التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

تطورات الوضع السوري : جنيف يراوح مكانة ، والجيش السوري يتقدم بالميدان 

تتسارع التطورات الميدانية على الساحة السورية، في وقتٍ اصبحت فيه وتيرة العمليات التي يشنها النظام أسرع وأكبر. وأمام تقدم الجيش السوري وإمساكه بالميدان، تسير محادثات جنيف دون أي تطورٍ يُذكر، في حين يبدو الفرق واضحاً بين خيارات الوفد الحكومي الساعي لإنهاء الأزمة وإعادة بناء الدولة، وخيارات الطرف المعارض الذي يختلف فيما بينه، ويرفض إجراء انتخاباتٍ شعبية. من جهةٍ أخرى وفي سياقٍ متصل، خرجت تصريحات فرنسية تتحدث عن عدد الإرهابيين الفرنسيين في سوريا، متخوفةً من مخاطر ذلك. فكيف يمكن تسليط الضوء على الشأن السوري؟

الجيش السوري يصد هجوماً في دير الزور

تمكّن الجيش السوري من صدّ هجوم كبير لتنظيم داعش الإرهابي على جميع محاور مدينة دير الزور. ويعتبر الهجوم الأضخم منذ فترة، حيث أُحبطت خلاله محاولة مجموعة من ثلاثة انتحاريين تفجير أحزمتهم الناسفة عند مدرسة حي هرابش، في محاولة للسيطرة عليها، وأعقبت التفجير اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والثقيلة، ما اضطر المهاجمين إلى الإنكفاء والتراجع فالإنسحاب. وفي حلب، تمكّن الجيش أيضاً من صدّ هجوم لمسلحي التنظيم على جبهة المدينة الصناعية، شمالي شرقي المدينة، لتنحصر الإشتباكات شرق قرية كفر صغير.

وفي سياق آخر، نقلت مواقع إعلامية كردية أنّ ما يُسمى بـ “لواء السلطان مراد” التابع للجيش الحر، يستعدّ لشنّ عملية عسكرية انطلاقاً من الأراضي التركية على مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي. وبدأ اللواء بحشد مسلحيه في مدينة قرقاميش على الحدود السورية ــ التركية بهدف الدخول إلى مدينة جرابلس.

إلى ذلك، وقع في أسر الجيش السوري أربعة من مسلحي جبهة النصرة الإرهابية، إثر إحباطه هجوماً على قرية عين البيضا في ريف اللاذقية الشمالي. كما اعترف ما يُسمى بالمرصد السوري لحقوق الانسان، بمقتل 4268 مسلحاً من جبهة النصرة وداعش وفصائل مسلحة أخرى وإصابة آلاف آخرين، إثر استهداف الطائرات الحربية السورية لمواقعهم منذ أواخر تشرين الثاني من عام 2014 حتى بداية الأسبوع الحالي.

سير العمليات في تدمر

واصل الجيش السوري تقدّمه في ريف حمص الشرقي، وتحديداً في محيط مدينة تدمر، مسيطراً على تلة عرين بالقرب من مدينة التمثيل، شمال غربي المدينة. وبدأت مجموعات الجيش هجومها، بالإنطلاق من منطقة المقالع، حيث دارت اشتباكات مع مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في ظل غطاء جوي، استهدفت فيه مواقع وتجمعات المسلحين.

وحاول التنظيم والمجموعات المسلحة، في الأيام الماضية، نسب إنجازات الجيش إلى قوات المشاة الروسية، الأمر الذي دفع الكرملين، أمس، إلى نفي مشاركة عسكريين روس في عملية تحرير تدمر، مؤكداً أن الجيش السوري هو من يتقدم ويهاجم مواقع الإرهابيين في تلك المنطقة.

مواقف الأسد ومحادثات جنيف

في وقتٍ لا تزال فيه مفاوضات “جنيف 3” تراوح مكانها، وضع الرئيس السوري بشار الأسد الحرب الدائرة في بلاده في سياق محاولة الغرب سلب الهوية العربية والإسلامية. وأكّد الرئيس الأسد، أمس، أن الساحة العربية والإسلامية واحدة، معتبراً أن “الإرهاب الذي يضرب في كل مكان هو واحد”، مشدّداً على ضرورة توحيد الجهود المخلصة والصادقة لمكافحته، ووقف تفشي هذه الظاهرة. وخلال استقباله أعضاء الأمانة العامة للتجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة، رأى الأسد أن هدف الغرب هو “أن نخسر هويتنا العربية والإسلامية”، مشيداً بأهمية الدور الذي تلعبه مثل هذه التجمعات والمنظمات الشعبية في زيادة الوعي وتحصين الشارع العربي، وتحديداً في مواجهة المصطلحات والمفاهيم المغلوطة التي يتم الترويج لها. واعتبر أن “الحرب التي تتعرض لها المنطقة هي حرب فكرية بالدرجة الأولى”.

أما في جنيف، فقد طالب رئيس الوفد الحكومي، بشار الجعفري، المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، بتأجيل المفاوضات لحين الإنتهاء من الإنتخابات التشريعية السورية، في 13 نيسان المقبل. وردّ دي ميستورا على طلب الجعفري بالقول بأن الجولة القادمة من المفاوضات ستكون الفاصلة، مطالباً الوفد الحكومي بتقديم رؤيته لعملية الانتقال السياسي. وهو ما رد عليه الجعفري بالقول بأن الوفد الحكومي قدّم ورقة للحل السياسي قوامها وحدة سوريا والحفاظ على سيادتها واستقلالها السياسي والحفاظ على مؤسسات الدولة وإعادة الإعمار.

وردّت المعارضة على دعوة الجعفري برفض أي تأخير في الجولة المقبلة من مباحثات السلام. وقال المتحدث باسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، سالم المسلط “إنّنا لن نقبل تأجيلاً من أجل إجراء انتخابات نعتبرها غير شرعية”، مشيراً إلى “أننا لم نتلقّ شيئاً من دي ميستورا يفيد بالدعوة إلى التأجيل”. وهو ما اعتبره العديد من المراقبين رفضاً لخيار الشعب السوري.

فرنسا قلقة من إرهابييها في سوريا

على الصعيد الدولي، أكّد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس وجود أكثر من 600 مواطن فرنسي، حالياً، في سوريا والعراق، يقاتلون في صفوف المتطرفين. ولفت إلى أن “283 إمرأة و20 قاصراً على الأقل هم بين الـ600 مقاتل”. وأضاف أن “هناك 338 شخصاً معتقلاً (في فرنسا) في الوقت الراهن، وهم من العائدين من سوريا والعراق”. وأوضح أنّ باريس تسعى لوضع العائدين تحت رقابة مشددة جداً.

إذن، تتفاعل الأزمة السورية في ظل سعيٍ لأن تكون في نهايتها. لكن تضارب المصالح وبُعد الأطراف المعارضة عن الرؤية الموحدة والعقلانية في الخيارات، يُدخل المحادثات في خطر. فيما يبقى الميدان السوري، ساحةً للبطولات التي يُنجزها الجيش السوري والحلفاء. في حين يمكن القول، بأن الجميع يترقَّب المستقبل السوري بحذر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق