التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

العروس السعودية الجميلة في مرمى نيران القوات اليمنية هروب 15 الف سعودي 

تعد مقاطعة “عسير” خصوصاً مركزها مدينة “أبها” واحدة من أهم المناطق السياحية في جنوب غرب السعودية، وهي تتمتع بأهمية إستراتيجية كبيرة بسبب محاذاتها للحدود الشمالية اليمنية.

وكان الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن مؤسس النظام السعودي في بداية القرن العشرين يعتقد إن مستقبل هذا النظام يعتمد على مدى إستقرار المناطق الجنوبية الغربية من البلاد ومن بينها مقاطعة عسير التي يقطن فيها حوالي 1.6 مليون نسمة وتبلغ مساحتها نحو 80 ألف كيلومتر مربع، مقسّمة إلى 12 وحدة إدارية.

ويقصد “عسير” سنوياً الكثير من السياح من مختلف أنحاء السعودية بسبب مناخها المعتدل ووفرة فنادقها، ولهذا أطلق عليها إسم عروس المنطقة الجنوبية الغربية في السعودية. وهي ترتفع عن سطح البحر بما لا يقل عن 2200 متر وتحيط بها الجبال من أغلب جهاتها، وتضم أيضاً عدداً من السهول والهضاب. وبسبب إرتفاعها تميزت هذه المنطقة بأمطارها الغزيرة، وهطول الثلوج فيها في كثير من الأحيان.

وتضم “عسير” إحدى أهم القواعد العسكرية في السعودية وهي قاعدة “الملك خالد” * التي تقع قرب مدينة “خمیس مشیط” وتبعد نحو 100 كيلو متر عن الحدود الشمالية اليمنية. وتضم هذه القاعدة العديد من الكليّات والثكنات العسكرية، وتعد بمثابة مركز القيادة العسكرية الرئيسي في المنطقة الجنوبية من السعودية وهي تمثل الآن أهم قاعدة عسكرية لنظام آل سعود في عدوانه على اليمن، حيث تنطلق منها مختلف الطائرات الحربية التابعة لهذا النظام والأنظمة العربية الحليفة له لضرب الشعب اليمني وتدمير بناه التحتية ومن بينها المناطق السكنية. ولهذا السبب قامت القوات اليمنية بإستهداف هذه القاعدة في 15 حزيران /يونيو 2015 من خلال قصفها بصاروخين باليستيين من نوع “سكود”، وزعمت سلطات الرياض في حينها بأنه تم إعتراض هذين الصاروخين في الجو ولم يلحقا أضراراً بالقاعدة.

إنتشار الوهابية في مقاطعة عسیر

كانت مقاطعة “عسير” قد أُحتلت من قبل النظام السعودي في بداية القرن العشرين بالإضافة إلى مقاطعتين أخريين هما نجران وجيزان. فهذه المقاطعات الثلاث كانت في الماضي جزءاً من الأراضي اليمنية قبل ضمّها إلى السعودية. ولهذا يحمل سكّان العسير ثقافة مشابهة لثقافة الشعب اليمني ويدينُ أكثرهم بنفس مذاهبه لاسيّما المذهبين الزيدي والشافعي، وينتمي الكثير منهم لنفس القبائل اليمنية، وكانوا يعيشون بجوار بعضهم البعض دون أي مشكلة، ولكن بعد إحتلال “عسير” سعى النظام السعودي إلى بث الفرقة الطائفية بين هذه القبائل وتغيير نسيجها الإجتماعي والثقافي من خلال بناء وتأسيس عدد كبير من المساجد والمدارس الدينية بهدف الترويج للمذهب الوهابي الذي تدين به العائلة المالكة في السعودية. ويفوق عدد هذه المدارس عدد المراكز الخدميّة والطبيّة في هذه المقاطعة في الوقت الحاضر.

ومنذ عزلها عن اليمن سعى النظام السعودي من خلال الترويج الواسع للمذهب الوهابي إلى تقليص نفوذ الشيعة الزيدية والسنّة الشافعية في هذه المقاطعة.

وإنعكس التمييز الطائفي في عسير بشكل واضح على نوع وحجم الإمكانات الإجتماعية والبنى التحتية في هذه المقاطعة التي يشكو سكّانها أيضاً من قلة الإهتمام على الرغم من أهمية منطقتهم من الناحية السياحية.

بالإضافة إلى ذلك يعاني أهالي عسير من التمييز الإداري، حيث تسند جميع المناصب الحكومية العليا في هذه المقاطعة والمقاطعات المجاورة لها لأبناء وأتباع الأسرة السعودية الحاكمة، الأمر الذي أدى إلى خلق فجوة روحية ونفسية واسعة بين عموم سكّان المنطقة الجنوبية في السعودية والنظام الحاكم في هذا البلد.

وبعد شن النظام السعودي لعدوانه على اليمن قبل أكثر من عام إنعكست آثار هذا العدوان على عسير والمناطق الأخرى القريبة منها. وردّاً على الجرائم السعودية بحق الشعب اليمني شنت القوات اليمنية العديد من الهجمات على القواعد العسكرية في عسير وألحقت بها أضراراً مادية وبشرية جسيمة. كما تمكنت هذه القوات من التوغل داخل عسير والسيطرة على عدد من مدنها الصغيرة بينها مدينة “الربوعة” القريبة من حدود اليمن الشمالية، ما أدى إلى هروب نحو 15 ألف سعودي من هذه المدينة إلى مناطق أخرى.

وخلال العقود الأخيرة طالب الشعب اليمني ولمرّات عديدة بإستعادة عسير ونجران وجيزان إلى بلدهم ولكنهم لم يتمكنوا من تحقيق ذلك بسبب رفض النظام السعودي الإستجابة لهذه الطلبات، مستفيداً من قدراته الإقتصادية الكبيرة التي إكتسبها من الثروات النفطية الهائلة التي تزخر بها أرض الحجاز لتحقيق مآربه السياسية والطائفية في الداخل والخارج.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق