التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

دروس من تجارب الشعوب والامم هل ما زالت الشمس تشرق يوميا …؟! 

بعيدا عن الاسئلة المعقدة التي شغلت النخب في البحث عن اجابات لها في شتى المجالات الروحية او المادية التي تخص مصائر البشر … فان هناك اسئلة يومية لا يمكن الاستغناء عنها اسئلة تخص وسائل ديمومة – و ادامة – الحياة ذاتها وهو المجال الذي تعمل عبره الصحافة كأداة اتصال بين الناس ولكن بالحدود التي يتعلم فيها الناس كيف يتقدمون الى الامام .. ومثال كهف افلاطون قد يبدو درسا للنخب و لأصحاب الاختصاصات النادرة ولكنه في الواقع من اكثر الدروس شعبية و بساطة و سلاسة لانه لا يتحدث الا عن ( عميان ) في كهف وهم يتحدثون عن ظلام كي يثار السؤال التالي : هل يختارون حركة الضوء – الشمس – هي تشرق ام وهي تميل الى الغروب ..؟!
وما دام الانسان يمتلك بصيصا من الامل فالشعوب ليست عمياء كما في كهف افلاطون ولهذا مكث اسم الفيلسوف اليوناني – وهو تلميذ سقراط العظيم – متداولا بين الناس لان ( الامل ) هو جزء من الارادة التي هي ليست عمياء تماما..
ولنأخذ امثلة من القرن الماضي تروي قصة تحولات الشعوب من البؤس و الفاقة الى ارادة التحول و الشروع ببناء انظمة لا تذهب الشعوب ضحية لها الى الابد ..
ولدينا العديد من المشاهد التي تصور المجاعات التي حدثت في بلدان كالاتحاد السوفيتي و الصين و الهند في عشرينيات القرن الماضي في اعقاب الحرب العالمية الاولى .. حيث الناس يموتون من الجوع و جثثهم تترك في الشوارع ..
ماذا حدث ….؟ كي تتحول هذه البلدان الى شعوب تصدر للعام بضائعها و فائض انتجاها بعد ان قلبت التخلف الى تقدم و المجاعة الى ثروات و وفرة و قلبت الفساد الى انظمة وضعت حداً للموت اليومي لسكانها …؟
لديكم الاجابات ..!
ومثال اخر للشعوب التي تعرضت للدمار – شبه التام – كاليابان و المانيا و ايطاليا في اعقاب الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال كي نعرف كيف حولت – هذه البلدان – الخراب الذي حل بها وكيف حولت هزيمتها الى مشاريع بناء جعلت منها بين الامم تجارب سمحت لها الا تستجدي غذائها من الاخرين بل ان تتفوق في مجالات العلوم و المخترعات و مراكز البحث بعد ان سنت قوانين تحرم اغتيال العقل و الطاقات و تجرم الفساد و التلاعب بمصائر الملايين ..
كيف حدث ذلك …؟
لديكم الاجابات …!
اما الشعوب التي تمتلك موارد الحياة كاملة الطبيعية و البشرية و الحضارية فلا نعرف لماذا نجدها لا تمتلك مثل هذه ( الارادة ) بل و كأنها لا تعمل الا ضد التاريخ و لا تنقصنا الوثائق هنا فهي شاهدة – بالارقام – حول الخسائر بالارواح و الممتلكات و الموارد … كي تحافظ هذه الشعوب – للاسف – على تراجعها وهدر مواردها و اضاعة مستقبلها لانها لا تريد ان تغادر هذا الكهف بينما الشمس لا تنتظر من يكتشفها ! وهي تشرق في كل يوم !

د . ماجد اسد
07822700044- 07703444510
[email protected]

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق