التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

سوريا تشهد أعنف هجمة من المدججين بالأسلحة الأميركية والمحشوين بالفكر الوهابي 

سوريا ـ سياسة ـ الرأي ـ

أكد الدكتور عبدالقادر الشهابي، مدير أوقاف حلب، أن سوريا تشهد أعنف هجمة بربرية من رعاة الابل المدججين بأحدث الأسلحة الأميركية والمحشوين بأقذر الأفكار الوهابية التكفيرية الظلامية، وان التصدي العسكري والفكري والاعلامي لهذه الهجمة الشرسة هو واجب ديني ووطني.

وشدد الدكتور الشهابي على وجوب تصحيح المفاهيم وعدم الخلط بين السلفية والوهابية فالسلفية بحسب فضيلته في أصلها فترة زمنية مباركة تستند الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ) وهي ما يعبر عنها بالسلف الصالح وهم من يجب متابعتهم لقرب عهدهم بالنبي ,أما اطلاق السلفية على الوهابية ففيه خطأ يجعلها تبدو وكأنها تتبع السلف بينما هي تخالفهم بل وأصبحت سببا عظيما من أسباب انقطاع متابعة السلف حيث كان التراحم والمحبة والأخوة عنوانا لهم وهي معاني أبعد ما تكون عن الوهابية فتجدهم قد حجبوا الحب عن الدين والدين في أساسه حب فلقد قال النبي (أوثق عرى الايمان الحب في الله ) و من هنا نقول أن السلفية شيء والوهابية شيء آخر ولقد صنف علامة الشام شهيد المحراب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي كتابا أسماه (السلفية فترة زمنية مباركة وليست مذهبا اسلاميا خامسا ).
وأضاف سماحته خلال اللقاء أن نشأة هذه الحركة ومنذ أن قام بها محمد بن عبدالوهاب كانت تدعي محاربة البدع والانحرافات العقائدية بينما هي من تخترع البدع وتصدرها لنا وكان آخر بدعها (جهاد النكاح)وبعد أن تحالفت الحركةمع آل سعود بمباركة ودعم من قوى الامبريالية العالمية متمثلة في بريطانيا آنذاك نتج عن هذا التحالف الشيطاني دولة تستند الى الدين لهدم الدين الحق من داخله فتراهم ينفقون المليارات ويتباهون بافتتاح المراكز الاسلامية وماهي الا مراكز لنشر الفكر الوهابي التكفيري فكر خوارج آخر الزمان وقد روي عن ابن عباس رضي الله عنهما (لا تكونوا كالخوارجتأولوا آيات القرآن في أهل القبلة وانما نزلت في أهل الكتاب والمشركين فجهلوا علمها فسفكوا الدماء وانتهبوا الاموال ).
ثم تطرق فضيلته لخطورة هذا الفكر مؤكدا أن الخطر الأكبر من هذه الحركة الظلامية هو التكفير فمنهجهم المريض الشاذ يكفر المجتمعات والأفراد لأتفه الأسباب ويتهمونهم بالردة ويقيمون الحد عليهم فتستباح الدماء البريئة تقربا الى الله وتنهب الاموال وكأنها غنائم حرب وتنتهك الأعراض وتسبى الحرائر…هذا بالنسبة للمسلمين المخالفين لمذهبهم وعقيدتهم الشيطانية أما بالنسبة لغير المسلمين فلقد شوهوا صورة الاسلام الحقيقي المتسامح حتى أصبحنا نسمع مصطلحات مثل اسلامو فوبيا مما ينفر من الاسلام فلا يرى الآخر فينا الا قاطعي رؤوس وأيادي ومهووسي جنس وهم بذلك قدموا اكبر خدمة لكل أعداء الاسلام وهذا هو الدور الموكل اليهم من أسيادهم تماما .
وأشار سماحته الى أن هذا التيار لايفكر بمصالح الأمة الاسلامية وقضاياها الكبرى فلا فلسطين تهمهم ولاالمقاومة في قواميسهم السياسية بل على العكس من ذلك خونوا من يقاوم دونما حياء وتولوا الغرب وسلموا له ثرواتهم ومقدراتهم وقبل ذلك طبعا كرامتهم .وتجد مجتمعاتهم مستهلكة لا تساهم في اعمار الارض ولا تشارك في اثراء الحضارة الانسانية بل تجدهم في عداء مع هذه الحضارة مشغولون بتدمير آثارها يبحثون عن قبر لولي صالح أو مسكين يرجو شفاعة نبيه ليقيموا الحد عليه فدقق معي يا أخي في أي تفجير ارهابي على مستوى العالم قاطبة فانك ستجد وهابيا ضالعا فيه بشكل او بآخر فستجده المنفذ للعملية أوالممول لها أوالمفتي لها أساسا.
وشدد في ختام الندوة على ضرورة التصدي لهذا الفكر الموتور بفكر حقيقي تنويري يواجهه وينشر العقيدة الاسلامية الصحيحة التي تبنى على علم صحيح وانفتاح على الآخرواحترامه والتعايش معه وهذه هو اسلام أهل الشام على مر القرون بل هذا هو الاسلام الحق الاسلام المحمدي.
ونصح بالابتعاد عن الأحاديث الضعيفة والموضوعة والمخصصة او المقيدة التي يتخذها الوهابيون أساسا لفكرهم وتأصيلا لمنهجهم اذ ينبغي على علماء الامة الاسلامية أن يدحضوا كذبهم وتضليلهم من خلال المؤتمرات والندوات والمناقشات المستمرة مبتعدين عن لغة السباب والشتائم .
كما ناشد المسؤولين عن التعليم مراقبة وتنقية المناهج الشرعية في المدارس والمعاهد والكليات وعقد الندوات الحوارية لتوعية طلبة العلم وتفنيد المتشابه من المسائل والرد عليها وابراز روح الاسلام الحقيقية ولا بأس أن تنسحب هذه التوعية على المجتمع بأسره ولا سيما الناشئة منهم وخاصة في هذا الزمان الذي أفرزت فيه ثورة الاتصالات وسائل متنوعة جعلت العالم مفتوحا على مصراعيه أمام هذا الجيل .
وختم فضيلته بضرورة التركيز على الوحدة الاسلامية ونبذ الطائفية المقيتة انطلاقا من قرآننا الذييقول (وان هذه أمتكم امة واحدة وانا ربكم فاعبدون)، وحديث نبينا الكريم (من صلى صلاتنا واستقبل قبلتنا وأكل ذبيحتنا فذلك المسلم الذي له ذمة الله وذمة رسوله)، ودعا الله أن يؤلف قلوب المسلمين وان يكون عنوان هذه الأمة
( انما المؤمنون أخوة فأصلحوا بين أخويكم ).انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق