المعارضة معتدلة على نحو لا يصدق، والحكومة البحرينية متطرفة جدا
وكالات ـ سياسة ـ الرأي ـ
أجرى موقع “الديمقراطية الآن” مقابلة مع الصحافية الأمريكية آنا داي، تحدثت فيها عن اعتقالها في البحرين أواسط فبراير/ شباط الماضي مع ثلاثة من زملائها الأمريكيين.
وبحسب “مرآة البحرين”، آنا داي وفريق عملها كانوا في البحرين خلال الاحتجاجات في الذّكرى السنوية الخامسة لانتفاضة فبراير/ شباط 2011، قبل أن تقوم السّلطات البحرينية بإلقاء القبض عليهم.
وقد تم اقتيادها وزملائها إلى السّجن واتهامهم بـ”التّجمع غير القانوني مع نية ارتكاب جريمة”، ثم أُفرِج عنهم إثر تدخل السفارة الأمريكية مع إبقاء ملف محاكمتهم. خلال التّحقيق معهم، لم يُسمَح لهم في البداية بالحصول على محام كما مُنِعوا من التّحدث إلى أفراد أسرهم
وفي ما يلي نص المقابلة:
آيمي غودمان؛ إذًا، هل يمكنك إخبارنا ما الذي حصل -بعد القبض على مسؤول الصّوت؟ كيف تم القبض عليك وعلى زملائك، وفريق الكاميرا، وما الذي حصل لكم أثناء الاعتقال؟ ما الذي كانت السّلطات البحرينية تريد معرفته؟
آنا داي: بعد أن تمكنا من الخروج من الحي، وقد شمل ذلك عبور حقل وتسلق سياج لمغادرة هذه الأحياء، وصلنا إلى طريق عام على بعد 10 دقائق من الحي، وتم توقيفنا عند نقطة تفتيش، أدركنا عندها أنّهم عرفوا تحديدًا عمن يبحثون، لأن كل أولئك النّاشطين الشّباب كانوا قد نشروا صورنا على تويتر، وبالتّالي، تم احتجازنا في مركز للشّرطة، واُبقِينا هناك لمدة 48 ساعة، الرّجال -أي بقية أعضاء الفريق حُرِموا من الطّعام والماء والأدوية كما مُنِعنا من الاتصال بالسّفارة والمحامين وأُسَرِنا.
آيمي غودمان؛ كم كان عددكم؟
آنا داي: كان هناك ثلاثة غيري، من فريقي.
آيمي غودمان، بمن في ذلك مسؤول الصّوت؟
آنا داي: نعم.
هل أبقوكم معًا؟
آنا داي: لا، تم عزلنا بحيث -يستطيعون استجوابنا، كانوا يأملون أن ينقلب أحدنا ضد الآخر.
هل كنت المرأة الوحيدة؟
آنا داي: نعم، وتم عزلي، عومِلت بشكل مختلف عن الرّجال، وأعتقد أن ذلك كان لأني المنتجة، ولأن أسماء الأشخاص البحرينيين الذين تواصلنا معهم كانت بحوزتي، وكان هذا أمر تعاونا بشأنه جدا مع الشّرطة البحرينية عند اعتقالنا في بادئ الأمر، كنّا صريحين بأننا صحافيون ومتفهمين أنه، على المستوى المهني، نحتاج إلى الدّخول باستخدام فيزا سياحية -أو فيزا للصحافة، اتخذنا ذلك القرار لأننا أردنا أن ننتج قصة مهمة جدًا، وما زلنا نؤمن بذلك، لكننا كنًا متعاونين.
تغيرت نبرة التّحقيق بأكمله حوالي السّاعة الثّانية صباحًا، عندما بدأوا بسؤالنا عن مصادرنا، أرادوا منّا الكشف عن أسمائهم وهوياتهم، وبالطّبع، لم نكن لنفعل ذلك أبدًا، كصحافيين.
ولكن، الأهم من ذلك كله، أنه في بلد كالبحرين -حيث يُعتَقَل الأطفال ويُحتَجَزون ويختفون، لم نكن لنكشف أبدًا عن أولئك الذين يعملون معنا داخل هذه الأحياء.
نرمين الشّيخ: الولايات المتحدة والبحرين هما حليفان وثيقان جدًا، هل يمكنك أن تحدثينا عن نظرة المعارضة في البحرين للولايات المتحدة؟
آنا داي: ما يثير الاهتمام بشأن الأسطول الخامس الأمريكي هو أنّه لديهم بين 5000 و15000 جندي أمريكي داخل وخارج الجزيرة. وبالتّالي، هناك وجود أمريكي ضخم، وما وجدته أكثر إثارة للاهتمام أثناء تحدثي إلى المعارضة هو أنّه حتى النّاشطون الشّباب أدركوا أو شعروا أن وزارة الخارجية في صفهم لكن البنتاغون ضدهم، شعروا أن وزارة الخارجية الأمريكية فعلت الكثير لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، وأيضًا لمنع أو تأخير مبيعات الأسلحة إلى السّلطات البحرينية القمعية، لكنهم يشعرون بأنه تمت التضحية بحقوقهم بسبب العلاقة مع البنتاغون والأسطول الخامس.
هناك أمر آخر أود الإشارة إليه وهو أن المعارضة في الواقع معتدلة على نحو لا يصدق، فمطالبها تتعلق بالإصلاح وليس حتى الثّورة، وبالتالي فهم يطالبون بحق الاقتراع وإنهاء القوانين التّمييزية المستندة إلى انتمائهم الإثني، وبالتّالي، هذه المطالب معتدلة جدًا، وفي الواقع، الحكومة البحرينية متطرفة جدًا في قمعها لهم، ما أجده أكثر إثارة للاهتمام، هو أن نسبة كبيرة من المعارضة خاب أملها بشكل كبير من الولايات المتحدة، ولكن من دون غضب، شعروا بالكثير من الفخر لوجود الأسطول الأمريكي الخامس في بلادهم، ولا يريدونه أن يغادر بالضّرورة، هم ببساطة يريدون أن تستخدم الولايات المتحدة نفوذها من أجل الإصلاح.
آيمي غودمان؛ بالعودة إلى التّحقيق، قلت إن النّبرة تغيرت عندما قلت إنك لن تكشفي عن مصادرك. ما الذي حصل عندها؟
آنا داي: تم عزلي عن الرجال، واصطحبوني إلى مركز آخر للشرطة – في الواقع، مركز الشّرطة في المنطقة التي اندلعت الاحتجاجات فيها في وقت مبكر من ذلك اليوم. عندها، تم منعي كذلك من التّواصل مع السّفارة، ولم يعرف أي أحد مكان تواجدي.
ومجددًا، تم اصطحابي إلى مكان قد يكون أكثر انزعاجًا من تغطية التّظاهرات. وهناك، تم التّحقيق معي. نحن بصدد تقديم شكوى حاليًا بخصوص أسلوب التّحقيق معي. بعدها، تم اصطحابنا إلى مركز الادّعاء، حيث كانت الطّريقة الوحيدة التي استطعت من خلالها الاتصال بالسّفارة أساسًا بافتعال نوبة. تم توجيه تهم لنا لم نتوقعها. اتهمونا بالمشاركة في تظاهرات غير شرعية وأعمال شغب. كلمة “إرهاب” تم طرحها. وكان الحكم يتراوح بين 10 أيام إلى عامين. وكما تعلمون، فإن زملاءنا البحرينيين حصلوا على أحكام بالسّجن المؤبد على خلفية مثل هذه التّهم.
آيمي غودمان، في التّحقيق، ما الذي عرفوه عنكم؟ ما المعلومات التي كانوا يمتلكونها عنكم؟
آنا داي: مباشرة، بدأوا التّحقيق بمقال كنت قد كتبته في العام 2012 عن نبيل رجب، وهو شخص استضفتموه في قناة «الدّيمقراطية الآن»، هو مدافع عن حقوق الإنسان في البحرين سُجِن على خلفية تغريدة. تواصل أسرته العيش تحت التّهديد في البحرين -وهناك حظر سفر- مع أن زوجته في الواقع مريضة جدًا. إنّه شخص التقيت به في العام 2011، وقد واجه كمًا هائلًا من القمع. وكتبت مقالا دفاعًا عنه في العام 2012. لقد استحضروا ذلك فورًا وقالوا لي: “نعلم أنك صحافية وأنك تكرهين الحكومة”.
آيمي غودمان، هل كان لديهم ايميلات خاصة بك؟
آنا داي: في الواقع كنا قد تراسلنا، بشكل طريف بما فيه الكفاية، في العام 2012، بعد أن نشرت مقالي، راسلوني أنا ومدير التّحرير في الهافينغتون بوست، من مكتب رئيس الوزراء بشكل مباشر، ووصفوني بالكاذبة.
آيمي غودمان؛ وكان هذا لديهم؟
آنا داي: نعم، وأيضًأ، كانوا مهتمين جدًا بمعرفة كيفية دخولي للبلاد. ونحن أيضا كنا مهتمين كيف فعلا تمكّنا من الدخول، لأننا توقعنا أن يكون اسمي موجودًا على لائحة ما بسبب التّقارير السّابقة. وبالتّالي لم يشكّوا فقط بشأن كيفية دخولنا، بل بدخولنا مع الكاميرا والعتاد الذي كنا نمتلكه.
نرمين الشّيخ: حسنًا، في يونيو/حزيران 2014، تكلمنا مع نبيل رجب، رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان، وانضم إلينا بعد أن أُفرِج عنه عقب قضائه عامين في السّجن على خلفية دوره في الاحتجاجات المطالبة بالدّيمقراطية، سألناه عن دور الأسطول الأمريكي الخامس في البحرين وأي نوع من النّفوذ تمتلكه الولايات المتحدة في علاقتها بالمملكة البحرينية [وكانت إجابته أن]:
الأسطول الأمريكي الخامس يلعب دورًا كبيرًا، يفوق دور وزارة الخارجية الأمريكية. وبالنّسبة لهم، فإن الأولوية هي وجودهم، ومصالحهم مع البحرين. الأولوية تكمن في مبيعات الأسلحة وكل ذلك. ولذلك تم تجاهلنا تمامًا من قبل الحكومة الأمريكية والقوى الغربية. إنّه أمر مخيب للآمال، ولقد قلت دائمًا إن تجاهل نضال الشّعوب ودعم الجبابرة يدفعان الشّعوب إلى التّطرف. لقد تم تجاهلنا تمامًا والتّخلي عنا من قبل الحكومة الأمريكية.
نرمين الشّيخ: كان هذا من جزءًا من حديث نبيل رجب إلى موقع الدّيمقراطية الآن في يونيو/حزيران 2014. آنا، هل يمكنك إخبارنا عما يحدث مع نبيل الآن وكيف عملت معه في الماضي؟
آنا داي: نبيل ومدافعون آخرون عن حقوق الإنسان في البحرين كانوا بنائين جدًا في العمل مع الحكومة من أجل الإصلاحات. ولكن، في نوفمبر/تشرين الثّاني 2015، صدر تقرير أظهر أن الحكومة نفذت فقط اثنتين من التّوصيات بشأن الإصلاح. في غضون ذلك، كان زملاء نبيل وصحافيون آخرون قابعين في السّجون. البحرين هي بلد يمتلك أكبر عدد من السجناء نسبة لعدد السّكان في العالم، وسجونها مكتظة حاليًا بالسّجناء السّياسيين، الذين لم يتم احترام حقوقهم، حتى من حيث الإصلاحات التي وعدت الحكومة بها.
آيمي غودمان: وأُثير موضوع نبيل رجب مجددًا في التّحقيق معك؟
آنا داي: نعم، إنّه مدافع بارز عن حقوق الإنسان، وقد كان لديه شخص أملنا لقاءه أثناء وجودنا في البلاد. لم نتمكن من ذلك بسبب ترحيلنا. لكنه فعلًا مدافع لا يكل ولا يتعب. هناك حظر سفر مفروض عليه ويحتاج إلى مغادرة البلاد بسبب وضع زوجته الصّحي، لأسباب طبية، غير أنه تم منعهم من ذلك.
آيمي غودمان: ماذا عن عبد الهادي الخواجة، وكل أفراد أسرته الذين يتم استهدافهم، ومن بينهم بناته. عبد الهادي الخواجة هو ناشط من أجل حقوق الإنسان كان رئيس مجموعة حقوق الإنسان قبل نبيل رجب، لكن تم اعتقاله وحصل على ماذا؟ حكم بالسّجن مدى الحياة؟
آنا داي: نعم، لقد كانت عائلة الخواجة مهددة، ومستهدفة بشكل خاص على مدى سنوات. في الواقع، لقد انجذبت للمرة ألأولى إلى إحدى القصص عن البحرين عن طريق إحدى بناته، التي نظمت إضرابًا عن الطّعام، وبثّت ذلك على الهواء مباشرة. أعتقد أن ذلك أحد أكثر الأمور إثارة للاهتام بشأن المعارضة البحرينية، كيف كانوا أذكياء في التّعامل مع وسائل التّواصل الاجتماعي واستهدفوا العالم الغربي، مع معرفتهم أن كثيرين في الولايات المتحدة لم يكونوا قد سمعوا أبدًا بالبحرين، لكن حكومتنا هي التي تمتلك فعليًا النّفوذ للتّأثير حقًا من أجلهم.
التقيت بشاب يافع في العام 2011، كان قريبه قد تعرض للّتعذيب حتى الموت، وكانت جثته مهترئة حين أفرج عنها. لقد شعروا فعلا أن الحصول على جثة في هذه الحالة هو بمثابة إيحاء للمُحتجين عما قد يواجهونه أثناء الاعتقال. عندما التقينا، قال إنهم كانوا يستهدفون أوبرا وريحانا وغيرهما من المشاهير من خلال الهاشتاغات، وقد فعلوا ذلك بعد أن رأوا حملة أوباما في العام 2008، التي استخدمت وسائل التّواصل الاجتماعي من أجل العدالة الاجتماعية. لذلك، أكرر القول إنه شعب معتدل جدًا، وهو فعلًا شعب يريد أن يكون جزءًا من بقية العالم.
آيمي غودمان: إذًا، ها أنت، صحافية أمريكية مع زملائك. أنتم معتقلون. يتم التّحقيق معكم. ما الدّور الذي لعبته الحكومة الأمريكية، أتكلم عن دعمهم للنّظام البحريني. وكما قلت، الأسطول الأمريكي الخامس هناك. ما الدّور الذي لعبوه في الأحداث التي واجهتموها؟
آنا داي: أعتقد أنّه سيكون هناك دائمًا توتر بين الصّحافيين ووزارة الخارجية والبنتاغون بشأن تأشيرات الدّخول للإعلاميين. في عالم مثالي، بالطّبع، نستطيع جميعنا الحصول على تصريحات للعمل في هذه البلاد. لكن في بلاد يحصل فيها كم هائل من قمع حرية التّعيبر، لن نحصل على تصريح دخول صحافي بحيث نستطيع العمل على القصص التي نحتاج أن نرويها. حين تحركت السّفارة بالطّبع -تكلم السّفير مع عائلتي ومع أحد الأمراء البحرينيين، وقد عجلوا طبعًا بعملية الإفراج عنّا. لقد كنا نعتمد على العاصمة واشنطن. وقد بذلت وزارة الخارجية كل نفوذها لإخراجنا بسرعة.
آيمي غودمان: وبالّطبع، كانوا مسيطرين على الأمر…
آنا داي: طبعًا، وأعتقد أن هذا الأمر كان الأكثر إثارة للإحباط —
آيمي غودمان: أعني، ليست هذه حكومة عدوّة —
آنا داي: لا.
آيمي غودمان: الولايات المتحدة تعمل على نحو وثيق جدًا مع النّظام البحريني.
آنا داي: تمامًا، وأعتقد أن أحد الأجزاء الأكثر إثارة للإحباط في هذه القصة، هي أننا نواصل الكلام عن التّضحية بحقوق الإنسان من أجل الأمن القومي، في حين يوجد أشخاص في وزارة الخارجية، وحتى داخل البنتاغون، لا يعتقدون أننا بحاجة لتقديم هذه التّضحية. هم يعتقدون فعلًا أن التّرويج لقيمنا الدّيمقراطية هو استراتيجية أمنية وطنية طويلة الأمد، عبأت، نيابة عنا، وتواصل التّعبئة من أجل الشّعب البحريني، ولكن أحيانًا قد تقلل هذه الاستراتيجية الأمنية الوطنية، التي قد تكون ضارة وقديمة الطّراز، من الضّجيج.
آيمي غودمان: والعلاقة مع حليف آخر للولايات المتحدة، أي السّعودية؟
آنا داي: تمامًا.
آيمي غودمان: والدّور الذي تلعبه في مواصلة قمع النّاشطين من أجل حقوق الإنسان؟
آنا داي: نعم. العبارة التي يستخدمونها غالبًا ضد المعارضة داخل البحرين هي أنّها مدعومة من قبل إيران. وهذا قام على تأويل إثني لحركة ديمقراطية من أجل الإصلاح. ولكن عندما تتكلم إلى المعارضة، عندما تسألهم عن التّدخل الخارجي، يقولون دائمًا إن “الدّليل الوحيد على التّدخل الخارجي كان عند احتلال القوات السّعودية لجزيرتنا”. وهذا بالطّبع أمر صحيح ولا يقبل الجدل.
نرمين الشّيخ: حسنًا، أريد العودة إلى مقطع لرئيس الشّرطة البحرينية، العميد طارق الحسن وهو يتحدث في وقت سابق من هذا الشّهر. [قال فيه:]
للأسف، تتم إساءة استخدام مسألة حقوق الإنسان من قبل بعض المؤسسات وبعض الدّول، وقد تم تسييسها، لو كان الأمر فقط يتعلق بحقوق الإنسان، فعليكم أن تعلموا أن البحرين حققت الكثير في هذا المجال. ليس هناك اليوم أي دليل عن هذا الحديث عن التّعذيب في السّجون. ليس حقيقة.
نرمين الشّيخ: هذا رئيس الشّرطة البحرينية. آنا، ما ردك على قوله عن الطّريقة التي تشوه بها بعض المنظمات مسألة حقوق الإنسان؟
آنا داي: حاليًا، هناك حوالي 200 طفل في السّجن، لقد ذهبت الشّرطة إلى مدرسة للبنات -حيث قبضت على فتيات يافعات كن قد شاركن في الاحتجاجات، وأحضروهن وطلبوا منهن التّعرف إلى صديقاتهن، وهددوهن بالاغتصاب. بالتّالي، البحرين ليس بلدًا حقق الإصلاحات التي وعدوا حركة المعارضة والمجتمع الدّولي بها. إنه لأمر محبط تمامًا أن نسمعهم يتكلمون عن شعورهم بالرّاحة أو الرّضا بخصوص الإصلاحات، في حين يقبع الكثيرون في السّجون ويخشون على حياتهم.
آيمي غودمان: ما الذي تنوين فعله بالمادة التي صورتها، مع ما حصل في البحرين؟ كنت تعدين وثائقيًا، ما الذي حصل الآن، بما أنه تم ترحيلك؟
آنا داي: في الواقع، نحن سعيدون لأننا استطعنا إخراج المادة التي صورناها. وهي جزء من سلسلة.
آيمي غودمان: كيف تمكنتم من إخراجها. وما الذي حصل؟ هل صادروا أيًا من معداتكم؟
آنا داي: في الواقع كان لدى الفريق معدات تبلغ قيمتها أكثر من 20 ألف دولار. وكان لديه كاميرات رائعة. نأمل أن يكونوا متعاونين ومهنيين ويعيدوها إلينا. على الرّغم من أننا لا نتوقع فعليًا حصول ذلك.
آيمي غودمان: ما الذي قالوه؟ لماذا يحتفظون بها؟ لماذا سرقوا معداتكم؟
آنا داي: لم يتم إغلاق ملف قضيتنا بعد. وقد توقعنا أن يتم فعل ذلك في ثلاثة أيام، لأننا نعتقد أنّ الأمر واضح جدًا. نستطيع إثبات كوننا صحافيين، وأننا لم نكن نشارك في الاحتجاجات. لكن عندها حولوا قضيتنا إلى وحدة تحقيقات جنائية، وقد يستغرق الأمر ثلاثة أشهر. ولذلك لا نتوقع استعادتها.
آيمي غودمان: كيف أخرجتم المادة التي حصلتم عليها؟
آنا داي: لقد خبأت الشّريحة معي، وتمكنت من إخراجها.
آيمي غودمان: إذًا، ما هي خططكم الآن؟
آنا داي: حسنًا، إنّه جزء من سلسلة من ستة أجزاء حول كيفية تأثير السّياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية على الشّباب اليافعين في الشّرق الأوسط. لقد كنا في غزة ومصر والبحرين. سنواصل تغطيتنا، ونعتقد أن البحرين هي أحد أهم البلدان التي لم تتم تغطيتها في الشّرق الأوسط في ما يتعلق بتسويات الولايات المتحدة الأمريكية.
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق