التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

ضغوط روسية جعلت السعودية ترضخ للتفاوض مع اليمن 

في حين يبقى مصير المفاوضات الشاملة المُزمع عقدها بين الأطراف اليمنيّين في الكويت في 18 نيسان الحالي ضبابياً، زار وفدٌ من حركة «أنصار الله» وحزب «المؤتمر الشعبي العام» وأحزاب يمنيّة أخرى، بيروت قبل أيّام، وأجرى لقاءات مع عدد من كبار المعنيّين في الوضع الإقليمي، والملفّ اليمني.
وتحدّث عضو بارز في الوفد إلى «السفير» عن الوضع اليمني والمفاوضات الجارية عند الحدود السعوديّة ـ اليمنيّة، بين عسكريين وسياسيين سعوديين ووفد من «أنصار الله»، أثمرت، خلال الأسابيع الماضية، عن تهدئة حدوديّة وتبادل للأسرى بين الطرفين. وكشف عن «دخول روسي حاسم على خط الأزمة اليمنيّة يؤمل أن يثمر نتائج تؤدّي إلى وقف الحرب».
وشرح المصدر الأسباب التي جعلت السعوديّة ترضخ لمنطق التفاوض، أبرزها:
ـ الضغط الروسي وليس الأميركيّ، فالكلّ يعتقد أنَّ واشنطن تضغط، لكن الحقيقة هي أنَّها تاجرة حروب وتسيطر على المنطقة بكاملها سواء أوقعت حرب أم لم تقع، بينما تريد روسيا الدخول بقدم ثابتة إلى المنطقة، وهذا يحتاج إلى مقدّمات ومؤهلات، منها: الضغط على السعوديّة ليس فقط في الموضوع السوري بل اليمني أيضاً. وإذا اعتمدنا سياسة التجزئة للقضايا، نصل إلى نتيجة حتميّة تقول بوجوب الربط بين ما يحدث في كل من العراق وسوريا واليمن وحتى في البحرين، أي أنَّ الحلول ستكون متلاحقة، ونحن نعلم أنَّ الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، جاء نتيجة مفاوضات بين روسيا والسعوديّة، ومن نتائج الانسحاب الروسي الجزئي الكلام الواعد حول اليمن.
ـ تغير خريطة السيطرة في جنوب اليمن بعد خروج «أنصار الله» من المحافظات الجنوبيّة صيف العام الماضي. حينها، اعتقدت السعودية أنَّ في وسعها السيطرة على كل شيء، ليُفاجَأ سكّان المناطق الجنوبيّة بالمدّ «القاعدي» و «الداعشي»، حيث بات تنظيم «القاعدة» يسيطر على كامل الساحل الجنوبي تحت أعين «التحالف».
ـ الخلاف بين دول مجلس التعاون الخليجي على اعتبار «حزب الله» منظمة إرهابيّة، إذ من المؤكد أنَّ الكويت وسلطنة عمان لم توافقا على القرار إلَّا مُكرهتين.
ـ الخلافات الداخليّة بين جناحي ولي العهد محمد بن نايف وولي العهد الثاني محمد بن سلمان (يقال إنَّه مهندس الحرب على اليمن)، ومنعها من الخروج إلى العلن بضغط أميركي.
ـ الخلافات بين رئيس الوزراء خالد بحاح المدعوم من الإمارات، والرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم سعودياً، ما أثّر بشكل كبير على وجودهما في الجنوب (انتقلا مجدداً إلى مقر إقامتهما في الرياض).
ـ الضغط الصاروخي للجيش اليمني و«اللجان الشعبية» في العمق السعودي، والذي ازدادت حدتّه منذ نهاية العام الماضي، بعدما استغل «التحالف» الجولة الثانية من المفاوضات التي كانت تجري في سويسرا بين الأطراف اليمنيين (كانون الأول)، وشنّ هجوماً على محافظات في شمال اليمن ليسيطر على مناطق في الجوف وحجّة، سرعان ما انسحب منها.
ـ تهديد «أنصار الله» بضرب كل ما يمرّ من باب المندب ويخص السعودية.
وأوضح المصدر أنَّ هناك «رغبةً سعودية بالتفاوض»، مضيفاً أنَّ «أنصار الله» لم توافق على الذهاب إلى جنيف بعد فشل الجولتين الماضيتين، وطلبت أن تكون المفاوضات في إحدى دول المنطقة، مبدية جهوزية لحماية هذه المفاوضات.
في هذا الإطار، أرسل الجانب السعودي شيخ مشايخ بكيل، أمين العكيمي، ليبلغ «أنصار الله» موافقة السعوديّة للتفاوض على تبادل أسرى. وطلبت الحركة أن تجري المفاوضات على الحدود بين البلدين، بمشاركة بين ضباط من الجانبين، إلَّا أنَّ السعوديين أصروا على مشاركة سياسيين، في تأكيد على توسيع المفاوضات.
ووفق المصدر، فإنَّ «أنصار الله» بادرت إلى سؤال السعوديين عن الذي يريدونه أكثر من تبادل الأسرى، فجاء الرد السعودي «نريد إنهاء الحرب، وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2216 مع بعض التعديلات». وترفض «أنصار الله» عودة عبد ربه منصور هادي إلى الرئاسة، في حين تؤكّد أن عودة بحاح يجب أن تكون مشروطة بالمرحلة الانتقالية لحين إجراء انتخابات جديدة، بحسب المصدر.
داود رمال / العالم

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق