لماذا يحصى تحرير مدينة ” تدمر “في سوريا بأهمية خاصة
أكد الخبير العسكري السوري العميد علي مقصود أن تحرير مدينة “تدمر” التاريخية من قبل الجيش السوري أسقط أوهام السعودية بالتدخل البريّ في سوريا الذي كان مقرراً أن يتم بإتجاه “تدمر” عبر المثلث الأردني – العراقي – السوري.
وقال مقصود إن الجيش السوري سيتابع عملياته العسكرية بعد “تدمر” بإتجاه الشرق وتحديداً نحو “دير الزور” ومعبر “التنف” بهدف إغلاق الحدود مع العراق.
وحول الأهمیة الإستراتیجیة لتحرير مدینة “تدمر” أوضح الخبیر العسکري السوري أن أهمیة هذه المدینة تکمن أولاً في موقعها الجغرافي بإعتبارها تمثل حلقة وصل تربط بين عدّة محافظات سورية في شرق وجنوب البلاد.
وأشار إلى أن تدمر تُعد أيضاً مدينة حضارية تضم آثاراً تاریخیة لا نظیر لها على مستوى العالم، كما أنها تمثل مركزاً إقتصادياً حيوياً وكبيراً في سوريا فهي تضم الكثير من حقول النفط والغاز ومنابع الفوسفات.
وأوضح مقصود: إن مدینة تدمر تربط سوریا مع العراق عن طريق معبر التنف، وتمثل كذلك حلقة الوصل في المثلث الحدودي الأردني- السوري – العراقي، وبالتالي فإن تحريرها من قبل الجيش السوري قد أسقط أوهام التدخل البريّ السعودي في سوریا الذي كان مقرراً له أن یتم عبر هذه المنطقة بإتجاه تدمر.
وتابع الخبیر العسکري السوري كلامه بالقول: إن تحرير “تدمر” وعودتها إلى أحضان الوطن فتح الطریق أمام الجیش السوري لمواصلة عملیاته العسكرية بإتجاه المحافظات الشرقية من البلاد ومن بينها “دیر الزور” و”الحسکة” وهيأ الأرضية كذلك لمنع أي محاولة تسلل من قبل الجماعات الإرهابية نحو مدینة “تدمر” عبر المثلث الذي يربط هذه المدينة بالبادية السوریة جنوبي البلاد.
وقال الخبیر مقصود: “عندما بدأ الجیش السوري هجومه بإتجاه تدمر، إنطلق وبشكل دقيق من خلال محورین بإتجاه الجنوب الغربي لهذه المدينة، وتمكن من إستهداف مواقع تنظيم “داعش” الإرهابي الواقعة في المرتفعات المشرفة على مساحات شاسعة من الأراضي المجاورة للمدينة، وتمكن الجیش من خلال سيطرته على هذه المرتفعات من عزل “القلمون الشرقي” عن “القلمون الغربي” وساهم ذلك بشلّ حركة عناصر “داعش” في تدمر وقطع إرتباطهم مع المناطق الأخرى.
وأضاف: بعد سیطرته على سلسلة الجبال المطلة على منطقة “الهایل” تمكن الجیش السوري من محاصرة “قلعة تدمر” من الجهة الجنوبية الغربية، ومن ثم تحريرها، وأصبحت تدمر بالكامل في مرمى نیران الجیش السوري، وهذا يعني أن الطریق الخارج بإتجاه مدینة “دیر الزور” والمار بمرتفعات حقل “التیم” قد تم إغلاقه بالفعل من الناحية العملية.
وأشار هذا الخبير العسكري إلى أنه لم يتبقّ الآن أمام تنظيم “داعش” الإرهابي سوى محور واحد في هذه المنطقة، وبتحرير هذا المحور من قبل الجیش السوري سيتم القضاء على عناصر هذا التنظيم بالكامل في هذه المنطقة.
وحول الجهة القادمة التي سيتقدم نحوها الجیش السوري بعد تحریره لمدینة تدمر، أوضح مقصود أن الجیش سيواصل عملياته بإتجاه البادیة السوریة ودیر الزور شرقاً، وكذلك بإتجاه معبر “التنف” من أجل غلق هذه المنطقة مع الحدود العراقية.
ولفت مقصود إلى أن الجبهة الشرقیة لسوریا تنقسم إلى ثلاثة محاور؛ الأول: المحور الجنوبي الممتد بين تدمر ودیر الزور، والمحور الوسطي والذي يمثله الریف الشرقي لمدینة حماه الواقع بين شرق مدینة السلمیة ومدینة الرقة، والمحور الثالث هو المحور الشمالي الذي يربط بين الجنوب الشرقي لمدینة حلب بإتجاه مدينة الحسکة وقسم من أراضي الرقة.
المصدر / الوقت