قاسم: لاعلاج لداعش إلا بإيقاف المد الفكري الوهابي ومنع تمويله دوليا واقليميا
لبنان ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أن الوحش التكفيري لاعلاج له إلا بإيقاف المد الفكري الوهابي، الذي يربي الناس بطريقة خاطئة ومنحرفة ومنع التمويل والدعم السياسي والعسكري والرعاية الدولية والإقليمية لهذه الجماعات.
ووصف قاسم ، خلال كلمة القاها في بيروت امس الجمعة ، الإرهاب التكفيري بأنه “مشروع خطر، ليس على المسلمين فقط، بل على الإنسانية جمعاء، وليس علينا كمقاومة فقط، بل على لبنان وعلى كل البلدان العربية والإسلامية والعالمية، وكان هناك من يقول لولاكم لما جاء الإرهاب التكفيري بما يعني أن الارهاب التكفيري ردة فعل على المقاومة، وعلى النقاء والاستقامة وعلى الإسلام المحمدي الأصيل”، معتبرا ان “هؤلاء ليسوا ردة فعل، هؤلاء شياطين بلباس مسلمين، هؤلاء وحوش لا يطيقون أنفسهم فكيف يطيقون الآخرين، ونلاحظ اليوم في العالم كل الذي يدفعون أثمانا في مقابل الإرهاب التكفيري، هم الذين رعوا هذا الإرهاب ومولوه ودعموه ثم انقلب عليه”.
واعتبر أن “داعش وهم كبير، لم تكن لتحتل الموصل والرقة، ولم تكن لتقوم بتفجيرات في أماكن مختلفة في العالم منها بروكسل وفرنسا وغيرها، لولا أن هؤلاء رعوهم وساعدوهم تحت عنوان أن يقتلونا نحن وهم يكونون بمأمن، فتبيَّن أنهم يستفيدون من هذا الدعم ليقتلونا وثم يتجهون إليهم ليقتلوهم”.
وأكد أنه “آن الأوان ليقف الجميع أمام هذا الخطر، وكفى تبريرات لأسباب الإرهاب التكفيري، هذا الإرهاب التكفيري، سرطان يجب أن يجتث، وكل من يدعم التكفيريين فكرا أو دعما أو مالا بمختلف وسائل الدعم، هو شريك مع هذه الغدة السرطانية الموجودة في العالم الإسلامي، وهم أبعد ما يكونون عن الإسلام”، لافتا “لسنا قلقين من أنهم سيحسبون على الإسلام أبدا، لأنه الحمد لله نور الإسلام المحمدي الأصيل ونور المقاومة ساطع، وقد بين سوء هؤلاء وابتعادهم عن دين الله تعالى”.
وقال: “لفتني اليوم، تصريح لنتنياهو، حيث قال: الإرهاب لا ينبع من الإحتلال، إنما من أيديولوجيا دموية”، مشيرا إلى أن نتنياهو “يقصد بذلك أن إسرائيل لم تسبب الإرهاب، إنما الفلسطينيون الذين يحملون إيمانا بسبب الإيديولوجيا الدموية، هم الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية وجماعة داعش وما شابه”.
أضاف “نقول لنتنياهو: القسم الأول صحيح، أن الإرهاب لا ينبع من الإحتلال، لأن من يقاوم الإحتلال، لا يمكن أن يكون إرهابيا. وبالتالي المقاومة هي التي تنبع من الإحتلال، وهذا ما نحن عليه وكذلك الفلسطنيون.
والقسم الثاني صحيح، فالإرهاب ينبع من إيديولوجيا دموية، واليوم إسرائيل تشترك مع التكفيريين، أن كليهما لديه إيديولوجيا دموية. إسرائيل إيديولوجيتها، أن تكون هي الدولة اليهودية العنصرية، التي تحكم العالم وتبيد من يعاديها، أو يكونون عبيدا لها، والتكفيريون لا يقبلون أي نظام حكم ولا أي جماعة ولا أي قيادة ولا أي مجموعة تحكم، إلا إذا كانوا هم يتحكمون بها، وإلا يقتلون الناس”.
وأكد “إذا أصبح الأمر واضحا: الإيديولوجيا الدموية هي عند إسرائيل وعند الإرهاب التكفيري”، خاتما “الحمد لله الذي كرمنا أننا مقاومة نفضح الإرهاب ونكشفه، وقد فضحنا إرهاب إسرائيل والتكفيريين، وإن شاء الله إلى نصر مستمر”.
وأوضح : “من يراقب مواقف حزب الله خلال كل هذه السنوات، سواء بالنسبة للموقف من إسرائيل العدو، أو الموقف من التكفيريين المنحرفين في موقع العدو، يجد أن ما قلناه، وما عبرنا عنه، بدأ ينكشف للقوى المختلفة، سواء كانت محلية أو إقلمية أو دولية”.
أضاف “قلنا مرارا وتكرارا، بأن إسرائيل عدو يفكر دائما بالاحتلال والاعتداء، وأخذ حقوق الآخرين والتسلط على الناس، وجاء من يقول لنا يجب أن لا نستفز إسرائيل ونتفاهم معها فتكتفي بما عندها، ثم بعد ذلك نعيش نحن الطمأنينة في بلدنا وأماكننا”، سائلا “ماذا كانت النتيجة؟ اجتاحت إسرائيل لبنان سنة 1982، وتمسكت باجتياحها، ولم تخرج إلا سنة 2000 بعد 18 سنة من الاجتياح الكبير”، مؤكدا انه “لولا ضربات المقاومة الإسلامية وأعمالها وتضحياتها، لما أمكن أن تخرج إسرائيل من لبنان”، معتبرا أن “هذا دليل عملي، على أن هذا المحتل، لا يمكن أن يرتدع، ولا أن تتحرر الارض إلا بالمقاومة”.
وأكد أن “إسرائيل ليست عدوا يكتفي بما أخذ، بل هي عدو يفكر دائما بالإعتداء والإحتلال”، مخاطبا الحاضرين “ألا تلاحظون معي أن إسرائيل تناقش بشكل يومي، متى تخوض حربا ضد لبنان؟ وهل يصح أن تخوض الآن أو بعد ذلك وأننا نستفيد أكثر من تأجيل الحرب أو من تسريع الحرب؟، لافتا “إذا السؤال المطروح، لماذا من حق إسرائيل أن تفكر دائما بالحرب والإعتداء علينا واحتلال بلدنا؟ ولا يحق لنا التفكير بكيفية ردعها وحماية أنفسنا وبلدنا والقيام بالجهوزية اللازمة للتصدي لها كي لا تفكر بالإعتداء علينا؟”.
وشدد “قلنا مرارا وتكرارا هذا العدو الإسرائيلي، لا يفهم إلا لغة المقاومة، ونحن مصممون أن نستمر بلغة المقاومة، سواء فكَّروا الآن بالاعتداء أو لم يفكروا فالعقل يقول: لا حماية إلا بالبقاء على الإستعداد والجهوزية، حتى إذا جاءت اللحظة التي يفكر فيها الإسرائيلي أن يعتدي في يوم من الأيام، يجد الرد القاسي الذي يردعه، إذا لم يرتدع في التفكير من الرد القاسي، الذي ذاق مرارته في نموذج من النماذج في عدوان تموز سنة 2006”.انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق