سوريا .. مقترحات الأسد والتعنت الغربي
رغم مرور 5 سنوات من الحرب والدمار في سوريا يبدو ان الدول الغربية ليست جدية في انهاء هذه الازمة فالمسؤولون الامريكيون والاوروبيون قد رفضوا بشدة مقترحات الرئيس السوري بشار الاسد لتشكيل حكومة وحدة وطنية والتي شكلت بارقة أمل جديدة لارساء السلام في سوريا.
وقد دعا وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي زار لبنان قبل يومين إلى تشكيل حكومة سورية لا مكان فيها للرئيس بشار الأسد، منتقدا فكرته بإنشاء حكومة وحدة وطنية، واضاف الوزير البريطاني أن تشكيل الحكومة في سوريا “لا يجب أن يقودها، أو على الأقل لن يقودها في المستقبل بشار الأسد”.
واعتبر هاموند، أن حكومة وحدة وطنية تحدث عنها بشار الأسد، “يقصد بها تعيين معارض أو اثنين، ممن يتخذون مواقف إيجابية من النظام، في مناصب ليس لها أهمية كبيرة”، مشيرا إلى أن ذلك “ليس كافيا”.
واضافة الى بريطانيا فقد اعلنت امريكا بصراحة معارضتها لمقترحات بشار الاسد فقد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية اليزابيث ترودو ان البيت الابيض يعارض مناقشة مقترح بشار الاسد فيما يخص اجراء انتخابات رئاسية مبكرة في سوريا.
وكان الأسد، أعلن في تصريح سابق لوكالة “سبوتنيك” أن دمشق تعتبر أن الانتقال السياسي هو الانتقال من الدستور الحالي إلى دستور جديد، كما اعتبر أن من الضروري تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم ممثلين عن مختلف القوى السياسية، ستقوم بوضع دستور جديد.
واضاف الاسد ان الحكومة السورية مستعدة للعفو عن كل شخص مسلح يلقي السلاح من اجل وقف نزيف الدماء.
وتأتي معارضة الدول الغربية لمقترحات الرئيس السوري في وقت يمضي على بدء الاضطرابات والحرب في سوريا 5 سنوات بينما تواجه الجهود الامريكية وجهود حلفاء واشنطن لاسقاط النظام السوري عبر تسليح المعارضين ودعم الجماعات الارهابية الفشل، وفي المقابل تسبب التدخل الروسي المباشر في الحرب وازدياد الدعم الذي تقدمه ايران ومحور المقاومة للقوات السورية بتغيير مسار الحرب لصالح الحكومة السورية التي نجحت في الايام الماضية في استعادة مدينة تدمر التاريخية وهذا ما سيرفع رصيد النظام السوري في الداخل والخارج.
الدعم الروسي
قدمت روسيا خلافا لامريكا وبريطانيا الدعم لمقترحات الرئيس السوري بشار الاسد وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف في حديث لوكالة “انترفاكس” إن موسكو تؤيد اقتراح الأسد الخاص بتشكيل حكومة وحدة وطنية سورية في المستقبل القريب تضم ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة وبعض المستقلين.
من جهته قال مساعد وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان روسيا توافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا في اطار مقترحات الرئيس السوري بشار الاسد، واضاف ريابكوف ان مقترحات الرئيس السوري لاتتعارض مع الاتفاق الحاصل بين اعضاء مجموعة دعم سوريا والقرار الدولي رقم 2254 الذي تم الاتفاق عليه في شهر ديسمبر 2015 وهو قرار يطالب بوقف قصف المناطق المدنية وفتح الطريق للوصول الى المناطق المحاصرة ويتضمن خارطة طريق لتشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال الاشهر الستة المقبلة واجراء انتخابات محلية في غضون 18 شهرا.
الأكراد يستعدون لمهاجمة الرقة
بعد ايام من تحرير مدينة تدمر الأثرية اعلن قادة الاكراد السوريين استعداد القوات الكردية لتحرير مدينة الرقة التي تعتبر معقل تنظيم داعش في سوريا، فقد قال رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي، ابرز الاحزاب الكردية السورية، “صالح مسلم” ان القوات الكردية تستعد لـ”تحرير” مدينة الرقة، الا انه اشار الى ضرورة ان ينضم “سكان الرقة العرب” الى قوات سوريا الديموقراطية التي تعد، بحسب قوله، بين اربعين الفا وخمسين الف مقاتل.
وقال مسلم في باريس خلال لقاء مع صحافيين ان “قوات سوريا الديموقراطية” (تحالف من فصائل كردية وعربية بقيادة وحدات حماية الشعب الكردية) تتحضر مع التحالف الدولي لتحرير الرقة.
واوضح مسلم ان القوات الكردية تحاول حاليا السيطرة على ممر من سبعين كيلومترا في شمال شرق البلاد يشكل “المعبر الوحيد للارهابيين الى تركيا”. ومن شأن السيطرة على هذه المنطقة تأمين تواصل بين المناطق الكردية الثلاث عفرين وكوباني (في محافظة حلب) والجزيرة (محافظة الحسكة).
واوضح مسلم ان المناطق التي يسيطر عليها الاكراد تعد بين اربعة ملايين وخمسة ملايين شخص، وانها ستتوسع، لان “الناس يريدون التخلص من داعش”.
الا ان المسؤول الكردي اكد ان اعلان الفدرالية في هذه المناطق لا يعني الانفصال، وقال “نحن جزء من سوريا ولا نتطلع الى الانفصال”.
المصدر / الوقت