استثمار أمريكي – إسرائيلي للحشيش في الاراضي المحتلة
لم يترك اليهود الصهاينة شبراً من الأرض الفلسطينية وما عليها إلا وسخّروه أو حاولوا تسخيره استغلالاً لمصالحهم ومنافعهم، وعملوا طوال عقود من الزمن على قضم الأراضي والممتلكات الفلسطينية حتى باتت الحدود الفلسطينية شبه مندثرة وباتوا يسيطرون على القسم الأكبر من الثروات والأراضي في فلسطين، واليوم تتراود الأحاديث عن شكل جديد من الاستغلال المستمر والممنهج لفلسطين وأرضها الخصبة المعطاء من خلال تقارير وردت حول تعاون أمريكي صهيوني لاستثمار الأراضي الفلسطينية في زراعة الحشيش المربحة.
التوسع الاستيطاني وقضم الأراضي برعاية أمريكية
يعمل الکيان الإسرائيلي منذ سنوات على استغلال الصمت الدولي لتوسعة احتلاله والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية بغير وجه حق، وفي الآونة الأخيرة بدأت حملات مناهضة للإستيطان وأجبرت بعض الحكومات الغربية على ابداء مواقف شكلية ضد الاستيطان، وشهدنا في الفترة الأخيرة توتراً بين تل أبيب وواشنطن بسبب الاعتداءات الاسرائيلية على الاراضي الفلسطينية.
ولكن هذا التوسع وهذه الاعتراضات الأمريكية لم تكن سوى صرخات شكلية بسبب الاحراج العالمي الذي سببه الإسرائيليون بإنتهاكاتهم للمعاهدات الدولية ولإسكات الرأي العام، اذ أن الشريك الأساسي والمستفيد الأول من هذه المشاريع الاستيطانية هي أمريكا نفسها ويظهر هذا جلياً بعد التدقيق في الشركات والمبيعات والدعم المدفوع الذي يتلقاه الکيان الإسرائيلي لتنفيذ مشاريعه ومعرفة أن كل هذا يتم من قبل السلطات الأمريكية وشركاتها الأممية، وآخرها ما يتداول عن مشاريع استثمار نبتة القنب أو الحشيش في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أمريكا والکيان الإسرائيلي يستولون على الأراضي الفلسطينية ويستثمرونها بالحشيش
اشارت تقارير صحفية أن الکيان الإسرائيلي مقبل على أرباح كبيرة من خلال استغلاله للأراضي الفلسطينية الخصبة وزرعها بنبتة القنب، كما سُجل اقبال امريكي ملحوظ على استثمار الحشيشة وتطويرها على الأراضي المحتلة، وتقدر عائدات هذه الزراعة بعشرات الملايين من الدولارات.
وتوصلت دراسة أجرتها الجامعة العبرية وجامعة تل ابيب الى نتيجة ان نبة القنب المعروفة بالحشيشة تحتوي على مادة “الكنبدايل” التي تساعد على جبر العظام المكسورة، وذلك بحسب التجارب التي اجريت على الفئران، ما يؤهل هذه الزراعة للاستثمار العلمي والطبي فيها على نطاق واسع، وما شجع الكيان الاسرائيلي وامريكا على الاقدام بخطوات متقدمة ووضع مبالغ ليست بقليلة لوضع اليد على أكبر مساحة من الاراضي الفلسطينية التي تعتبر من الأكثر خصوبة في العالم، وزراعتها بهذه النبتة، طمعاً بما ستدره عليهم من مبالغ طائلة، وفي ظل غياب أي خطوات فلسطينية او عربية للتنبه لخطورة هذه المشاريع التوسعية والتي تعتبر عائداتها واستثمارها بالدرجة الأولى من حق الفلسطينيين انفسهم.
هذا ويجدر الاشارة الى ان زراعة الحشيشة ليست بزراعة سهلة لكنها زراعة واعدة، وفي فلسطين المحتلة أرض خصبة صالحة لهذا النوع من الزراعات والصهاينة رواد في مجال الزراعة والبحث العلمي الزراعي.
كما اعتبر أحد المختصين أن أحد أهم الاسباب التي تدفع أمريكا للاستثمار في هذا القطاع هو أن حجم الاستثمار في فلسطين اكبر من حجم الاسثتمار في أمريکا والقطاع الزراعي يستحوذ على اهتمام بعض الناس في الاراضي المحتلة، لذلك ما سيحصل عليه الامريكيون ستحصل على اضعافه في فلسطين المحتلة.
هذا وقد شرع العلماء الامريكيون بالتعاون مع الجامعات العبرية في انشاء المزارع المخصصة لزراعة نبتة الحشيشة وبيعها في الصيدليات كدواء للمرضى، فضلاً عن استخدامات أخرى في تصنيع الأدوية وغيرها من الصناعات والمجالات الأخرى.
فهل تتنبه السلطات والحركات الفاعلة الفلسطينية أن ما يجري من استغلال لأراضيهم لا يقل عن أي اعتداءات أخرى بحق الفلسطينيين ويجب مواجهته؟ وهل يسعون للحصول على ادانة اممية لمنع الکيان الإسرائيلي والأمريكيين من التنعم بثروات أراضيهم في ظل الفقر المدقع الذي يعاني منه الفلسطينيون في غزة وغيرها؟
محمد حسن قاسم