تقرير لرويترز: غضب السعودية على لبنان يدفعه نحو ايران
اوردت وكالة رويترز للأنباء تقريرا تحت عنوان “السعودية ولبنان .. طلاق مؤلم” تناولت فيه تبعات وتأثيرات قرار الرياض بخفض مستوى علاقاتها مع بيروت.
وجاء في التقرير ان رسما كاريكاتيريا لاذعا في صحيفة الشرق الأوسط لخص حجم الغضب وراء قرار السعودية إلغاء مساعدات عسكرية بمليارات الدولارات لبيروت ووقف الدور الذي قامت به الرياض في الحياة السياسية الحافلة في لبنان طوال عقود إذ قال التعليق المصاحب له “كذبة نيسان … دولة لبنان”.
وقال تقرير رويترز ان قرار الرياض يمكن ان يؤدي الى تقوية حزب الله اكثر من السابق، واورد التقرير نقلا عن دبلوماسي أوروبي رفيع المستوى أن الوضع الحالي معناه “أننا نترك لبنان لإيران، وهذه لطمة كبيرة للبنان”، حسب قوله.
وكانت الشرارة التي أطلقت القرار السعودي المفاجئ في فبراير شباط عدم انضمام لبنان إلى بقية الحكومات العربية في التنديد بالهجمات التي وقعت قبل ثلاثة أشهر على السفارة السعودية في طهران.
ومن وجهة نظر دول مجلس التعاون المتحالفة مع الرياض تعكس التحركات السعودية إعادة تقييم عقلانية لضآلة العائد على ما بذلته الرياض من جهود في لبنان وشعور بالإحباط لما أصاب حلفاءها اللبنانيين من ضعف متزايد بالإضافة إلى أولويات استراتيجية وضعت البلاد في مرتبة تالية لسوريا واليمن والعراق فيما يشهده الشرق الأوسط من اضطرابات.
وقال مصطفى العاني المحلل الأمني الذي تربطه صلات وثيقة بوزارة الداخلية السعودية “كانت المنحة (للجيش اللبناني) مبنية على افتراض أنها ستقوي مؤسسات الدولة وتسمح لها بتحدي المؤسسات غير الرسمية. ولم يحدث ذلك.”
وقال دبلوماسي يعمل في الرياض إن السعودية تشعر أيضا بالإحباط تجاه سعد الحريري الذي أمضى معظم السنوات الخمس الأخيرة خارج لبنان بسبب مخاوف متعلقة بأمنه الشخصي. وكان والده اغتيل في بيروت عام 2005.
ومن الجانب الآخر في بيروت تبدو الخطوة التي اتخذتها الرياض انفعالية أكثر منها استراتيجية.
وقال محلل لبناني على صلات وثيقة بالسعودية “هم منهمكون في اتخاذ قرارات عقابية” وأضاف أن الحريري لم يتلق أي إخطار مسبق بهذه الخطوة.
وقال رامي خوري الباحث بالجامعة الأمريكية في بيروت ان فن الحكم والدبلوماسية ليس من مهارات السعوديين.
وأضاف “ينتابهم قلق حقيقي ويجن جنونهم … وهذا في غاية الخطورة. وهم يتصرفون الآن بطريقة فيها خطورة وتهور.”
وتابع “ما يفعلونه يبعد لبنان على الأرجح أكثر عنهم … ويقوي الروابط الإيرانية ويقوي حزب الله. وحزب الله ضروري للدفاع عن البلد اليوم.”
واشارت رويترز الى دفاع حزب الله عن لبنان في حرب عام 2006 امام الكيان الاسرائيلي وقالت: لقد سخر الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في خطبه الأخيرة من السعودية وقال إنها أنفقت مبالغ ضخمة من المال على محاولة القضاء على حزب الله خلال السنوات العشر الأخيرة وإن تصرفاتها ترجع إلى انتكاسات في سوريا واليمن والبحرين.
وقال في أوائل مارس آذار “نعم السعودية غاضبة، وغاضبة علينا نحن، يحق لها أن تغضب، أنا أتحدث بكل واقعية، أنا أتفهم غضب السعودية، لماذا؟ لأنه عندما يفشل أحدهم، أقل ما يمكن أن يفعله هو أن يغضب.”
وختاما اشارت رويترز الى غضب اللبنانيين من الخطوات السعودية ومنها قرار اغلاق مؤسساتها وقالت: أدى قرار قناة العربية إغلاق مكتبها في بيروت يوم الجمعة إلى ان يصبح 27 من موظفيها عاطلين عن العمل، وبعد ساعات من نشر الرسم الكاريكاتيري في صحيفة الشرق الأوسط اقتحم محتجون مكتبها في بيروت.
ويوم الأحد علقت لافتة من جسر فوق طريق سريع قرب بيروت رسم عليها علم السعودية وكان أحد السيفين مسلطا على رقبة أسير مع تعليق يقول “مهلكة آل سعود”.
المصدر / الوقت