تحرير تدمر .. نهاية حلم داعش للوصول الى البحر المتوسط
في وقت تحاول الجماعات المسلحة الارهابية وحماتهم الدوليون التستر على تبعات تحرير مدينة تدمر الأثرية على يد الجيش السوري، يؤكد الخبراء ان هذه العملية العسكرية لها تأثير بالغ على مصير الحرب السورية برمتها، و يضيف هؤلاء الخبراء ان تنظيم داعش كان قد اعد خطة للوصل بين شمال العراق والساحل الشرقي للبحر الابيض المتوسط وهي خطة كانت تقسم سوريا بسهولة لكن تحرير تدمر قد بدد هذا الحلم.
كيف نجت دمشق من الخطر؟
لقد اشتبك حزب الله والجيش السوري بعنف مع المسلحين الارهابيين في سلسلة جبال القلمون الممتدة من غرب صحاري محافظة دمشق حتى الحدود الشرقية للبنان واستطاع محور المقاومة تحرير طريق دمشق- حمص وتطهير المدن والقرى الحدودية اللبنانية والسورية وتطهير منطقة الزبداني وهذا زاد هامش الامن بالنسبة للعاصمة السورية واصبحت قوات داعش وجبهة النصرة محاصرة في غرب وشرق دمشق وفي المناطق الحدودية مع لبنان.
وبالتزامن مع هذه الانتصارات ضيق الجيش السوري وقوات المقاومة الخناق على المسلحين في القلمون الشرقي وخاصة في مدن الضمير ورحيبة وجيرود واضطر المسلحون هناك على القبول بالمصالحة الوطنية وهكذا تم تأمين أمن مطار الضمير العسكري الاستراتيجي وطريق حمص- دمشق.
سقوط الضمير خطر على امن دمشق وشرق لبنان
لقد استطاع تنظيم داعش خلال الاسابيع الماضية ان يتقدم خطوة بخطوة واحتل التلال المحيطة بمدينة الضمير واقترب اكثر فاكثر من هذه المدينة الاستراتيجية لكن النسيج السكاني لمدينة الضمير يعتبر عائقا امام احتلال داعش لهذه المدينة ولذلك يعمد داعش الى تنفيذ اغتيالات في هذه المدينة، واذا نجح داعش في احتلال الضمير فانه سيتوسع مستقبلا نحو المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان والقلمون الغربي.
ويبدو ان قادة قوات المقاومة يدركون جيدا الخطر الذي يمثله سقوط الضمير على امن العاصمة وامن طريق دمشق – حمص ولذلك نجد انهم وضعوا خططا بعد تحرير مدينة القريتين لتطهير مدينة الضمير.
سعي داعش لوصل شمال العراق بشمال لبنان
بالتزامن مع تقدم داعش في القلمون الشرقي الحق داعش هزيمة ايضا بجبهة النصرة في شرق لبنان والقلمون الغربي وباتت الجماعات المسلحة الاخرى تريد الانضمام لداعش خشية الهزيمة وهكذا بات تحالف هؤلاء يشكل تهديدا على دمشق وشمالي لبنان.
وتشير الاشتباكات بين داعش وجبهة النصرة في شرقي لبنان وبالقرب من مدينة عرسال ومنطقة القلمون ان داعش يسعى لاحتلال عرسال ليكسر طوق الحصار ويحصل على خط امدادات جديد لنفسه ومن ثم السيطرة على القلمون الغربي والقلمون الشرقي في نفس الوقت ليصل بعد ذلك الى مدينة القريتين في شرق محافظة حمص ويوصل هذه المناطق بمحافظة دير الزور في شرقي سوريا ومحافظة نينوى في شمال العراق لكن الجيش السوري فاجأ داعش وحرر مدينة القريتين وهكذا بات مخطط داعش لايجاد امارة تمتد من العراق الى سوريا ولبنان في مهب الريح.
استراتيجية المقاومة لمنع وصول داعش الى البحر الابيض المتوسط
جعل حزب الله قواته المنتشرة في المناطق الحدودية بين لبنان وسوريا في كامل الجهوزية والاستعداد للقتال وقد امتنع حزب الله حتى الان عن تطهير مدينة عرسال تفاديا لحدوث فتنة طائفية رغم قيام جبهة النصرة بشن عمليات ضد حزب الله انطلاقا من مخيم اللاجئين السوريين في عرسال لكن في حال قيام جبهة النصرة بأية عملية ضد الجيش اللبناني او قيام داعش بالاقتراب من عرسال فإن حزب الله مستعد لحسم الامور في شرقي لبنان بقوة متناهية.
ان تحرير تدمر ومدينة القريتين واستمرار العمليات في شرق محافظة حمص لتثبيت مواقع الجيش السوري يثبت ان المقاومة ليس فقط لن تسمح بتشكل امارة داعش الممتدة من العراق الى سوريا ولبنان بل ان العمليات الحالية للمقاومة تظهر انها مقدمة لكسر حصار مدينة ديرالزور في شرقي سوريا وتطهير محافظة الرقة في شمال شرقي سوريا في فترات زمنية محددة وهي رسالة موجهة الى امريكا وحلفائها بأن استراتيجيتهم الجديدة لتقسيم دول غرب آسيا محكومة بالفشل.
المصدر / الوقت