التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

حكومة التكنوقراط .. سيناريو أمريكي جديد للعراق 

بعد شهور من الترقب قدم رئيس الوزراء العراقي “حيدر العبادي” اسماء المرشحين لتولي المناصب الوزارية الى البرلمان وقد قيل ان هذه الحكومة هي حكومة تكنوقراط واعضائها هم من الليبراليين او الديمقراطيين، وقبل ذلك قدم كل وزراء المجلس الاعلى الاسلامي في الحكومة العراقية استقالاتهم واعلنوا انهم لايطمعون في المناصب الوزارية وبقي وزير العلوم “حسين الشهرستاني” والخارجية “ابراهيم الجعفري” في مناصبهم حتى اللحظات الاخيرة وقالا انهما تكنوقراطيان وليست هناك ضرورة لاستقالتهما.

تحركات السيد مقتدى الصدر

نظم السيد “مقتدى الصدر” اعتصاما في الاسبوع الماضي بالمنطقة الخضراء في بغداد لاجبار “العبادي” على تقديم اسامي وزرائه التكنوقراط حتى يوم الخميس الماضي الى البرلمان وهو ما تم بالفعل وقد قالت مصادر مطلعة ان هذا التحرك الذي قام به السيد مقتدى الصدر جاء بعد اطلاعه على خطة امريكية- عراقية تشارك فيها قوى اقليمية تملك نفوذا في العراق من اجل حذفه هو وانصاره من الساحة السياسية في العراق، وقد اراد السيد مقتدى الصدر ايصال رسالة الى من يهمه الامر بأنه لايوجد هناك من يستطيع حذفه من الساحة السياسية في العراق.

وقد عمد السيد “مقتدى الصدر” الى معاقبة ومحاسبة الوزراء المحسوبين على تياره والذين تورطوا في قضايا فساد وقضايا اجرامية لكي يكسب شعبية لنفسه ولاينهزم في هذه المعركة الجديدة، وأمهل السيد الصدر البرلمان العراقي 10 ايام لمنح الثقة للوزراء الجدد الذين يقترحهم “العبادي” وهدد انه في غير هذه الحالة سيتدخل مباشرة وسينسق مع الكتل السياسية لسحب الثقة عن “العبادي” وحكومته.

وقد اعتبر بعض الجهات في العراق ان السيد “الصدر” يعمل لصالح الشعب العراقي من حيث يعلم او لايعلم لأن تحركه يشكل ضغطا على الحكومة العراقية و”العبادي” لكي لا يتباطأ، وتقول هذه الجهات ان هناك حركة للملفين السوري واليمني ولذلك يجب ان يتحرك العراق ايضا ليخرج من حالة الجمود السياسي.

السيناريو الامريكي

تقول مصادر مطلعة في العراق ان الامريكيين قد نفذوا سيناريو جديد وعادوا الى العراق مجددا وان ارسال 6 آلاف جندي امريكي جديد الى العراق مؤخرا يأتي في هذا السياق، وتضيف هذه المصادر ان معظم اعضاء حكومة التكنوقراط التي اعلن عنها “العبادي” هم من المقربين للامريكيين وان بعضهم قد عادوا حديثا من امريكا مثل “علي علاوي” الذي يسكن في امريكا ووجهت اليه دعوة لكي يعود الى العراق كوزير للمالية.

وتقول هذه المصادر المطلعة ايضا ان الامريكيين اعدوا قائمة باسماء 53 عراقيا قالوا انهم متورطون في ملفات فساد بقيمة 181 مليار دولار وقد هدد الامريكيون بنشر اسماء هؤلاء اذا تم عرقلة تشكيل حكومة التكنوقراط الليبرالية، كما ابلغ الامريكيون المسؤولين العراقيين بأن زمام الامور يجب ان تكون بيد اشخاص ليبراليين في العراق من الان فصاعدا وان على العراق ان يتحرك نحو حكومة ليبرالية تميل نحو امريكا.

وتؤكد المصادر المطلعة ان الامريكيين طلبوا من الشخصيات العراقية المقربة منهم والتي تعيش في امريكا واوروبا بأن تعود وتنشط مجددا في العراق فلذلك من المتوقع ان نشهد عودة “عماد الخرسان” المقرب من البنتاغون و”ليث كبة” الذي ترك العراق بعد ان اشتد عود الشيعة الاسلاميين وكذلك “وفيق السامرائي” قائد استخبارات جيش صدام حسين الى العراق.

وتضيف هذه المصادر ان الامريكيين يريدون للعبادي ان يشكل حكومة التكنوقراط والمعروف ان “العبادي” كان يسكن في بريطانيا في فترة حكم صدام وان لندن تدعمه بقوة ولاتقبل اي انتقاد يوجه اليه لكن ورغم ذلك فإن هناك احتمال بان يستبدل “العبادي” بعماد الخرسان اذا لم ينجح في تشكيل حكومة تكنوقراط.

سخط الاحزاب السياسية في العراق

ان التيارات السياسية العراقية غير راضية عن هذه المؤامرة الخارجية وتقول هذه التيارات ان “العبادي” يتكلم عن حكومة تكنوقراط في حين هو نفسه ينتمي الى حزب الدعوة فإذا كان يريد تشكيل حكومة تكنوقراط بالفعل فيجب عليه ان يستقيل من حزب الدعوة او يستقيل من رئاسة الوزراء.

وقد توقع وزير النفط العراقي السابق “عادل عبدالمهدي” الذي ينتمي الى المجلس الاعلى الاسلامي انه في حال فشل “العبادي” في كسب ثقة البرلمان لحكومته الجديدة فالعراق سيدخل في دوامة جديدة من الازمات السياسية.

اما رئيس المجلس الاعلى الاسلامي السيد “عمار الحكيم” فقد اعتبر الخطوة التي يقوم بها “العبادي” ناقصة وغير ناجحة، كما يتذمر الاكراد ايضا من الحالة السائدة وقد اعتبر التحالف الكردستاني في البرلمان العراقي الذي يضم كافة الاحزاب الكردية انه لايقبل بحكومة التكنوقراط وقدم الوزير الكردي المقترح لتولي وزارة النفط استقالته قائلا ان هذه الحكومة لن تنال الثقة في البرلمان.

ورغم ذلك تقول المصادر المطلعة ان الامريكيين يمارسون ضغطا هائلا على الاكراد لكي يستمروا في تعاونهم مع الحكومة المركزية في بغداد ويشاركوا في حكومة “العبادي” ويوقفوا مساعيهم لاعلان الاستقلال.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق