بعد عام من التهور ” ابن سلمان ” اخفاق عسكري ومقاومة يمنية غير متوقعة
وحّدت معظم الصحف الغربية تقويمها للأداء السعودي في اليمن، بعد عام من الحرب، محمِّلةً مسؤولية الكارثة الإنسانية والفوضى الأمنية التي تتغذّى منها التنظيمات المتطرفة لـ “تهور” محمد بن سلمان، مع تأكيد قلّة الكفاءة العسكرية التي عكسها أداء القوات السعودية مقابل مقاومة يمنية “غير متوقعة”.
قابل جزء لا بأس به من الصحافة الغربية الحرب السعودية على اليمن، منذ البداية، بحذر وبتشكيك وبمساءلة، للأهداف الحقيقية للرياض خلف تدخلها العسكري.
الآن، بعد مرور عام على هذه الحرب، صار لدى وسائل الإعلام الغربية تصوّر واضح عن نتائج هذه الحرب، تمحور بمجمله حول الأخفاق السعودي في تحقيق مكاسب، والكارثة الإنسانية التي يشهدها اليمن، إضافةً إلى السؤال عن حقيقة الدعم الغربي للتحالف السعودي، وعن نتائج الحرب التي سترتد على الدول الداعمة، ولا سيما مع توسّع نفوذ التنظيمات المتطرفة في اليمن.
عشرات آلاف الطلعات الجوّية للقوات المسلحة السعودية، لم يتمكن في خلالها “التحالف”، الذي تقوده الرياض، إلا من تحقيق جزء صغير من أهدافه. هذا ما قالته صحيفة “لوموند” الفرنسية في التقرير الذي نشرته في الذكرى الأولى للحرب. تحت عنوان “الجيش السعودي محاصر في المستنقع اليمني”، أكدت الصحيفة أن الحرب التي جعلها وزير الدفاع “المتهور” محمد بن سلمان، رمزاً لسياسته الخارجية العدائية، أضاءت على النقص في فعالية القوات الجوية للمملكة، مشيرةً إلى عجزها عن هزيمة الخصوم.
وتحدثت “لوموند” في هذا الإطار عن “سمعة الطيارين السعوديين الذين لا يُدرَّبون كفايةً”. ونقلت الصحيفة الفرنسية عن “دبلوماسي غربي” قوله إنها حرب عبثية تماماً، زادت فقر اليمن، حيث تتكاثر “الجماعات الارهابیة”.
كذلك صحيفة “ذا دايلي مايل” البريطانية، رأت أن السعودية لم تحقق إلا مكاسب قليلة في اليمن، فهي لم تستطع القضاء على “الحوثيين” الذين “أبدوا مقاومة فعالة أكثر من المتوقع، مقابل ضعف الحكومة المعترف بها دولياً”؛ مع الإشارة إلى ازدياد الانتقادات الموجهة إلى السعودية على خلفية ارتفاع أعداد القتلى المدنيين.
ونقلت الصحيفة عن الخبير في معهد “الشرق الأوسط”، “شارل شميتز”، قوله إن “الحوثيين لا يزالون بعيدين عن الهزيمة”، مؤكداً أن “قوات انصار الله وصالح، أبلوا بلاءً حسناً بالنظر إلى ظروفهم، فهم لا يمتلكون غطاءً جوياً ولا طرقاً آمنة لإعادة تزويد ترسانتهم العسكرية”.
أما المحلّل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا “جوردان بيري”، فقال للصحيفة البريطانية، إن “الحوثيين أثبتوا براعة في إمساك الميدان وسيطرة على أجهزة الدولة الرئيسية، مقابل تعثر التحالف النابع من النقص في خبرته الميدانية والتقنية”.
“ذي اندبندنت” البريطانية، شبّهت، من جهتها، المشهد في اليمن بما تشهده سوريا، محملةً مسؤولية هذا الواقع لـ “تهوّر” بن سلمان. وحلّلت الصحيفة رؤية بن سلمان للحرب في بدايتها بأنها ستكون “حملة غارات سريعة وفعالة لإعادة الحوثيين إلى مكانهم”، وأن ولي ولي العهد ظنّ أنه سيحقق نصراً يُبعد خصمه القديم ولي العهد محمد بن نايف، إلى الظلّ، وأن هذه الحرب ستنصّبه زعيماً قوياً على جيل جديد من العرب. ورأت الصحيفة أنه يصعب فهم ادعاءات السعودية بأنها “حققت أهدافها”، لأنه لا يزال جماعة انصار الله تسیطر على العاصمة صنعاء ومعظم الاراضي الیمنیة.
المصدر / الوقت