التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

المصرية: حلقةٌ درامية كادت أن تكون كارثية 

على الرغم من أن اختطاف الطائرة جاء كالصاعقة على القيادة المصرية، إلا أن انتهاء الأزمة وطبيعة القصة التي كانت خلف عمل الإختطاف، شكَّل صدمة للكثيرين. فيما عانت مصر لحظاتٍ عصيبة حتى تحرير الرهائن والقبض على الخاطف وبالتالي انتهاء عملية الخطف، والتي أكدت السلطات القبرصية بُعدها عن العمل الإرهابي.

استيقظت مصر أمس، على كابوس اختطاف طائرة تابعة لشركة “مصر للطيران” كانت متوجهة من الإسكندرية إلى القاهرة. وبدأت الأخبار تتوالى مع الإعلان عن اختطاف طائرة “إيرباص 320” بعد إقلاعها من مطار برج العرب في الإسكندرية، وأُجبرت على التوجه الى مطار لارنكا في قبرص، وعلى متنها 55 راكباً، معظمهم مصريون. الخبر استدعى على الفور المشاعر التي تولدت عقب إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ، في خريف العام 2015. وهي الكارثة التي ما زالت تعاني مصر من تبعاتها السياسية والقانونية على الصعيد الدولي الى جانب الأثر الذي تركته خاصة على قطاع السياحة المصرية. ونبعت المخاوف الأمنية لعدة أسباب أهمها، أن الطائرة كانت ضمن رحلة داخلية بين الإسكندرية والقاهرة، حيث تكون الإجراءات الأمنية عادة أقل تشدداً. كما أن التضارب في المعلومات الذي ظهرت به الأخبار في البداية زاد من القلق والتشاؤم على مسارات الحادثة، حتى أن وزير الطيران، وخلال المؤتمر الصحافي الذي اعقب اختطاف الطائرة، تحفّظ بشدة على ذكر أية معلومات، واكتفى بالتأكيد على متابعة الموقف والتعاون مع الجانب القبرصي. وبحسب ما نقلت جريدة السفير، فبينما كان الوزير يعلن اسم مختطف الطائرة في المؤتمر الصحافي، إبراهيم سماحة، كانت وسائل إعلام أخرى تنفي ذلك، وتؤكد ان الاسم الحقيقي للمختطف هو سيف الدين مصطفى، وأن سماحة لم يكن إلا أحد الرهائن، ما زاد من عدم الثقة في ما يعلن، خاصة مع عدم الإفصاح عن جنسيات الرهائن. كما تضاربت الأنباء حول دوافع خطف الطائرة، من دوافع عاطفية الى مطالبة بإطلاق سراح سجناء، ما جعل الغموض يزداد حول ما إذا كانت جهة ما تقف خلف الحادث أم أنه مجرد حادث فردي.

وبعد وقت قصير من وصول الطائرة المصرية المخطوفة الى مدرج مطار لارنكا القبرصي، حيث أحيطت بالأمن القبرصي، كان أغلب الرهائن خارج الطائرة بالفعل، في بادرة خفّفت كثيراً من وطأة الأزمة، ولم يتبق في الطائرة سوى طاقمها، وثلاثة من الركاب فقط، مع الخاطف. وقبل الساعة الثانية ظهراً بتوقيت القاهرة كانت الأزمة تنتهي بالفعل، فبعد مغادرة أحد الرهائن الطائرة عبر القفز من قمرة القيادة، تخلى الخاطف عن رهائنه وسلم نفسه للسلطات القبرصية في المطار. لكن الأزمة الحقيقية لمصر انتهت عندما أعلنت السلطات القبرصية أن خاطف الطائرة لم يكن مسلّحا، وأن ما زعم أنه حزام ناسف، كان مزيّفاً.

من جهته أكد المتحدث باسم الحكومة القبرصية نيكوس خريستودوليدس توقيف الخاطف، مصطفى، فيما أعلنت وزارة الخارجية القبرصية أن الخاطف “مضطرب نفسيا”. وأعلن الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس خلال مؤتمر صحافي، أن دوافع الخاطف لا تزال مجهولة “وفي مطلق الأحوال لا علاقة لها بالارهاب”. وأفاد مسؤول في الحكومة القبرصية في وقت سابق، أن الخاطف طلب رؤية زوجته السابقة القبرصية، موضحا أن المرأة تقيم في بلدة اوروكليني القريبة من المطار. واضاف المصدر ان المرأة نقلت الى المطار برفقة ولدها، كما افادت محطة التلفزيون القبرصية “سيغما”.

وبث التلفزيون القبرصي صوراً لركاب افرج عنهم وهم ينزلون من الطائرة مع امتعتهم. فيما اعلنت السلطات الملاحية القبرصية اغلاق مطار لارنكا في جنوب الجزيرة وتحويل الرحلات الى مطار بافوس.

إذن انتهت قصة الخطف، في وقتٍ كانت أشبه بحلقةٍ درامية لم تختلف في تفاصيلها عن العمل الإرهابي. فيما اعتبر ما جرى تحدياً للسلطات الأمنية في مصر والعالم.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق