تحرير تدمر في سوريا .. لماذا صمت الغرب !؟
إنتقد الكاتب البريطاني الشهير والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط “روبرت فيسك” صمت رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما بعد تحرير الجيش السوري مدينة (تدمر) التاريخية من عناصر تنظيم “داعش” الإرهابي.
وقال “فيسك” في مقال نشرته صحيفة “الإندبندنت” البريطانية إنّ أكبر هزيمة تلقاها “داعش” منذ أكثر من عامين، هي خسارته في تدمر، ولكن الغرب إلتزم الصمت، أليس كذلك؟! وقال متهكماً: لو كان الأمر على خلاف ذلك لكنا قد إحتفلنا.
وأضاف: إنّ النصر الكبير الذي حققه الجيش السوري في تدمر دليل واضح على نجاحه في محاربة الإرهاب، مشيراً كذلك إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” قد رحبوا بهذا الإنتصار وهنّأوا الشعب السوري في حين إلتزم رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما الصمت حيال ذلك.
وتابع: إن هذا الإنتصار الساحق تحقق بعد أقل من أسبوع على مقتل أكثر من 30 شخص بريء في العاصمة البلجيكية “بروكسل” على يد عناصر “داعش” المتعطشين لإراقة الدماء، وكان علينا أن نفرح ونبتهج بهذا الإنتصار التاريخي؛ أليس كذلك؟ لكن ذلك لم يحصل، وبعد هروب قوى الظلام من تدمر صمت أوباما وكاميرون كصمت القبور التي إستقبلت الكثير من قتلى “داعش”.
وأشاد فيسك في جانب آخر من مقاله بإستراتيجية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه ضد “داعش”، وقال: إنّ الطائرات الروسية قامت بقصف مواقع “داعش” قبل هجوم الجيش السوري على تدمر، وهو ما لم تفعله الطائرات الأمريكية.
وقال: إن كاميرون نكّس علم بريطانيا حداداً على الملك السعودي السابق “عبد الله بن عبد العزيز” ولكنه لم يتفوه بكلمة واحدة عندما تحررت تدمر من تنظيم “داعش” وإمتنع هو وأوباما عن الإعتراف بهذا الإنتصار الذي حققه الجيش السوري بمساندة إيران وروسيا وحزب الله.
وأشار هذا الكاتب البريطاني إلى أنه عندما سقطت مدينة (تدمر) بيد “داعش” العام الماضي، توقعنا سقوط الرئيس السوري بشار الأسد، وتجاهلنا في حينها السؤال الكبير: إذا كانت أمريكا تكره “داعش” فعلاً، فلماذا لم تقصف الإرهابيين عندما كانوا يتوجهون إلى الخطوط الأمامية لمقاتلة القوات السورية؟
وتابع فيسك حديثه ساخراً من سياسة أمريكا بالقول “لم يسعني إلاّ أنْ أبتسم عندما قرأتُ أن القيادة الأمريكية تعلن القيام بشن غارتين جويتين على مواقع تنظيم “داعش” في اليوم الأخير من تحرير تدمر على يد القوات السورية، فهذا الأمر يخبرك حقاً بكل ما تريد أن تعرفه عن الحرب الأمريكية ضد الإرهاب، فهم يريدون تدمير “داعش”، ولكن ليس بشكل كامل”.
وأضاف: إنّ الجيش السوري وحلفاءه “حزب الله وإيران وروسيا” هم من أخرجوا “داعش” من تدمر، وأتوقع أن يتمكنوا من تدمير هذا التنظيم الإرهابي في معقله الرئيسي في “الرقة”، مشيراً كذلك إلى أنه نوّه عدّة مرات بأن الجيش السوري هو من سيقرر مستقبل بلاده.
وختم فيسك مقاله بالقول: “إذا تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من إستعادة الرقة ودير الزور، حيث قامت “جبهة النصرة” بتدمير الكنيسة التي خلدت الإبادة الجماعية للأرمن، وألقت بعظام الضحايا المسيحيين الذين قتلوا عام 1915 في الشوارع، فأنا أعدكم بأن قادتنا سيلوذون بالصمت أيضاً هذه المرّة”.
المصدر / الوقت