رئيس ديوان الوقف الشيعي: من يدعي الإصلاح عليه ترك الاعتبارات الشخصية
بغداد ـ محلي ـ الرأي ـ
قال رئيس ديوان الوقف الشيعي علاء الموسوي، “من يدعي الإصلاح والتجديد يمكن لنا أن نقيس صحة دعواه بالإخلاص والفناء بالهدف وترك الاعتبارات الشخصية”.
وقال الموسوي، اليوم الخميس، خلال كلمته في المؤتمر الدولي العلمي الدولي حول التجديد في فكر الشيخ محمد رضا المظفر {قدس}، في النجف الاشرف، :”أمران ملفتان في سيرة هذا العلم الكبير، الأمر الأول، الدرجة العالية من الإخلاص الذي كان يتحلى به في عمله ومشروعه التجديدي الإصلاحي”، مشيرا إلى إن “المصلح المجدد إذا كان له هدف محدد وأراد إن يصل إلى ذلك الهدف لابد أن يضع وراء ظهره كثير من الاعتبارات الشخصية الاجتماعية ليصل إلى هدفه”.
وأضاف إن “هذا ليس بالسهل خصوصا في النجف التي لها منزله في العلم وتاريخ في الكفاءات المختلفة، علم وأدب وشخصيات كبيرة ومرجعيات شاخصة، كل هذا محكوم بأعراف علمية واجتماعية الجميع يعرفها ليس من السهل أن يترك الإنسان كثيرا من الاعتبارات الشخصية والنوعية وراء ظهره لينطلق إلى هدفه مؤمنا بذلك الهدف مضحيا بكل ما سواه”.
واشار إلى ان الشيخ المظفر كان “في الطبقة الأولى والطراز الأول من العلماء في النجف فقها وأصولا ومنطقا وعلوم اخرى، كان كفاءة متميزة بين أقرانه وابناء جيله ولا يقل عن الآخرين ممن قد يكون في مرتبة التصدي للمرجعية العامة في وقت من الأوقات، الا انه سلك مسلك التجديد والإصلاح وترك كثيرا من الاعتبارات التي تحكم ذلك الجو العلمي والاجتماعي وما يحكى وكتب عنه على يد تلاميذه ومحبيه يدل على ذلك”.
وتابع إن الشيخ المظفر “كان متميزا في إخلاصه ونتيجة الإخلاص جيل كبير من المفكرين والكتاب تخرج من هذه الحركة الإصلاحية التي قادها”.
وأوضح إن “الأمر الثاني، هو الملفت في أثاره وحياته تلك المبدئية الواضحة في أعماله وإنتاجه التي اقترن بالإصلاح والتجديد، فالتجديد قد يفهم انه هدف بحد ذاته ولابد من الوصول اليه باي ثمن وهذا من سطحية الفهم للتجديد، فهو ليس الا وسيلة من وسائل الإصلاح والتقديم الأفضل للناس والوصول إلى الحقائق”.
ولفت الموسوي “هكذا وجدنا في أثاره، فهو رائد التجديد والإصلاح أي اثر لتنازل أو ضعف في العقيدة والفكر كان يبني العقيدة والفكر على القرآن الواضح، دون ان يتأثر بالأجواء التي تطلب منه المزيد فهو مجدد مصلح ومبدئي بنفس الوقت وعلمي مهني لا يتبنى فكرة ولا يدع أخرى الا على اساس البرهان والدليل”.
وبين إن “التيارات الفكرية المتعددة دخلت إلى العراق والعالم الإسلامي بقوة، وكان لابد من مواجهتها ببراعة وبيان قوي وبراهين قوية وان لا يخضع الإنسان لتلك الاجواء والهجمات التي تستهدف المبادئ”، مشيرا إلى انه “يمكن ان يتمثل ذلك الزمان بما يجري في هذا الزمان من ضغوط من دعاة التجديد والإصلاح للتنازل عن الدليل والبرهان للإرضاء”.
وشدد الموسوي، “من يدعي الإصلاح والتجديد يمكن لنا ان نقيس صحة دعواه بالإخلاص والفناء بالهدف وترك الاعتبارات الشخصية”، لافتا إلى إن “الشباب بدء يفقد ذاكرته والمعرفة في رموزه الحقيقية رموز الإصلاح الحقيقي والتغيير والتجديد الحقيقي، واتجهت انظاره إلى ما يطرحه الاعلام الذي يعد الكثير منه مزيفا لدينا شخصيات غطى عليها الاعلام وغطتها الاغراض السياسية وغير السياسية”، مؤكدا “لابد من اظهار تلك الرموز إلى الشباب كرواد للفكر الصحيح والاصلاح وهذا العلامة الكبير الشيخ المظفر احد رواد تلك المدرسة النجفية الاصيلة”.انتهى