التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ماذا حول العمليات السرية لنقل يهود اليمن إلى فلسطين المحتلة؟ 

يبدو أن للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن والمستمر منذ ما يقارب العام الكثير من الفوائد على الكيان الاسرائيلي فعدا عن المصلحة الأكيدة للكيان بتفشي الاقتتال الداخلي بين الدول العربية فقد كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية مؤخرا أن تل أبيب قامت خلال الساعات الماضية بنقل آخر مجموعة من يهود اليمن إلى فلسطين المحتلة عبر دولة ثالثة.

فمنذ قرابة العام تقريبا، بدأت هجمات تحالف العدوان السعودي على اليمن وإلى يومنا هذا لا يزال التجاوز على سيادة وأمن أهل اليمن مستمرا. حيث تستمر الهجمات العنيفة على الأهداف العسكرية المزعومة، بالإضافة إلى الأهداف المدنية والمدنيين في اليمن حتى وصلت إلى ارتفاع أصوات المنظمات الدولية المعارضة للعدوان ومن جملتها منظمة الأمم المتحدة. وفي إعلان جديد، كشفت وسائل الإعلام الاسرائيلية عن واحدة من العمليات السرية لنقل مجموعة من يهود اليمن إلى فلسطين المحتلة. وبحسب المعلومات التي تداولتها القنوات الإسرائيلية “فقد أنجزت عملية سرية لنقل آخر مجموعة من يهود اليمن والذين بلغ عددهم 17 شخصا، وهم في طريقهم إلى فلسطين المحتلة عبر دولة ثالثة”.

هذا في وقت لم تشر وسائل الاعلام الاسرائيلية عن تفاصيل العملية التي كانت سرية ولا عن زمان بدءها، لكن قناة الميادين نقلت عن هذه الوسائل قولها بأن هناك دوراً لوزارة الخارجية الأمريكية وجهات أمريكية رسمية وحاخامات يهود في أمريكا في العملية السرية لجهة المساعدة في التنسيق وتأمين المعبر المعقد لهذه المجموعة في طريقها إلى داخل الكيان. طبعا تحوم الشكوك حول هذا الخبر، خاصة في ظل العمليات العسكرية المكثفة من قبل التحالف السعودي ضد اليمن وكما هو معلوم أن اليمن يواجه حصارا بريا وبحريا وجويا مفروضا عليه من قبل الإئتلاف. من جانب آخر، أيضا في تقرير نشرته وكالة فرانس برس عن احد المسؤولين الإسرائيليين والذي لم يتم الكشف عن اسمه، قال: “اسرائیل أنقذت 19 یهوديا من اليمن الذي تمزقه الحرب”.

وبالعودة إلى القرن الماضي وقبل احتلال فلسطين، في عام 1938 كان عدد سكان اليهود في اليمن أكثر من 50 ألف شخصا. وبعدها بعشر سنوات أي عام 1948 وبعد تأسيس الكيان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة نزح اكثر من 48 الف شخص بشكل جماعي إلى الأراضي المحتلة والذين بقوا في اليمن آنذاك لم يتجاوزوا الخمسين يهوديا أغلبهم من كبار السن، وادعى الكيان الإسرائيلي بأنه سينقلهم إلى الأراضي المحتلة فيما بعد.

وقد تم تهجير اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة عن طريق الوكالة الوطنية اليهودية، التي شكلت واحدة من الدعائم التي تقوم عليها سياسات الكيان الإسرائيلي في التعامل مع القضية الفلسطينية وذلك منذ بداية التأسيس لاحتلال فلسطين. فمباشرة بعد طرد أكثر من 700 ألف فلسطيني من وطنهم في العام 1948 قامت الوكالة الوطنية اليهودية باطلاق وعود بالدعم الإجتماعي والإقتصادي لليهود حول العالم لتبدأ بعدها حركة هجرة لمئات الآلاف من اليهود من جميع أنحاء العالم إلى فلسطين المحتلة. وبهجرتهم بدأ الإستيطان وسياسة قضم المزيد من الأراضي العربية المستمرة إلى اليوم.

وقد تم نقل العديد من الجاليات اليهودية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية إلى فلسطين المحتلة في السنوات نفسها التي تم إطلاق الوعد من قبل الوكالة لليهود بحياة أفضل. لكن ظهور ثلاث إنتفاضات فلسطينية وعلى وجه الخصوص الإنتفاضة الثانية في العام 2000 أدت إلى خروج اليهود من فلسطين، خاصة الذين أتوا من دول أوروبية إلى فلسطين. وقرروا الإستقرار في بلادهم بسبب تردي الأوضاع الأمنية في فلسطين والوضع المادي الأفضل في اوروبا. ورغم كل ذلك لا يزال الإسرائيليون يفاخرون بمهاجرة الشعب اليهودي من كافة أصقاع الأرض باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة والكيان الإسرائيلي ما زال يزعم بأنه أرض الميعاد.

والهالة التي رسمت حول العملية المعقدة لتهريب17 يهوديا يمنيا خلال الساعات الماضية تندرج ضمن نفس السياسة الاسرائيلية بالمبالغة وتعظيم الأمور لجهة الابقاء على سطوة الكيان لدى دول العالم وشعوبه. أما حقيقة المسألة فيرجح بعض المراقبين بأنه أتى ضمن صفقة سعودية اسرائيلية على الأرجح وأنها تمت بشكل مباشر ودون وسيط.

وهنا من الجيد الاشارة إلى أن اليهود الذين ينتسبون إلى أسلافهم من اليهود الشرقيين الذين كانوا لا يزالون يسكنون بعض البلاد العربية فتتحدث تقارير عن أوضاعهم المادية الصعبة في المستوطنات الإسرائيلية التي يسكنونها وهم يواجهون العديد من المشكلات الإقتصادية وعدم الإستقرار الأمني وقلة الرفاهية الإجتماعية التي وعدوا بها قبل ترك بلادهم.

هؤلاء اليهود خرجوا في صيف عام2011 بمئات الآلاف في احتجاجات تاريخية هزت أسس الكيان الإسرائيلي لأول مرة وذلك للاحتجاج على الظلم الاجتماعي وعدم المساواة الاقتصادية. وعلى الرغم من أن السلطات الإسرائيلية عمدت إلى خفض الأسعار وقامت أيضا برفع بعض الضرائب عنهم، ونجحت بإطفاء غضبهم واحتجاجاتهم إلا أن أسباب هذه الاحتجاجات لا زالت قائمة ولا زالت نيران غضب هؤلاء المستوطنين تحت رماد الدعم الحكومي الذي يقدم لهم بين الحين والاخر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق