التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

آراء النخب الوطنية المصرية حول قرار مجلس التعاون ضد حزب الله 

أثار قرار مجلس التعاون و وزراء الداخلية العرب باعتبار حركة المقاومة اللبنانية حزب الله تنظيمًا إرهابيًا، حالة من الاستياء الشعبي والنخبوي لدى الشارع المصري، حيث اعتبروا أن هذا القرار يصب في مصلحة العدو الصهيوني والذي لم يجد من يردعه ويعطل مشاريعه التوسعية في المنطقة، في الفترة الأخيرة، سوى حزب الله، خاصة إذا أخذنا في الاعتبار أن تدخل حزب الله في سوريا قد أفسد المشروع الصهيو- أمريكي الرامي إلى تقسيم المنطقة على أسس طائفية وعرقية.

تصنيف صهيوني و أوامر من واشنطن

“رفعت سيد أحمد”، مدير مركز يافا للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد أن تصنيف المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، كمنظمة إرهابية، هو تصنيف صهيوني بامتياز، ويأتي في خدمة المصالح الصهيوغربية، لافتا إلى أن الأعراب (وليس العرب !) هم من أطلقوا على الحزب هذا التوصيف، بعد تلقي أوامر من واشنطن تفيد بذلك.

وأضاف “أحمد”، في حديثه أن القرار يأتي بعد هزيمة مشروع البيت الأبيض التخريبي التقسيمي فى سوريا أمام حلف المقاومة الممتد من موسكو الى بيروت مرورًا بطهران ودمشق.

السعودية تعادي المقاومة و”إسرائيل” تتزعم دول مجلس التعاون

وفي السياق ذاته، أكد: “مصطفى السعيد” الكاتب الصحفي، في جريدة الأهرام، أنه لم يتفاجأ بالقرار الخليجي، فالسعودية قد أدانت حزب الله في حربه مع “إسرائيل” في 2006، واتهمته بأنه استفزها عندما أسر جنديين لمبادلتهما بأسرى لبنان وفلسطين، كما أن السعودية تمول كل الأنشطة المعادية للمقاومة في لبنان، بالمال والسلاح والفتنة والتجسس، وكذلك فإن ممالك الخليجیة هي الدول الداعمة للإرهاب في سوريا والعراق وليبيا صراحة، وطلبت رفع فرع تنظيم القاعدة في سوريا من قوائم الإرهاب، وهي جبهة النصرة، بل تحاول رفع داعش بدعوى أن ضربه يؤذي المدنيين.

وأضاف: أن الترحيب الصهيوني بالموقف الخليجي، و وصفه بأنه باكورة التعاون يبشر بخطوات أخرى قادمة، تتزعم فيها “إسرائيل” علنا دول مجلس التعاون، وتشن الحروب والفتن على شعوب المنطقة، لتواصل مخططات التدمير، وألمح إلى أنه على ما يبدو أن “اسرائيل” قد ضاقت بعقود الزواج العرفية مع دول الخليج، وتطالب بإعلان الزواج الرسمي و ربما الإعتراف بالأولاد.

حزب الله رمز المقاومة

من جانبه، قال القيادي الناصري وأستاذ علم الإجتماع السايسي “محمد سيد أحمد”: أن حزب الله يمثل المقاومة الحقيقية في أمتنا العربية ضد الكيان الصهيوني .. فمنذ ظهوره على الساحة السياسية اللبنانية والعربية لم يوجه سلاحه إلا للدفاع عن التراب العربي المغتصب من الكيان الصهيوني. وحزب الله هو الذي خاض معركة الدفاع عن شرف وكرامة الأمة العربية في مواجهة الكيان الصهيوني .. وتمكن من تحرير الجنوب اللبناني عام 2000 بعد أن كبد الكيان الصهيوني خسائر فادحة .. وهو أيضا من وقف صامدا في معركة الصمود والتحدي في تموز 2006 وأجبر الكيان الصهيوني من الإعلان عن هزيمته بعد معركة دامت إلى 33 يوما.

السيد نصرالله و مصر

وذكّر بأن حزب الله لم يثبت يومًا تورطه في أي علاقة مع الكيان الصهيوني، وهو الذي يتحدى الكيان ويرد عليه في كل عملية عدائية يقوم بها ضد أعضاء الحزب أو ضد لبنان أو سورية أو فلسطين .. وأنه هو الذي استطاع أن يقصف الكيان الصهيوني بالصواريخ التي وصلت للعمق الصهيوني وقتلت جنوده .. وأنه هو الذي أجبر الكيان الصهيونى على تبادل الأسرى بعد أن استطاع اختطاف جنود العدو الصهيوني ليعقد بينهم هذه الصفقة.

واستطرد قائلًأ: “من يصنفون حزب الله كإرهابي هم الإرهابيون الحقيقيون لأنهم يقيمون علاقات مع العدو الصهيوني ولم يردوا مرة واحدة عليه .. بل هم من يدعم الإرهاب في كل الوطن العربي وما يحدث في سورية وليبيا واليمن والعراق خير شاهد وخير دليل .. حزب الله رمز المقاومة ودول الخليجیة وعلى رأسها السعودية رمز للإرهاب والتكفير الوهابي”.

السعودية تنفذ أجندة أمريكية بالمنطقة

أما “سعيد اللاوندي” أستاذ العلاقات الدولية، فرأى أن قرار دول مجلس التعاون باعتبار حزب الله منظمة إرهابية يأتي في إطار أجندة امريكية في المنطقة تنفذها السعودية ودول الخليجیة. وتابع في تصريحات صحفية: السعودية تواصل سياسة فتح الصراع في أكثر من جبهة في الإقليم مثلما أقحمت نفسها في موضوع سوريا، ولا يعرف أي مواطن لماذا كان هناك خلاف سوري سعودي، ولكن أمريكا هي من أرادت أن تدفع السعودية للحرب الدائرة في سوريا، خاصة بعد انخفاض سعر النفط… وبالتالي منطقة الخليج تتجه نحو حرب كبيرة لن تتكرر في الشرق الأوسط والسبب استماع السعودية وتنفيذها لمخطط إرهابي من خلال دوائر صنع القرار في واشنطن.

القرار عميل وغير مسؤول

الباحث والمحلل السياسي “إيهاب شوقي” بدوره قال: يمكن مناقشة هذه القضية من زاويتين، إحداهما منطقية تقودنا لاستنتاج طبيعة المعسكرات؛ والأخرى سياسية تقودنا لاستشراف التداعيات، ولن نناقشها من الزاوية الاخلاقية لأنها محسومة.. فالسقوط الاخلاقي لدول الخليجیة ومن يتبعهم أصبح من المسلمات والثوابت.

ووفق “شوقي”، فانه من الناحية المنطقية، لو نظرنا لأعداء حزب الله ومن يشكل الحزب لهم إرهابا بالفعل، فلن نجد سوى العدو الصهيوني، وبالتالي فإن الموقعين على القرار يعلنون اصطفافهم مع هذا العدو دون مواربة أو خجل، ليعزز ذلك اللقاءات الاخيرة التي جمعتهم مع الصهاينة، والتي تفيد المعلومات المؤكدة بأن “إسرائيل” وراء الضغط لاعلانها وأنها لن تعمل في السر في الفترة القادمة.

واستطرد قائلا “من الناحية السياسية، فإن قرار اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، هو دعوة صريحة لإشعال حرب أهلية في لبنان، لأن القرار باختصار يمنع الدول من الاعتراف بأي حكومة لبنانية بها حزب الله، وهو عمليا مستحيل، ولا يعني ذلك، بالتبعية، إلا الفراغ السياسي، وبقاء لبنان دون حكومة أو تشكيل حكومة دون فصيل رسمي بحجم حزب الله والذي يشكل حقيقة سياسية وشعبية، إن لم نقل أنه الدرع الحقيقي للبنان ضد الصهاينة والتكفيريين.. وبالتالي هي دعوة للفوضى والاحتراب الأهلي. وتابع: “إن أقل ما يوصف به القرار أنه غير مسؤول، ولكن حقيقة القرار أنه قرار خائن وعميل ويكفي ترحيب الصهاينة علنا به”.

عداوة الانظمة الخليجية.. شهادة في صالح حزب الله

من جانبه، أشار الكاتب والباحث السياسي “السيد شبل” إلى أن مسيرة حزب الله قد تزينت بعداوة الأنظمة الخليجية التي أتت كتكملة طبيعية لـ”نعمة” عدواة العصابات الصهيونية.. فأي شرف بعد هذا، يمكن أن تناله جماعة أو تنظيم سياسي؟.

وأضاف: “أنه لا بد من الفصل بين النظم الخليجية والشعب العربي حتى في الجزيرة العربية نفسها، والذي لا تزال بوصلته تشير إلى العدو المركزي للأمة وهو العصابات الصهيونية في فلسطين، والمشروع الاستعماري الغربي الذي يقف خلفها؛ موضحًا أن النظم الخليجية (التي لا تمثل العروبة بأي حال من الأحوال) قد سعت ولا تزال لحشد الرأي العام ضد المقاومة لكنها فشلت وستفشل، وسيبقى الوعي الفطري لدى المواطن العربي حائط صد ضد جهودها الخبيثة. وأكد أن من ترضى عنه ممالك الخليج.. فهو المتهم؛ ومن تغضب عليه.. فهو البريء المطهر من دنس الجبن والعمالة والصهينة. ورحم الله جمال عبدالناصر.

وعن مشاركة حزب الله في سوريا، قال: نحن نؤمن بوحدة الأمة العربية، ولا نعترف بالحدود التي صنعها الاحتلال، خاصة بين الأقطار المتجاورة (كالشام العربي، مثلًا)؛ مبينًا: أن حزب الله كان يدافع عن نفسه وعن مشروعه المقاوم ضد العدو الصهيوني، بل وعن لبنان نفسها، من شر الجماعات التكفيرية؛ لافتًا إلى أن دعم حزب الله للجيش العربي السوري، مشابه لدعم الجيوش العربية (الجزائر والعراق والكويت و…) للجيش المصري والسوري في أكتوبر 1973.

إدانة لتصويت وزير الداخلية المصري

وفي سياق متصل، أدانت عدد من المنظمات والقوى السياسية والشخصيات المصرية، تصويت وزير الداخلية المصرى بالموافقة على بيان وزراء الداخلية بجامعة الدول العربية الخاص باعتبار طليعة المقاومة العربية ممثلة فى حزب الله من القوى التى تعمل على عدم استقرار المجتمعات العربية وتوصيفه بالإرهاب. وقالت في بيانها: “ما كان للقرار أن يصدر لو كان الوزراء الموقعون عليه يعبرون عن الشعب العربى فى أقطاره المتعددة الذى يدعم المقاومة خاصة اللبنانية والتي هي متراس المنطقة أمام الموجة الاستعمارية الجديدة، إن هذا البيان يصدر في وقت يتجهز فيه العدو الصهيونى لمحاولة جديدة لتهديد المقاومة فى لبنان بعد أن فشل أقرانه في سوريا في تحقق مشروعهم بهزيمة مرتكز المقاومة، فعادوا ليجهزوا مناخ الغزو للبنان داخليا وخارجيا الأمر الذى فشل فيه الكيان مرارا وتكرارا وتكسرت محاولاته الواحدة تلو الاخرى على صخرة احتضان المقاومة فى لبنان والتأييد الكاسح لها عربيا فضلا عن الفشل فى استصدار أى قرار يدين المقاومة سواء من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة .

ودعا البيان الشعب المصرى ومنظماته السياسية والجماهيرية والنقابية لإدانة هذا العدوان على المقاومة، التي هي سلاح ومتراس الشعب العربي وخندقه الأخير، وإدانة قرارات الجامعة العربية التى لم يبقَ من اسمها شيء، تلك الجامعة التي قدمت الغطاء سابقا لغزو العراق عن طريق الحلف الثلاثيني وقدمت الغطاء لغزو ليبيا ، وها هي تعيد الكرة وهذه المرة تستهدف لبنان والمقاومة بدلا من أن تستهدف الحلف الصهيو- وهابى.

من جانبها، الكاتبة الصحفية والقيادية الناصرية، “نور الهدى زكي”، شددت على أن حزب الله ليس منظمة إرهابية لكنه منظمة مقاومة تولت الدفاع عن جنوب لبنان في الوقت الذي تهاوت فيه الدول العربية كلها، ونبهت إلى أن قرار وزراء الداخلية العرب لن يغير من اعتبار الشعب المصري للحزب كمنظمة مقاومة. وقالت “أنه علينا أن لا نتورط في صراع إقليمي تديره قوى تريد جعل الصراع الإقليمي طائفي بين سنة وشيعة، وهذا لا يصب في النهاية إلا في مصلحة العدو الصهيوني”.

الناصري : حزب الله مقاومة أذلت الاحتلال

كما ندد الحزب العربي الديمقراطي الناصري بالقرار، معتبرًا إياه انحرافا لبوصلة العمل العربي المشترك وتعبيرا لمحاولات تعميق الطائفية بديلا عن القومية العربية.

وعبر الحزب في بيانه عن رفضه القاطع لتصنيف أي جماعة مقاومة عربية بأنها ارهابية لأن هذا التصنيف يصب مباشرة فى صالح العدو الصهيوني، ويضفي في الوقت نفسه مشروعية سياسية لكل الجرائم الارهابية الصهيونية.

وأضاف: “و إننا لا نقلل من أهمية الخلافات السياسية بين حزب الله ودول خليجية، اضافة الى تباين طبيعي بيننا وبين حزب الله وتعدد الاجتهادات بين مختلف القوى السياسية العربية هو مسألة طبيعية ، لكن أن يصل الأمر الى اعتبار المقاومة حركة ارهابية، فانه قرار مسيء يجافي الحقيقة ويتصادم مع موقف أغلبية الشعب العربي الذى يرى أن مقاومة العدو الصهيوني حقاً مقدساً لا ينبغي المسّ به مهما كانت الظروف، وحزب الله هو الذى انتصر فى حرب 2006 وألحق هزيمة مذله بالكيان الصهيونى مؤكدا قدرة الأمة العربية مرة آخرى على الانتصار”.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق