تصريحات كيري تواجه ردا قاطعا من القادة العسكريين الإيرانيين
واجهت تصريحات المسؤولين الأمريكيين وخاصة وزير الخارجية جون كيري حول القدرة الصاروخية للجمهورية الإسلامية الإيرانية ردا قويا من جانب القادة العسكريين من الحرس الثوري والجيش الإيراني وعلى رأسهم وزير الدفاع الإيراني العميد حسين دهقان الذي دعاه إلى الكف عن تخرصاته الهزيلة بشأن البرامج الصاروخية لايران الاسلامية و التفكير ولو لعدة دقائق بما يريد قوله.
وصرح دهقان فی حدیث للصحفیین علی هامش مراسم تأبینیة اقیمت يوم الأمس السبت بمناسبة الذکری السنویة الـ 17 لاستشهاد اللواء علی صیاد شیرازی قائلا: لو كان فكر كيري قليلا لما أطلق مثل هذا الهراء، كما أشار إلى دعم الأمريكيين للجماعات الإرهابية و التكفيرية، مؤكداً: لو كان لدی هؤلاء نية حقيقية لإيجاد الإستقرار في المنطقة فإن عليهم الرحيل عنها ويتوقفوا عن دعم الجماعات الإرهابية.
وقال وزیر الدفاع ” ان التصریحات التی أطلقها وزیر الخارجیة الامریکی فی البحرین یجب دراستها من عدة أبعاد بینها قلق واشنطن من المشاکل التی یواجهها حلفاؤها في المنطقة الذین عجزوا عن معالجتها”.
وشدد دهقان علی أن الأمریکان حاولوا کثیرا لترویج مخطط ایران فوبیا فی المنطقة لایجاد سوق لبیع أسلحتهم مشیرا الی المحاولات التی أراد منها الأمریکان الایحاء لحلفائهم فیها بأن مواکبتهم لسیاستها سیحافظ علی عروش الملوک والأمراء.
وأعتبر الوزیر دهقان، تصریحات کیری التی دعا فیها طهران الی الحد من قدراتها الدفاعیة بأنها تعکس عجز الادارة الامریکیة امام طهران.
وأضاف قائلا “ان الامریکیین یزعمون بانهم يعملون على تثبیت الاستقرار فی المنطقة ومن الافضل أن یجیب کیری والمسؤولین الامیرکیین على ثلاثة اسئلة، الاول ما أسباب تواجد امریکا بمختلف المناطق وهل یبحث الأمریکان خلال هذا التواجد عن مصالحهم ام مصالح الدول الاخرى”؟
واستطرد قائلا “اما السؤال الثانی، فهل يتدخل الامریکیون بسیاسات مختلف الدول من اجل مصالح هذه الدول؟ واذا کان ذلک، فلماذا لا تتخذ موقفا تجاه الابادة التی تشهدها الیمن فیما تتعالى اصوات الامریکیین حول حقوق الانسان عند ای حدث بسیط”.
وتابع وزیر الدفاع واسناد القوات المسلحة قائلا “اما السؤال الثالث يرتبط بسبب دعم أمريكا للمجموعات الارهابیة والتکفیریة فی المنطقة منذ البدایة ودوافع دعمها للارهاب الدولی”؟
ودعا وزیر الدفاع واسناد القوات المسلحة فی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی الختام الامیرکیین الى الخروج من المنطقة والعودة الى وطنهم اذا ماکانوا جادین حقا بایجاد الاستقرار فیها والکف عن دعم الارهابیین.
قدراتنا الدفاعية تشكل خطا أحمرا
ومن جانب آخر، رفض نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الاسلامية العميد حسين سلامي تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري و المسؤولين الامريكيين بشأن القدرات والبرامج الصاروخية للبلاد و قال في تصريح للمراسلين أن الحديث بهذا الشأن انما هو خارج نطاق صلاحيات المسؤولين الامريكان و أن قدراتنا الدفاعية بمثابة العامل الأساس للحياة و البقاء ولا يمكن أن تخضع للحوار، مؤكدا ان القدرات الصاروخية لايران الاسلامية تُشكّل خطاً أحمر، ولن نفاوض أو نساوم بشأنها أبداً.
وأكد العمید سلامي في حدیث للصحفیین “ان القوة الصاروخیة لدی ایران الاسلامیة تابعة للارادة الداخلیة للنظام الاسلامی الذی یرسمه القائد العام للقوات المسلحة سماحة آیة الله العظمی الامام الخامنئی و تعمل به هذه القوات”، مضیفاً: لیس من شأن الامریکیین ابداء وجهة النظر حول قدرات الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الصاروخیة، فلیس من شأنهم ان یتناولوا ضروریات الصناعة الدفاعیة الایرانیة.
الاعداء لايفهمون سوى لغة القوة
وإلى ذلك، شدد نائب القائد العام لجيش الجمهورية الاسلامية الايرانية العميد السيد عبد الرحيم موسوي على أن القوات المسلحة في ايران الاسلامية لن تحتاج للحصول على اذن أحد لتعزيز قوتها الدفاعية وصوت اطلاق الصواريخ هو الذي يمنح الفرص للخيار الدبلوماسي موضحا أن أبناء الشعب الايراني في هذه القوات آذان صاغية لأوامر القائد العام للقوات المسلحة سماحة الامام الخامنئي مد ظله العالي.
وشدد العمید موسوی علی أن النزاع القائم بین الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وأمریکا یکمن فی هذا الموضوع وهو تحدی الطرف الآخر مهما کانت النتیجة. وتابع هذا المسؤول العسکری قائلا “ان النظام الاسلامی فی ایران هو نظام یعتمد مبدأ مقارعة الاستکبار العالمی وبناء الحضارة الاسلامیة فیما یقف نظام السلطة أمام هذه المبادیء ولذا یجب الدفاع عنها بکل قوة”.
وأکد العمید موسوی أن الأعداء لایفهمون سوی لغة القوة موضحا أن تجربة الأعوام الـ 37 الماضیة أثبتت هذا الموضوع. وتابع قائلا “لقد دعونا العالم دائما الی المنطق ولذا علینا التحلی بالیقظة والحذر من العدو الذی یرید أن یدخل الی الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة من النافذة کما هو شأن الاستکبار العالمی”.
ووصف العمید موسوی الاستکبار العالمی بأکثر اللصوص تطورا فی التاریخ مؤکدا أن المستکبرین انما یحققون نموهم فی ظل تصدیر الدبابات ولذا فإن علی الشعب الایرانی اعتبار اطلاق الصواریخ الفرصة المواتیة لنجاح الدبلوماسیة والتقدم.
ايران تواصل ارسال قوات مستشارية إلى سوريا
وفي نفس السياق، رد مساعد هيئة اركان القوات المسلحة في الجمهورية الاسلامية الايرانية و المتحدث باسمها العميد السيد مسعود جزائري يوم الأمس السبت على التخرصات التي أطلقها بعض المسؤولين الأمريكان بخصوص ارسال قوات استشارية خاصة من جيش ايران الاسلامية الي سوريا مشددا على أن ايران سوف تواصل هذه السياسة الاستشارية في المستقبل ايضا.
وصرح العمید جزائری فی حدیث للصحفیین صباح الیوم السبت لدی اشارته الی مشارکة اللواء الاستشاری الـ 65 للقوات المسلحة فی سوریا أن الحضور الاستشاری لایران الاسلامیة فی سوریا أمر طبیعی جدا لأنها تشارک فی مهمات مماثلة في بعض دول المنطقة ولیس بشیء جدید.
والجدير بالذكر أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أطلق مزاعم واهية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال زيارته الأخيرة إلى بحرين وزعم أن النشاطات التي تقوم بها طهران في منطقة الشرق الاوسط، تبعث علی القلق، متناسيا دور أمریکا السلبي الذي أدی الی زعزعة الامن والاستقرار في هذه المنطقة الحساسة منذ دخول قوات بلاده اليها.
المصدر / الوقت