جهنم حلب … من سيفتح ابوابها ؟
تحدثنا في المقالة السابقة والتي حملت عنوان الهدنة الخجولة عما قامت به المجموعات المسلحة في حلب وريفها من عمليات خرق للهدنة المتفق عليها مع قوات الجيش السوري وذكرنا قيام هذه المجموعات باستهداف إحدى الطائرات الحربية السورية بصاروخ ارض جو والذي أدى بدوره الى اسقاط الطائرة وأسر الطيار واللافت في الموضوع هو استخدام هذا النوع من السلاح الاستراتيجي لاول مرة منذ بدء الأزمة السورية .
صاروخ أرض جو بيد المسلحين … من الجهة التي مدتهم به ؟ وهل هناك أعداد أخرى منه بيد المسلحين؟ وما السر باستخدام هذا السلاح في هذا التوقيت بالذات؟ و من أعطى الضوء الأخضر باستخدامه اليوم؟
وغيرها من الأسئلة التي يمكن الوقوف عندها .
فعندما نتحدث عن الجهة التي مدت المسلحين بهذا السلاح نرى أن أصابع الاتهام كلها تشير الى تركيا كمتهم أول لأنها المسيطر على حدود طولها 822 كيلومتر مع سوريا وهي من يسمح يوميا بنقل كل شيء للمسلحين وهذا ليس بالامر السري بل إن الحكومة التركية أعلنت مراراً وتكراراً بانها تدعم ما تسميه المعارضة المسلحة في سوريا فقط مع أن هناك أدلّة دامغة تؤكد وجود دعم تركي لعناصر داعش ايضاً ووجود صفقات تجارية بينها وبين هذا التنظيم الارهابي من خلال تهريب النفط السوري من الحقول التي يسيطر عليها داعش عبر اراضيها لبيعه في السوق السوداء .
ولا نستثني هنا السعودية وقطر من دائرة الاتهام أما أمريكا فربما تكون شريك غير مباشر بهذه العملية عن طريق اعطاء الإذن بدعم المسلحين بهكذا نوع من السلاح لاستخدامه وقت الحاجة.
وربما اليوم كان هناك حاجة ماسة لإظهاره خاصة انه استخدم في جبهة تعد من اهم الجبهات في سوريا ألا وهي جبهة حلب وتوقيت استخدامه لم يكن اعتباطياً إذ أننا لو رجعنا قليلاً لانتصارات الجيش في تدمر وريف حمص الشرقي وقمنا بربطها مع انتصار مستقبلي في جبهة حلب فذلك يعني محاصرة تامة للارهابيين في الرقة وادلب, خاصةً ان الاكراد اعلنو في وقت سابق انهم يتهيأون لتحرير الرقة وبالتالي سيقوم الجيش السوري وحلفائه بمساعدة الاكراد في الشمال بتشكيل ما يشبه الطوق حول المسلحين و عناصر داعش في الرقة وادلب في حال تم وصل ريف اللاذقية مع حلب مرورا بشمال ادلب وهذا يعني قطع الاتصال نهائيا بين المسلحين من جهة وتركيا من جهة ثانية وبالتالي سيتوقف التمويل عنهم,لذلك فإن إعطاء الضوء الاخضر للمسلحين باستخدام هكذا سلاح هو لإرسال رسالة لسوريا وللروس ولكل الحلفاء بأن جبهة حلب خط أحمر وسيسمح باستخدام اي نوع من السلاح لإيقاف تقدمهم وما الأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام منذ فترة عن استخدام المجموعات المسلحة لنوع من السلاح الكيماوي ضد الاكراد في الشيخ مقصود في حلب الا دليل واضح على امكانية عمل اي شيء لمنع الجيش السوري وحلفائه من الانتصار في حلب وريفها وأما عمن يسأل إن كان لدى المسلحين المزيد من هذه الصواريخ فنقول: إن هذه معركة بل حرب عالمية وقائمة على المفاجئات ولا يمكن التكهن بما يملكه اي من الاطراف .
وهنا لا بد من التنويه الى اهمية هذا السلاح الذي يهدد حركة طيران الجيش السوري أو حتى الروسي وبالتالي سيؤثر كثيرا على مجريات المعركة و ربما يتسبب بإسقاط طائرات حربية روسية الأمر الذي سيعرض روسيا للإحراج خاصة بعد حادثة إسقاط طائرتها من قبل تركيا ولا ندري كيف ستتعامل روسيا مع هكذا سيناريو في حال حصوله.
يبدو بأن امريكا قد أعطت الضوء الأخضر بالفعل للمسلحين في سوريا للقيام بأي شيء للحفاظ على حلب وعدم السماح للجيش السوري وحلفائه بالسيطرة عليها, لكن من جهة ثانية يبدو ان الجيش السوري وحلفائه الروس وايران قد أعدوا العدة جيدا لهذه المعركة وهذا نراه جلياً من خلال المنشورات التي القتها الطائرات السورية في مناطق سيطرة المسلحين والتي تطلب فيها ولأول مرة من الناس المتواجدين هناك مغادرة المكان بينما كانت سابقا تدعوهم للتعاون مع الجيش في مواجهة المسلحين ونفهم من هذا ان ابواب جهنم بالفعل ستفتح على المسلحين في حلب وريفها.
إن كنا علمنا بما يملكه المسلحين اليوم من صواريخ متطورة إلا أننا مازلنا نجهل ما تملكه روسيا وما جهزّت به الجيش السوري وحلفائه للمعركة القادمة …. لأن المنتصر في جبهة حلب هو من سيرسم خارطة الحل السياسي المستقبليه لسورية في جنيف.
المصدر / الوقت