هاجم العديد من الشخصيات هذا الاقدام الفرنسي بتقليد ولي العهد السعودي وسام جوقة الشرف، ما دفع وزير الخارجية الفرنسي “ارو” للدفاع عن قرار حكومته الذي بات محرجاً للفرنسيين خصوصاً بعد الأخبار المتداولة عن أن “بن نايف” هو من طلب تقليده وسام الشرف وأن السلطات لم تعرضه عليه، وهذا كان أحد أسباب القيام بحفل التقليد خلف الكواليس وبعيداً عن الأعين.
فقد أوردت إحدى المجلات الشهرية الفرنسية النسائية “كوزيت” أن تقليد ولي العهد السعودي وسام جوقة الشرف الأسبوع الماضي تم بناء على طلبه، وذلك بعد نشرها لرسائل إلكترونية متبادلة بين دبلوماسيين فرنسيين قبل هذا الحدث الذي أثار جدلا وبلبلة، ولم تؤكد الرئاسة ووزارة الخارجية الفرنسية أو تنفيا ما أوردته المجلة الفرنسية عند سؤالهما.
وفي مضمون الرسائل الإلكترونية التي أوردتها المجلة فإن تقليد الرئيس الفرنسي “فرنسوا هولاند”، وسام جوقة الشرف لولي العهد السعودي “محمد بن نايف” في 4 اذار بعيدا عن الإعلام تم “بناء على طلب منه” ولرغبته في تعزيز مكانته الدولية في ظل التنافس بينه وبين “بن سلمان” على اثبات أنفسهما في اطار الصراع على السلطة وكرسي العرش الملكي في وقت يتحدث فيه البعض عن امكانية عزل “بن سلمان” لـ”بن نايف” وتوليه المُلك بعد والده الملك الحالي.
كما جاء في المجلة أنه في رسالة نسبت إلى السفير الفرنسي في السعودية وجهها على ما يبدو إلى مستشارين في الرئاسة ووزارة الخارجية جاء ضمنها “اعلم أن البعض يتساءلون حول المغزى وراء تقليد ولي العهد في الوقت الحالي، من المؤكد أن الانطباع عن المملكة ليس إيجابيا حالياً” وفي الرد على هذه الرسالة والذي نسب إلى مدير مكتب شمال أفريقيا والشرق الاوسط في وزارة الخارجية “لا سبب يحول دون القيام بذلك شرط أن يكون بعيدا عن الإعلام لكن دون إخفاء الأمر”.
هذا ويجدر بالذكر أن النجمة الفرنسية الشهيرة “صوفي مارسو” أعلنت رفضها تسلّم وسام جوقة الشرف من رئاسة الجمهورية الفرنسية، بسبب منحها ايضاً لولي العهد السعودي ووزير الداخلية، “الأمير محمد بن نايف” باعتباره مجرم حرب ولا يشرفها تقاسم هكذا وسام معه.
فهل تنشر تفاصيل الصفقة التي عقدت خلف الكواليس لتعزيز مكانة ولي العهد السعودي؟ وما هو المقابل الذي ستتقاضاه فرنسا و”هولاند” لقاء شراء ذمتها هذا؟ وهل يسمح المجتمع الفرنسي لكل هذا الاستملاك السعودي لبلدهم، خاصة بعد الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا بسبب حجز الملك السعودي لشاطئ فرنسي عام لأجل عطلته في وقت سابق واليوم أرفع الأوسمة الفرنسية تعطى لولي عهده في محاولة لشراء ذمم مسؤولي دولة طالما تفاخرت بثورتها ودعمها للحريات وحقوق الانسان؟
المصدر / الوقت