فنزويلا وأمريكا نحو المزيد من المواجهة 

بعد ان اصدر الرئيس الامريكي باراك اوباما اوامره التنفيذية لتمديد قانون امريكي يعتبر فنزويلا تهديدا فوق العادة للامن القومي الامريكي نزل آلاف الفنزويليين الى الشوارع في بلادهم للتعبير عن غضبهم من هذا القرار الامريكي ما يدل علی أن البلدين يتجهان نحو مواجهة اكبر من السابق.

وبالتزامن مع هذه المظاهرة نظمت في كراكاس مظاهرة اخرى دعت اليها المعارضة الفنزويلية لابداء الاعتراض على سياسات الرئيس نيكولاس مادورو، ومن المعروف ان المعارضة الفنزويلية تحظى بدعم امريكا، وهي قد اعلنت قبل 10 ايام انها ستستخدم كافة الادوات والطرق لاسقاط مادورو داعية الى اوسع حركة شعبية من اجل اسقاط الرئيس.

وحسب العقوبات الامريكية المفروضة على فنزويلا قامت السلطات الامريكية بابطال تأشيرات الدخول لـ 56 مسؤولا فنزويليا وتجميد كافة اموال هؤلاء في امريكا.

وكانت فنزويلا قد شهدت مظاهرات مناهضة للحكومة اتسمت بالعنف واستهدفت اسقاط الحكومة في اطار انقلاب واستمرت تلك المظاهرات من شهر فبراير حتى شهر مايو من عام 2014 وقد قتل خلالها 43 شخصا.

واثناء احدث مظاهرات داعمة لمادورو في فنزويلا والتي اطلقت فيها شعارات مثل “مادورو لن يرحل” و”عودوا الى بيوتكم ايها الامريكيون” قال الرئيس الفنزويلي “عندما يوقع الرئيس الامريكي على هذه الاوامر فانه يعطي ضوءا اخضر للارهابيين في فنزويلا بارتكاب المزيد من الجنون” وقد اكد مادورو انه سيواصل النضال وسيبقى في الحكم حتى اليوم الاخير.

كما اعلن مادورو يوم الاربعاء 16 مارس ان مظاهرات عارمة ستشهدها فنزويلا من الاربعاء حتى الجمعة للتعبير عن رفض قرار اوباما وتاجيج المشاعر ضد الامبريالية.

وكان وزير الخارجية الفنزويلي ديلسي رودريغز قد قال ايضا بعد توقيع اوباما على القرار المذكور ضد فنزويلا ان بلاده ستعيد النظر في علاقاتها مع امريكا مضيفا بأن كراكاس ترفض بشدة القرار الامريكي الذي يعتبر فنزويلا تهديدا للأمن القومي الامريكي.

وانتقد رودريغز الاحادية الامريكية وعدم احترام واشنطن لميثاق الامم المتحدة قائلا ان انتهاك حقوق الانسان يعتبر سياسة حكومية في امريكا التي تنشر الحروب في العالم ومع ذلك يريد البيت الابيض اعطاء دروس للآخرين.

وكان مادورو قد استدعى القائم بالاعمال الفنزويلي من امريكا قبل نحو اسبوع من الان للتعبير عن الاحتجاج ضد السياسات الامريكية كما اعلن عن عطلة تستمر 9 ايام لكل الموظفين مع حلول عيد الفصح مرجعا السبب لتقلبات الطقس وظاهرة النينو الجوية قائلا ان البلاد تحتاج الى ترشيد استهلاك المياه والكهرباء في تلك الفترة الزمنية، كما قال مادورو ان اليوم الاول من ابريل القادم سيكون يوما وطنيا للشافيزية البوليفارية وسيجرى احصاء سكاني عام في البلاد في ذلك اليوم ومنح بطاقات لاعضاء الحركات الاجتماعية والمواطنين العاديين.

واوضح مادورو ان هذه البطاقة اسمها بطاقة “الوطنية” وهي بطاقة الكترونية يستطيع المواطنون من خلالها ارسال مقترحاتهم بشأن كيفية مواجهة الحرب الاقتصادية التي تشن على البلاد وسيتم تنسيق تلك المقترحات.

وتعاني فنزويلا التي تمتلك اكبر احتياطي للنفط في العالم من اكبر نسبة تضخم اقتصادي (181 بالمئة في عام 2015) وتشهد ازمة نقص المواد الغذائية والدواء بسبب هبوط اسعار النفط لكن المعارضة تحمل الرئيس مادورو مسؤولية هذه الازمات.
المصدر / الوقت