التحديث الاخير بتاريخ|الثلاثاء, نوفمبر 26, 2024

حدود الشرق الاوسط الجديد 

يكتنف الساحة العربية اليوم، العديد من المتغيرات التي لا تخفى على احد، فبعد اندلاع ثورات الربيع العربي، والتي لا نستطيع تسميتها الا كذلك حتى ان كنا نختلف بتلك التسميات، الا انها احدثت تغير سياسيا واجتماعيا واقتصاديا بشكل اوبآخر.
فالي اين وصل التغيير؟ والى اين تسابقت الاحداث؟، بطبيعة الحال المتغيرات التي حدثت ومازالت تحدث وستحدث ايضا يلخصها الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية “CIA”، مايكل هايدن، الذي قال إن الاتفاقيات العالمية التي عقدت بعد الحرب العالمية الثانية بدأت تنهار، ما سيغير حدود بعض الدول في الشرق الأوسط.
اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت الوطن العربي والعالم، كان في جوهرها تقسيم بحسب المصالح، و حظيت كل من فرنسا وبريطانيا بالقسم الاكبر من الكعكة اليوم، المصالح تباينت والسياسات اختلفت، وساهمت الثورات في تعرية مصالح كل فريق، بل وتغييرها.
السعودية اليوم تشكل احد المحاور، التي باتت تظهر حماقة محمد بن سلمان من خلال تعاطيها مع المتغيرات وقد حاول الملك عبد الله بن عبد العزيز وسبقة فهد بن عبد العزيز ان يخفيها طيلة السنوات الماضية بدبلوماسيته،وأن يحافظ علي مصالحة وعلاقاته الى اخر لحظة، لكن يبدوا ان سياسة اللعب من تحت الطاولة قد انتهت، واستهل سلمان ومن خلفة محمد لعبة قضم الاصابع، البداية كانت من خلال الحرب غير المتوقعة على اليمن ،و ما كان الضغط الذي شكله الحوثيون على هادي وهروبه، وغيرها من تفاصيل المشهد اليمني،الاحجة من لا يملك الحجة،والسعودي كان يذهب لا بعد من ذلك، فهو أدرك ان اليمن لم تعد الحديقة الخلفية له،ولدية خيارين إما أن يسلم البلاد لأهلها،أو أن يستقطع حصته،واتى فرار هادي الى عدن هدية للسعودية كي يأخذ تلك الحصة بكل سهولة ويسر،ويصبح اليمن الواحد يمنيين،في سوريا المشهد مختلف فصلابة الجيش السوري وشدة الرئيس بشار الاسد، ومصالح الأطراف الخارجية في بقاء النظام وهشاشة من تسمي نفسها معارضة، جعل المشهد يبدوا مختلفا ولا يقبل القسمة على اثنين او ثلاثة او أكثر،ولا احد يستطيع ان ينكر الدور الروسي الذي بات اليوم يحمل ثقلا يضاهي ثقل الولايات المتحدة قبل الاتفاق النووي مع ايران.
نعود لما تحدث فيه مايكل هايدن، الذي يقول ان سوريا لم تعد موجودة والعراق لم يعد موجودا،ولن يعود كلاهما أبدا،ولبنان يفقد الترابط وليبيا ذهبت منذ مدة”. هنا اختلف معه كثير فالحقائق على ارض الواقع تقول عكس ذلك…. سوريا عادت بقوة الى المشهد التنافسي، والواضح انها بعيدة كل البعد عن التقسيم او الاختفاء، والظاهر ان الرئيس بشار الاسد كان ومازال وسيظل هو الرقم الاصعب في تلك الساحة،العراق تعيش اليوم امجاد انتصارات يسطرها الجيش العراقي مع الحشد الشعبي، ويبدوا ان الولايات المتحدة قد رفعت يدها الشريرة عن البلاد، والمهمة انتهت واعتذار توني بلير على حرب العراق، الا اكبر دليل على ذلك حتى ان تأخر تقرير تشيلكوت ما هو الا لحفظ ماء وجه بريطانيا، في اليمن يبدوان الميدان هو من سيحسم الوضع،وفي اعتقادي ان عودة احمد علي عبد الله صالح والذي كان يقيم اجباريا في الامارات،سيغير المعادلة الميدانية بشكل سريع, وبطبيعة الحال سترضخ السعودية عاجلا م اجل .
وحتى ان جرى تقسيم للبلاد،وهو الارجح فان ذلك لن يؤثر كثيرا على الوضع في اليمن، لان المهمة بعد ذلك ستتركز على الاعمار ومكافحة الارهاب، الذي صدرته السعودية الى الجنوب .
لكن التغيير الحقيقي وسايس بيكو الجديدة،قد تطبق على دول الخليج واولها السعودية التي تشهد تظاهرات مقموعة مؤخرا، في المنطقة الشرقية والمعروفة بالأغلبية الشيعية، والذي شكل اعدام نمر النمر بتلك الطريقة الداعشية استفزازا واضحا لهم، اما تركيا الحليف القديم الجديد للسعودية فقد حشر نفسه في زاوية، فعداء اردوغان للأكراد وإدخاله للإرهاب وتطبيعه المعلن مع الكيان الصهيوني، قد يدفع بالبلد الى ثلاث دويلات جديدة، اما الكيان الصهيوني فهو الوحيد الذي سيراقب المشهد تارة وبصفق تارة اخرى، الى حين من الزمن لترضخ السعودية وتضعف اكثر واكثر ومن ثم يتم الانقضاض عليها .
سارة عبد الغفور المقطري

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق