شهية مجنونة وصمود من حديد
تمر سنة كاملة من صمود فلاذي،أبداه اليمنيون في مواجهة آخر ترسانة الأسلحة الفتاكة والمتطورة،التي تنزل عنهم من الجو بطيارين محترفين من 14دولة،تمثل التحالف الدولي الذي تقوده السعودية في عدوانها على اليمن.
عام من العدوان،كانت فيه شهية السعوديين مجنونة في القتل والتخريب والتدمير،الذي طال كل كان حي وميت في ارض الحكمة والإيمان،دمر كل شيء إلا إرادة اليمنيين.
عدوان لا يمكن ان يمحيه إعادة اعمار و لا أموال النفط الخليجي،بل يتوارثه جيل عن جيل من أهل اليمن بعد أن اتسعت رقعة الاستهداف لتشمل كل القبائل والعائلات اليمنية،في شتى المحافظات من لم يطاله القصف مات بالمفخخات التي مهد لها القاصفون الطريق.
يعجز الكتاب والمحللون،عن ايجاد تعابير تناسب درجة تحمل اليمنيين،لهذا القصف الهمجي،وعجز العدوان بترسانته الحديثة،عن تحقيق ولو جزء يسير من أهدافه على الأرض،وليس في شبكات التواصل والفضائيات،أين حرروا تعز عدة مرات كما وصولوا لصنعاء من عدة جبهات، ثم سرعان ما كان الأمر مجرد أماني يحلمون بها ليلا ويعبرون عنها صباحا .
ولا يختلف اثنان أن العدوان على اليمن ارتكب جرائم ضد الإنسانية،بأسلحة خطيرة لا يزيل أثرها الأسف و لا التهرب من المسؤولية،فسوق حجة سيظل شاهدا،كما سيظل قصف دار المكفوفين كابوسا يطارد مقترفيه،والسحل في تعز وغيرها من الجرائم العديدة،التي ارتكبها المعتدون على شعب مسالم حكيم،عرف على مدار التاريخ انه لا يقبل الدنية و انه مقاتل شرس وظلمه مر مضاقه كطعم العلقم،وهاهي تتطعمه السعودية ومن يقف وراءها اليوم،والذين يبدوا أنهم فهموا أخيرا كلمة قائد المسيرة القرآنية والثورة اليمنية بان الاستسلام في اليمن غير وارد.. فراحوا يبحثون عن حلول سياسية تخرجهم بنوع من الكرامة من مستنقع نصبوه لأنفسهم،بعد أن فشلوا في الإيقاع بين أبناء الشعب اليمني من خلال النبش في الخلاف بين المؤتمر وأنصار الله،فحكمة القيادة في المكونين الأساسيين،فوتت فرصة التلاعب بهذا الملف الذي كان مفتاحا لتحقيق أهدافهم لو نجحوا فيه.
أما العالم فظل يتفرج،ويشاهد ولا يبال،وفي اضعف الإيمان يعبر عن قلق او يترك وسائل الإعلام تشير إلى بعض الانتهاكات،وكأن اليمنيين ليسوا ببشر أو من كوكب آخر،إلا أن رهان رجال الله في اليمن لم يراهنوا يوما على احد، بل على جيشهم الباسل ولجانهم الشعبية وإرادة القيادة وحكمتها في تسيير المعركة،التي تنتهي لا محالة بفشل المعتدي وانتصار صاحب الحق والأرض،ويظل الخزي والعار لمن خان وطنه وطبل لقصفه وقتل بني جلدته من إخوته اليمنيين .
فكل التحية للجيش اليمني وللجان الشعبية، ولليمنيين الصامدين الذين اثبتوا أن الإرادة والتمسك بالحق كفيل لضمان الانتصار في معركة مهما كانت فوارق القوى.
فوزي حوامدي