مستشار فلسطيني : لم نتعود كشعب فلسطيني أن ندفع فواتير للنظام السعودي
فلسطين ـ سياسة ـ الرأي ـ
رأى المستشار السابق للرئيس ياسر عرفات بسام أبو الشريف أن ما يجري في المنطقة محاولة من معسكر الأعداء وعلى رأسه أميركا وإسرائيل لتقسيم وتمزيق المنطقة المحيطة بفلسطين وغيرها من المناطق العربية كي يقضى على القضية الفلسطينية.
وأضاف، ليس هذا فحسب بل أن المخطط الأمريكي الصهيوني الذي تسانده أنظمة رجعية عربية حاكمة والنظام التركي يستهدف على المدى البعيد إدخال إسرائيل كجزء من المنطقة ليس كعدو للأمة العربية والإسلامية بل كصديق ودفع الأمور باتجاه أن إيران هي العدو والخطر وليس إسرائيل.
وقال: إذا اعتبرنا أن هذا المخطط هو قدر وسينجح ، فان القضية الفلسطينية ستكون جزءا من الثمن لكن مواجهته تتم على قدم وساق في أنحاء عديدة ومنها فلسطين فهنالك حلف تقدمي تحرري ثوري يتصدى لهذا المخطط ، وهذا الحلف يضم كافة القوى التي تتصدى لأميركا ومخططاتها وإسرائيل ومخططاتها، وللأنظمة الرجعية العربية ومخططاتها، والحلف يضم إيران والجماهير الإيرانية المؤمنة بعدالة القضية الفلسطينية وبأن نصرة المظلومين هي واجب وحق، وقوى التقدم في العراق وسوريا، والمقاومة اللبنانية الباسلة بقيادة حزب الله، والمقاومة الفلسطينية الباسلة التي تتصدى بالحجارة يوميا للاحتلال الإسرائيلي .
وأكد أبو الشريف بأن لا خيار أمام قوى التقدم في المنطقة سوى التصدي للمخطط الأمريكي الصهيوني الرجعي والانتصار عليه وهذه المعركة معركة طويلة لأنها حاسمة والانتصار على أدوات المخطط وهي داعش وجيش الاحتلال الإسرائيلي وكل القوى الظلامية التكفيرية هو انتصار لقضايا الشعوب المظلومة والتواقة للعيش بسلام واستقرار في منطقتنا، ولا يمكن لمنطقتنا أن تعيش بسلام واستقرار طالما أن هنالك ظلما واحتلالا وبطشا إرهابيا ولا شك لدى الشعب الفلسطيني بأن موقف الثورة الإيرانية النابع من إيمان عميق بقدسية النضال لتحرير فلسطين وبيت المقدس هو موقف لا يتزحزح وثابت وسوف يزداد مع تصاعد التآمر الأمريكي الصهيوني على منطقتنا وما الأصوات التي نسمعها هنا وهنالك حول التدخل الإيراني في شؤون المنطقة إلا خدمة للتآمر على الشعب الفلسطيني والمتآمرين على سوريا والعراق ومصر واليمن وليبيا فالشعب الفلسطيني ينظر إلى الثورة الإيرانية بأمل وتأمل كبيرين إذ أن قوى هذا الشعب المقاومة للاحتلال ترزح تحت ضغوط قادة يرتهنون للقرار الذي تتخذه أنظمة الرجعية العربية ويتحكمون بمقدرات الشعب الفلسطيني مما يحد من حرية وقدرة منظمات المقاومة على شق طريق مقاوم أقوى مما هو عليه الآن الأمل معقود على الثورة الإيرانية والإسناد الذي يمكن قوى المقاومة من التحرر من قبضة الذين يسيطرون على المقادير ويقفون إلى جانب قوى الرجعية العربية، الأمل كبير لأن الخيار واحد: خيار المقاومة والأمل بالنسبة للقضية الفلسطينية هو نفس الأمل بالنسبة لسوريا والعراق ومصر واليمن لأن كل هذه القوى تقاتل في معسكر واحد ضد مخطط واحد والثورة الإيرانية تعلم تماما إن الاعتراف بإسرائيل والإقرار بدورها الإقليمي هو ما تريده أميركا والصهيونية وتسعى من اجله عبر شطب القضية الفلسطينية ، وكما قال مرشد الثورة آية الله خامنئي تستمر إيران في دعم الشعوب المظلومة ونصرة قضايا الحق وعلى رأسها قضية فلسطين .
وأضاف أنه ضمن المخططات التي تسعى الصهيونية لتنفيذها هومخطط توطين اللاجئين الفلسطينيين المؤمنين بحق العودة والصامدين ضد التوطين توطينهم في البلدان التي يقيمون فيها، ليس هذا فحسب بل تشن القوى الصهيونية العنصرية مشاريع قرارات لطرد الفلسطينيين العرب من ديارهم ليحولوا فلسطين الانتدابية المحتلة إلى دولة يهودية كاملاً وهذا يعني أن هنالك مخطط لزيادة عدد المرحلين بالقوة من أرضهم وبيوتهم لتوطينهم في البلدان المحيطة كما صرح بذلك الوزير الصهيوني كاتس، وكما أعلن مجموعة الحاخامات اليهود الأسبوع الماضي لا بل وصلت بالحاخامات الأمور إلى المطالبة بقتل كل العرب ودفعت الحركة الصهيونية باتجاه تخفيض التزامات الأونروا للاجئين في المخيمات داخل الضفة وخارجها لتشكل ضاغطا لتوطين هؤلاء اللاجئين. وللذين لا يعلمون الضفة الغربية وقطاع غزة تستضيفان اكبر عدد مخيمات للاجئين الذين هجروا من بيوتهم من مناطق 48 فهنالك 23 مخيما في قطاع غزة والضفة الغربية من فلسطينيي 48 ومن الجيد أن نكشف هنا أن أكثر من 50 % من موازنة الأونروا تصرف على كبار موظفي الوكالة من الأجانب معاشات وبيوتا وسيارات على حساب الخدمات التي من المفترض أن تقدم للاجئين الفلسطينيين للتعليم والصحة والتشغيل والطبابة والعلاج ومواجهة هذا المخطط هو واجب كما هو الواجب لمواجهة المخطط الأكبر وهو تمزيق المنطقة وشطب القضية الفلسطينية .
وأشار إلى أن ما يجري في المخيمات الفلسطينية في جنوب لبنان هو نتيجة تسلل عناصر تكفيرية إلى المخيمات الفلسطينية كمحاولة لجر المخيمات إلى عملية شراء تمارس لتنظيم أعداد من صغار السن في التنظيمات التكفيرية وعين الحلوة تحديدا هو المخيم المستهدف أكثر من غيره لوجود عدد من السماسرة في منطقة صيدا لشراء هؤلاء الشباب بالمال وتجنيدهم في المنظمات التكفيرية ولن يكونوا أبدا سببا في استنزاف القضية الفلسطينية لان حجمهم صغير وتأثيرهم صغير.
وتابع أبو الشريف قائلا : تواجه المقاومة الفلسطينية في الداخل حربا شعواء يشنها جيش الاحتلال الذي استدعى للضفة الغربية آلاف الجنود والآليات لملاحقة الأطفال والشبان الذين يتظاهرون ضد الاحتلال ويرمونه بالحجارة وتتبع الحكومة الإسرائيلية العنصرية وسائل بطش وإرهاب غير مسبوق في محاولة لكبح هذه الانتفاضة المستمرة، والإعدام الميداني بالرصاص الحي يشاهده العالم يوميا وقد أعدمت 210 شهيد وقد بلغ عدد المعتقلين خلال شهور الانتفاضة أكثر من 12 ألف معتقل معظمهم تحت بند الاعتقال الإداري دون أن يقدموا لمحاكمة أو أن يتهموا وتقوم إسرائيل بهدم البيوت ومهاجمة المظاهرات بالغاز والرصاص المطاطي وتعدم الجرحى في الشوارع بإطلاق النار على المصابين ولكن ما يواجه شباب الانتفاضة والشعب الفلسطيني إلى جانب قوات الاحتلال التي ترتكب الجرائم التي يحاسب عليها القانون الدولي إضافة لذلك تواجه السلطة الفلسطينية التي يأمر رئيسها بالتصدي للانتفاضة وبتفتيش أطفال المدارس كما اعترف بنفسه، واعتقال المقاومين وباستمرار التنسيق مع أجهزة المخابرات الصهيونية كما اعترف هو، لكن صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته مرتبطان بصمود الشعب السوري والجيش العربي السوري وصمود المقاومة اللبنانية والجيش الوطني اللبناني وصمود الشعب العراقي والجيش العراقي وصمود الجيش والمقاومة اليمنية. انها معركة واحدة وهذا يتطلب من الحلف المتصدي للمخطط الأمريكي الصهيوني أن يركز أكثر من قبل على دعم المقاومة الفلسطينية بشتى الوسائل خاصة عدم تمكين قبضة السلطة الفلسطينية من الضغط على الشعب الفلسطيني جنبا إلى جنب مع قوات الاحتلال. أن المواقف التي اتخذتها الثورة الإيرانية على سبيل المثال مؤخرا وهي التبرع بإعادة بناء كل بيوت الشهداء التي هدمتها إسرائيل هو موقف داعم للصمود والشعب الفلسطيني يتأمل ويأمل بزيادة هذا الدعم من اجل صمود أقوى ومقاومة أطوال على كل الأصعدة
علق أبو شريف على ما نشرته صحيفة عكاظ نقلاً عن السيدة حنان عشراوي حول تدخل إيراني مزعوم في الشؤون الفلسطينية بما يلي “لم نتعود كشعب فلسطيني أن ندفع فواتير للنظام السعودي، ونرفض أي تفوه يمس مواقف الشعب الفلسطيني المتصدية لمعسكر أعداء الأمة العربية إن الحديث حول التدخل الإيراني كما نقلته عكاظ عن حنان عشراوي لا يخدم إلا أعداء الشعب الفلسطيني فالثورة الإيرانية منذ البداية عندما التقى الشهيد ياسر عرفات بالمرحوم آية الله الخميني اتخذت موقفا مبدئيا لا تحيد عنه يدعم الشعب الفلسطيني في نضاله وفي تحرير القدس المحتلة ونحن نرى ايران جزء أساسي من المعسكر الذي يتصدى للمؤامرات والمخططات التي تتعرض لها الأمة العربية ونأمل أن تزيد من دعمها لشعبنا ولمقاومتنا للاحتلال .”