التحديث الاخير بتاريخ|السبت, نوفمبر 16, 2024

اليمن الاسرائيلي واستغلاله للازمات الأمنية 

اعتاد اليمين الاسرائيلي وبنيامين نتنياهو على استغلال الازمات الامنية التي تندلع في داخل فلسطين وخارجها واظهار انفسهم كمنقذين للاسرائيليين الى حد دفع البعض الى القول بأن الحالة المتأزمة الحالية في الضفة الغربية والقدس هي ايضا من فعل الكيان الاسرائيلي الذي يفتعل الازمات ثم يقوم بإدارتها لتحقيق اهدافه.

ويقول بعض المحللين ان الحروب التي بدأها الكيان الاسرائيلي خلال السنوات العشر الماضية مثل حرب الـ 22 يوما في عام 2008 وحرب الـ 8 أيام في عام 2012 وحرب الـ 51 يوما في عام 2014 والانتفاضة الثالثة في عام 2015 (وكلها شهدت مقاومة باسلة للفلسطينيين) كانت من اجل بلوغ الكيان الاسرائيلي لاهداف لم يكن يصل اليها الا بصعوبة بالغة وفي الحقيقة استغل الاسرائيليون هذه الحروب كجسر لبلوغ اهدافهم في الداخل والخارج ومنها انسجام الجبهة الداخلية الاسرائيلية المتناثرة واكتساب الدعم المادي والمعنوي الدولي ورفع مستوى القدرات العسكرية وزيادة حجم الميزانية الامنية واظهار اليهود كشعب مظلوم وزيادة الاقبال على الاحزاب اليمينية الاسرائيلية.

انسجام الجبهة الداخلية

ان اليهود المجتمعين في فلسطين من شذاذ الآفاق يعيشون خلافات حادة بينهم لأنهم لديهم عقائد مختلفة وهذا يشكل تهديدا لوجود الكيان الاسرائيلي ويدفع القادة الاسرائيليين نحو البحث عن طرق للم شمل هؤلاء اليهود ولايوجد هناك شيء افضل للاسرائيليين من وجود عدو مشترك واثارة المشاعر تجاه هذا العدو لكي يوحدوا صفوفهم.

كسب الاقبال العام على اليمين

اذا امعن المرء النظر في الازمات الامنية التي يفتعلها الاسرائيليون يرى ان احد اهدافها هو اجتذاب اليهود نحو الاحزاب اليمينية فجميع هذه الازمات وقعت قبيل انتخابات الكنيست بفترة وجيزة وهكذا استفادت الاحزاب اليمينية التي يقودها نتنياهو من الحالة الامنية السائدة وتجييرها في الانتخابات وعندما ينظر اي شخص في اللافتات الانتخابية لاحزاب اليمين ويقرأ شعاراتها يكتشف الحقيقة.

ادعاء حق الدفاع عن النفس

يسعى الاسرائيليون من خلال افتعال الحروب والازمات في داخل فلسطين وخارجها وبشكل مستمر ليكرسوا مفهوما في اذهان الآخرين وخاصة في اذهان حماتهم وعلى رأسهم امريكا بأنه يحق للاسرائيليين ان يفعلوا اي شيء “للدفاع عن انفسهم” ولذلك نجد ان امريكا تدعم كل ما يقوم به الاسرائيليون حتى ضد المقدسات في القدس المحتلة وباقي الاماكن بذريعة الحفاظ على امن الاسرائيليين.

زيادة الميزانية العسكرية والامنية

تعارض الاحزاب اليسارية الاسرائيلية دوما زيادة الميزانية العسكرية والامنية لكن افتعال الازمات يدفع الكنيست الاسرائيلي نحو الموافقة على رفع هذه الميزانية وهذا ما حدث مرات عدة خلال السنوات الاخيرة وعلى سبيل المثال ارتفعت الميزانية العسكرية الاسرائيلية بعد حرب الـ 51 يوما بمقدار 7 مليارات شيكل لتصل الى 57 مليار شيكل في عام 2015.

توسيع المستوطنات

يقدم الاسرائيليون دوما على توتير الاوضاع ليكسبوا موافقة الاوروبيين على توسيع الاستيطان في الاراضي الفلسطينية ومن جهة اخرى يبني الاسرائيليون قاعدتين عسكريتيين ازاء كل مستوطنة يبنونها وهذا سيزيد من امكانية سيطرتهم الكاملة على الضفة الغربية في المستقبل.

سن القوانين لمعاقبة الفلسطينيين

تستفيد حكومة نتنياهو اليمينية من افتعال الازمات وتوتير الاجواء لسن قوانين لتشديد الاجراءات العقابية ضد الفلسطينيين ويوافق الكنيست على هذه القوانين بمعظمها مثل معاقبة عوائل الاطفال الفلسطينيين الذين يرمون جنود الکيان الاسرائيلي بالحجارة وحتى ترحيل ونفي عوائلهم الى قطاع غزة وتدمير بيوت الفلسطينيين واعتقالهم لفترات طويلة في الحجز الاداري دون محاكمة.

كسب الدعم المالي والعسكري للحلفاء

لقد اعلن مكتب التحقيقات في الكونغرس الامريكي ان امريكا قد دعمت الكيان الاسرائيلي منذ نشأته حتى بداية عام 2012 بـ 115 مليار دولار وان 67 مليار دولار من هذا الدعم كان دعما عسكريا، وقد استطاع الكيان الاسرائيلي ايجاد تبريرات لاستمرار هذا الدعم عبر اشعال الحروب وافتعال الازمات كما ان امريكا ايضا لم تدخر جهدا في دعم هذا الكيان المعتدي.

ان الكيان الاسرائيلي والى جانب خطواته العسكرية العدوانية يستغل الامبراطورية الاعلامية الصهيونية الموجودة في العالم ايضا لحرف الرأي العام عن اهدافه واظهار نفسه ككيان يعتدي الآخرون عليه وذلك من اجل تبرير جرائمه وسياساته وفي الحقيقة توجد تل ابيب الازمات وتديرها بنفسها لتحقيق اهدافها وغاياتها.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق