التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

الجيش يتقدم في الميدان السوري، وجنيف يترنَّح مع إمكانية التأجيل 

يعيش الملف السوري تطورات هامة في الميدان العسكري. فالجيش السوري يتقدم، فيما الإرهابيون يتقاتلون فيما بينهم. أما على الصعيد السياسي، فتتأرجح محادثات جنيف، بإنتظار لقاء لافروف كيري اليوم.

لافروف يدعو لوقف دعم الإرهاب في سوريا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في موسكو، أن تطبيق الهدنة في سوريا يجري بشكل ناجح. وأضاف لافروف، بأن الطرفين الروسي والألماني تبادلا الآراء حول سبل الرد على الخروقات المنفردة لنظام الهدنة، وكيفية إحراز تقدم في حل القضايا الإنسانية بصورة فعالة. وبشأن محادثات جنيف، قال لافروف بأن الطرفين موسكو وبرلين ترحبان بهذه العملية، وتؤكدان ضرورة ضمان الطابع الشامل للحوار السوري. وأشار لافروف إلى استمرار تدفق النفط المهرب من سوريا عبر الحدود إلى أراضي تركيا، بالإضافة إلى استمرار تدفق الأسلحة والإرهابيين. ودعا لافروف الأوروبيين إلى التخلي عن الألعاب الجيوسياسية من أجل تضافر الجهود في محاربة الإرهاب، لا سيما بعد التفجيرات في بروكسل، وأن يوحدوا صفوفهم أمام الخطر المروع الذي يمثله الإرهاب.

جنيف 3 وإمكانية التأجيل

وفي سياقٍ متصلٍ بالأزمة السورية، تُنتظر نتائج اللقاء المرتقب بين وزيري الخارجية الروسي والأمريكي، حيث يراهن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا على دفعة دبلوماسية تأتي من واشنطن وموسكو قبل إعلانه موعد الجولة الجديدة من المحادثات، بعد دراسة المقترحات التي قدمها الوفدان الحكومي والمعارض، خلال اليومين الماضيين. وأعلن دي ميستورا أن موعد جولة المباحثات المقبلة سيُعلَن غداً، موضحاً أنه عقب اكتمال أوراق العمل التي قدّمها الوفدان، ستجري دراستها وإطلاع الوفدين على النتائج. وأعرب دي ميستورا عن آماله بأن يُعطي لقاء وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، قوة دافعة لقضية الإنتقال السياسي في البلاد.

لكن هذه الدفعة الإيجابية لعملية السلام، قد يُؤجّل ظهورها إلى ما بعد الإنتخابات البرلمانية السورية في 13 نيسان المقبل. من جهته نفى رئيس الوفد الحكومي السوري بشار الجعفري وجود أي ضغوط روسية على بلاده لدفع مفاوضات جنيف. وقال في مقابلة مع وكالة “فرانس برس” إن هذا الحديث هو “قراءة خاطئة”. كما طالب الجعفري مسؤولة الشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني بإعادة فتح سفارات دول الإتحاد المغلقة في دمشق. وبعد لقائهما، قال الجعفري أيضاً إنّ “فريقه سيعود إلى جنيف لإستئناف المباحثات”، لكنه أبلغ مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا أنّ الوفد لن يستطيع العودة قبل الإنتخابات البرلمانية السورية المقررة في 13 نيسان المقبل.

من جهةٍ أخرى دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الشركاء الغربيين إلى دعم جهود التسوية في سوريا. ورأى في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الفنلندي ساؤولي نينيستيو، أن على الغرب أن يستثمر صلاته مع المعارضة السورية لدفع العملية التفاوضية.

الإرهابيون يتقاتلون فيما بينهم

لا ينطبق حال سريان الهدنة على كافة الأراضي السورية، فما يزال الإقتتال جنوباً بين أتباع داعش ومسلحي المجموعات الأخرى، فيما تشهد الغوطة الشرقية عموماً هدوءاً نسبياً، انسحب على الواقع المعيشي وإدخال المساعدات وحملات تلقيح للأطفال في المنطقة، فيما يشهد الريف الشرقي لدمشق استمراراً للعمليات العسكرية وتقدماً للجيش في مواقع عدة، مع استمرار القصف بالمدفعية والطيران الحربي.

وفي تفاصيل الإقتتال بين المسلحين، يسود التوتر المجموعات لا سيما “جيش الفسطاط” و”فجر الأمة”، التابعة لجبهة النصرة وتتزايد احتمالات الاشتباك بينها وبين جيش الإسلام الذي بدأ إعلامه باتهام “فجر الأمة” بالتآمر وعقد صفقة مع غرفة عمليات حميميم الروسية. وكانت تنسيقيات المعارضة نشرت صوراً تظهر اجتماع ضباط قالت إنهم روس بعناصر من الجيش الحر بهدف إتمام إجراءات المصالحة، وهو ما سارع المسلحون لنفيه، فيما لم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي.

جنوباً تجدد هجوم “لواء شهداء اليرموك” و”حركة المثنى الإسلامية”، التابعة لتنظيم “داعش” على مواقع تابعة لجبهة النصرة والجيش الحر في ريف درعا الغربي. وجددوا قصفهم بلدات تسيل وحيط وسحم الجولان والتي استهدفت بسيارة مفخخة في محاولة لاقتحامها من قبل أنصار “داعش” الذين اضطروا للتراجع مع اشتداد المعارك في المنطقة التي تقع تحت سيطرة جبهة النصرة، بالتزامن مع سقوط عشرات قذائف الهاون على هذه المناطق وحركة نزوح إلى كل من نوى ودرعا المدينة.

الجيش السوري يتقدم في الميدان، ويُشرف على تدمر

برز في الميدان السوري وصول عناصر الجيش السوري إلى مواقع لم يسبق أن تقدموا ضمنها خلال مدة لم تتجاوز السنة من عمر سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة. ويحصل التقدم المتسارع لقوات المشاة في ظل دعم ناري غير مسبوق من سلاح الجو الروسي والمدفعية السورية. مصادر ميدانية أكدت أن القوات أصبحت على بعد كلم واحد من المدينة، بعد سيطرتها على مثلث تدمر وجبال القصور المشرفة على عمق المدينة والجهة الغربية منها، عقب اشتباكات عنيفة مع مسلحي داعش. وذكرت المصادر لجريدة الأخبار اللبنانية، بأن ساعات تفصل القوات البرية عن الوصول إلى قلعة تدمر المشرفة على الأحياء الغربية من المدينة، فيما تتوقع المصادر استعادة المدينة خلال يوم واحد مع انهيار دفاعات المسلحين وبدء انسحابهم شرقاً، في ظل مواصلة قوات المشاة في الجيش التقدم باتجاه قصر الحير، انطلاقاً من بيارات تدمر. وأملت المصادر عدم حدوث مفاجآت تعيق التقدم المستمر كالتفجير الذي استهدف مقاتلين سوريين قبل يومين، وتسبب في سقوط شهداء عدة.

وهنا فإن تلك الإنجازات تعني بأن تصبح مدينة تدمر التاريخية محكومة بالنار من الجهتين الغربية والجنوبية. وبسيطرة الجيش على مدينة تدمر سيخسر تنظيم داعش الإرهابي البادية بين المدينة التاريخية والحدود العراقية شرقاً. أمرٌ أكدته وزارة الدفاع الروسية إذ أعلنت أن استعادة مدينة تدمر سيفتح الطريق إلى الرقة ودير الزور، ويهيئ الظروف للسيطرة على حدود العراق.

وفي جنوب شرق مدينة حمص، واصلت القوات السورية تقدمها عبر ثلاثة محاور، بعد السيطرة على جبل الرميلي من المحور الشمالي الغربي، وتلول السود وتلال الحزم عبر المحور الغربي، إضافة إلى جبل الجبيل من الجنوب. وبذلك يقطع الجيش السوري طريق إمداد المسلحين بعد السيطرة النارية المحكمة على طريق دمشق الواصل بين بادية تدمر ومدينة القريتين.

وفي الغوطة الشرقية، استعادت قوات الجيش السيطرة على تل فرزات الاستراتيجي بالقرب من النشابية في ريف دمشق. الأمر الذي جعل منطقة النشابية تحت مرمى مدفعية الجيش السوري واستهدافاته على نحو مباشر.

المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق