أحلام جوارديولا مع مانشستر سيتي تحت التهديد
رياضة ـ الرأي ـ
لم يكن في حسبان بيب جوارديولا المدير الفني الحالي لفريق بايرن ميونيخ الألماني، أثناء إعلان نادي مانشستر سيتي الإنجليزي، في الأول من فبراير/شباط الماضي، عن التعاقد معه لتولي الإدارة الفنية للفريق بداية من الموسم المقبل خلفًا للتشيلي مانويل بيليجريني، أن كابوسًا ما قد يهدد انطلاقته مع الفريق السماوي.
ويواجه مانشستر سيتي كابوس عدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا، لا سيما بعد التراجع الكبير الذي شهده الفريق في الأسابيع الأخيرة، خاصة بعد خسارة ديربي المدينة أمام جاره اللدود مانشستر يونايتد بهدف نظيف.
ويحتل مانشستر سيتي المركز الرابع “وهو آخر المراكز المؤهلة لدوري الأبطال مباشرة” في ترتيب جدول الدوري الإنجليزي برصيد 51 نقطة، وهو الرصيد الأقل للفريق بعد خوض 30 مباراة في البريميرليج منذ 5 سنوات، إلا أنه أصبح مهددًا بعد خسارة الديربي بملاحقة كلا من وست هام ومانشستر يونايتد.
ويأتي فريق وست هام يونايتد، الذي يقدم مستويات رائعة هذا الموسم رفقة مدربه الكرواتي سلافين بيليتش، في المركز الخامس برصيد 50 نقطة، بينما يزاحمه مانشستر يونايتد بنفس الرصيد من النقاط، إلا أن فريق المدرب الهولندي فان جال يتواجد في المركز السادس بفارق الأهداف.
حسابات معقدة.. وموقف صعب
وبالنظر إلي موقف “السيتيزنز” في جدول الترتيب، فإنه من المتوقع أن يواجه منافسة شرسة على مركزه المؤهل لدوري أبطال أوروبا، خاصة من غريمه التقليدي مانشستر يونايتد ووست هام، إلا إن فريق ليفربول أيضا ليس ببعيد عن المنافسة، خاصة وإنه يمتلك مباراة مؤجلة.
ويحتل ليفربول المركز التاسع في جدول ترتيب البريميرليج برصيد 44 نقطة، إلا أن الفريق لعب 29 مباراة فقط، ولديه مباراة مؤجلة، الأمر الذي يرفع من أسهمه في دخول المنافسة على مركز مؤهل لدوري الأبطال في حالة الفوز بالمباراة المؤجلة ورفع رصيده إلى 47 نقطة، بفارق 3 نقاط فقط عن مانشستر يونايتد ووست هام، و4 نقاط عن مانشستر سيتي، وقبل 8 جولات على انتهاء المسابقة.
وبالطبع فإن المدير الفني الألماني المخضرم، يورجن كلوب، يطمح في قيادة الريدز للعب بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، سواء عن طريق الفوز بلقب الدوري الأوروبي أو احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى في البريمييرليج.
بيليجريني وفقدان السيطرة
وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير عديدة إلى أن المدرب التشيلي مانويل بيليجريني، قد فقد السيطرة على لاعبي الفريق، منذ الإعلان عن التعاقد مع جوارديولا، بسبب رغبة جميع اللاعبين في المشاركة من أجل لفت أنظار المدرب الجديد، إلا أن بليجريني رفض كل هذه الأحاديث.
وبدا بيليجريني غاضبا في المؤتمر الصحافي عقب خسارة ديربي مانشستر أمس الأحد، ورد على أسئلة الصحافيين بعصبية واضحة.
وقال: “لا أعتقد أنني أفقد السيطرة.. سلوك الفريق اليوم يعكس اشتراكهم جميعًا في ما نرغب فيه”.
أضاف: “إنها ليست أفضل طريقة لإنهاء الموسم لكني أكرر أنني سعيد بسلوك الفريق.. كل اللاعبين يتحلون بالتركيز هذا الموسم ويرغبون في إنهاء الموسم في أقرب نقطة ممكنة لقمة الترتيب”.
وبعيدًا عن التوترات داخل غرف الملابس، فإن بيليجريني تلقى ضربة موجعة أخرى بعد الخسارة أمام مانشستر يونايتد، وذلك بإصابة حارس الفريق جو هارت والجناح رحيم ستيرلينج.
وعلى الأرجح فإن هارت وستيرلينج سيغيبان لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 4 أسابيع، ومن المتوقع أن يغيبان عن المواجهة الأولى أمام باريس سان جيرمان في ربع نهائي دوري الأبطال.
دوري أبطال أوروبا.. الحلم المستحيل
وأمام المدرب مانويل بيليجريني والفريق السماوي، طريق آخر لضمان التأهل لدوري أبطال أوروبا في الموسم القادم وذلك بتحقيق لقب البطولة في الموسم الحالي، وهو أشبه بالحلم المستحيل.
ويواجه مانشستر سيتي فريق باريس سان جيرمان الفرنسي في دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا، بعد صعود الفريق الإنجليزي لمنافسات ربع النهائي لأول مرة في تاريخه.
وبالطبع فإن حظوظ السيتيزيز في تحقيق اللقب ضئيلة للغاية في ظل وجود فرق من عمالقة أوروبا مثل برشلونة وريال مدريد الإسبانيين، وبايرن ميونيخ الألماني، كما أن معظم الترشيحات في مواجهة مانشستر سيتي وباريس سان جيرمان تصب في مصلحة الفريق الباريسي، خاصة مع تألقه هذا الموسم رفقه مدربه الفرنسي لوران بلان، وتمكنه من حسم الدوري الفرنسي مبكرًا، بالإضافة إلى إقصاء تشيلسي في دور الستة عشر من دوري الأبطال بعد الفوز عليه ذهابًا وإيابًا.
كابوس محتمل في انتظار جوارديولا
من المؤكد أن الموقف الحالي للفريق السماوي، لا يرضي المدير الفني المستقبلي بيب جوارديولا، الذي أكد من قبل على أن الإعلان المبكر لتوليه المسئولية في مانشستر لن يؤثر على تركيزه مع فريقه الحالي بايرن ميونيخ، مشيرًا إلى أنه متعدد المهام مثل المرأة.
لكن ما لم يكن يدركه جوارديولا أو يتوقعه، هو تأثير الإعلان المبكر لتوليه قيادة مانشستر سيتي خلفا لبيليجريني، على السيتيزنز.
وبالرجوع إلى توقيت إعلان التعاقد مع جوارديولا في الأول من فبراير/شباط الماضي، فإن مانشستر سيتي كان في المركز الثاني بفارق 3 نقاط فقط عن ليستر سيتي المتصدر الحالي للبريميرليج، إلا أن الفريق شهد تراجعًا كبيرًا منذ هذا الإعلان.
ومما لا شك فيه، فإن احتمالية عدم التأهل لدوري الأبطال في الموسم المقبل، تمثل كابوسًا مزعجًا لجوارديولا، الذي بدأ بالفعل في التحضير والإعداد لمستقبل الفريق السمواي في الموسم الجديد.
ولن يؤثر عدم التأهل لدوري الأبطال على رغبة نجوم الفريق في الرحيل فقط، وإنما يمتد تأثير “الكابوس” إلى التأثير على تعاقدات الفريق مع النجوم للموسم المقبل.
ومنذ إعلان التعاقد مع جوارديولا، فإن مانشستر سيتي ارتبط، وفقًا لتقارير عديدة، بمجموعة من نجوم أوروبا أبرزهم: نيمار وبوسكيتس وبوجبا وجوندوجان وإيسكو وألابا وهوملز.
جدير بالذكر أنه في حالة إخفاق مانشستر سيتي في الوصول إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، فسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي لا يشارك فيها جوارديولا في البطولة الأوروبية في مسيرته التدريبية.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق