ماذا حمل جون كيري في جعبته للقيادات السورية
أشاد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال لقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بما أسماه القرار الروسي “الصعب للغاية” الذي اتخذته موسكو لسحب قواتها من سوريا.
وأضاف كيري خلال اللقاء “لدينا بالطبع أفكار حول أنجع السبل لكي نحقق معاً المزيد من التقدم، وكذلك أفكار حول بدء عملية الانتقال السياسي المهمة جداً”، قائلاً إن “الطريقة التي استطعنا من خلالها التعاون مع بعضنا البعض أحدثت فرقاً كبيراً في حياة الناس في سوريا”.
بدوره دعا بوتين الى البحث عن “نقاط التقاء” في مواقف البلدين حيال الأزمة السورية، وخصوصاً المسألة الشائكة المتعلقة بمصير الرئيس بشار الأسد، مضيفاً إن وصول كيري الى موسكو “يمنح فرصة للتقدم نحو اتخاذ قرار في شأن القضايا الجدية”، مضيفاً “اننا بحاجة الى ايجاد نقاط التقاء”.
وأشار بوتين إلى أن القيادة الروسية تدرك أهمية دور الولايات المتحدة ورئيسها باراك أوباما في التوصل إلى وقف الأعمال القتالية في سوريا.
مؤتمر صحفي مشترك بين كيري ولافروف
وكان كيري نظيره سيرغي لافروف صباح الخميس، وبحث معه النزاع في سوريا وأيضاً الأزمة في اوكرانيا، وقال كيري للافروف: “هناك تراجع ضعيف لكنه مهم في مستوى العنف، لكننا نعلم انه يجب بذل المزيد لخفض هذا العنف”، مضيفاً “اعتقد أنه من الإنصاف القول إنه قبل بضعة أسابيع، لم يكن كثيرون يتوقعون أن وقف الأعمال الحربية ممكن في سوريا”، فيما تم التوصل الى هدنة بإشراف موسكو واشنطن بدا تطبيقها في 27 شباط.
وشدد كيري خلال مؤتمر صحفي مشترك عقد في ختام المحادثات التي أجراها كيري مع القيادة الروسية في موسكو، على أن التعاون بين واشنطن وموسكو حقق نجاحاً واضحاً في سوريا، داعياً إلى بذل مزيد من الجهود لتخفيض مستوى العنف وإيصال المساعدات الإنسانية للسوريين، واضاف خلال لقائه نظيره الروسي، إن “وقف إطلاق النار في سوريا فتح الباب أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل أكبر”، مشيراً إلى “أن روسيا وأميركا عملتا بشكل وثيق مع بعضهما ومع الحلفاء الآخرين في المجموعة الدولية الداعمة لسوريا”، لافتاً الانتباه إلى أنه “لا يمكن أن ننفي أن عملنا حقق نتائج”.
وأوضح الوزير الاميركي أن “القوى العظمى مثل روسيا وأميركا يمكنها التعاون بصرف النظر عن الخلافات بينها في جملة من المسائل”، مضيفاً “نستطيع بالفعل أن نؤكد أن قوتين عظميين يمكنهما التعاون بصرف النظر عن الخلافات في جملة من المسائل الأخرى. نستطيع عند توفر هذه الفرصة أن نعمل كل ما بوسعنا من أجل مواجهة هذه التحديات. آمل أن يكون لقاؤنا اليوم بناء”، وذكر كيري أن هذه الزيارة هي الثالثة في أقل من سنة، مشيراً إلى أنه “يمكن القول إن كلا من زياراته سمحت بإيجاد مقاربات للتقدم إلى الأمام في عديد من المسائل”.
بدوره أكد لافروف أن عملية السلام في سوريا تأتي في مقدمة المباحثات التي يجريها مع نظيره الأميركي، وأضاف “مثلما اتفقنا، نولي اليوم للتسوية السورية الجزء الرئيس من اهتمامنا، وكذلك نبحث الأوضاع المتأزمة الأخرى”، منها “مناقشة توسيع التعاون بين موسكو وواشنطن”.
وتابع لافروف”بفضل تعاوننا في سوريا وإصرارنا تمكنا من النجاح لأننا عملنا… عن طريق تحقيق توازن في المصالح. ليس مصالح موسكو وواشنطن فقط بل ومصالح كل الأطراف المعنية سواء داخل سوريا أو خارجها.”
واعترف لافروف ببقاء خلافات بين روسيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بقضايا الأمن الدولي، والدرع الصاروخية الأمريكية، ومسألة الحد من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى، وتوسيع حلف الناتو. مع ذلك فقد أشار الوزير الروسي إلى أن الجانبين اتفقا على تنشيط الحوار حول هذه المواضيع وجعله أكثر جوهرا وثباتا، في محاولة منهما لتسوية هذه الخلافات، رغم صعوبة ذلك.
وتابع لافروف قائلا إن موسكو وواشنطن تدعوان جميع الأطراف السورية إلى اتخاذ “إجراءات إضافية للإفراج عن الأسرى والأشخاص المحتجزين، مضيفا أن الأهم في المرحلة الراهنة هو اتفاق موسكو وواشنطن على تتشيط الجهود الرامية إلى تهيئة الظروف المواتية لبدء عملية سياسية في سوريا.
وأشار الوزير الروسي إلى أن هذه العملية يجب أن تختتم بتوصل السوريين أنفسهم إلى اتفاق بشأن مستقبل بلادهم، لذا فقد قرر الجانبان الروسي والأمريكي السعي إلى بدء مفاوضات مباشرة في جنيف بين الحكومة السورية والمعارضة بكل أطيافها، في أسرع وقت ممكن.
المصدر / الوقت