بوتين : نراهن على الحل السياسي في سوريا ، ولكن الجيش السوري بات قادرًا على تحرير أراضي بلاده
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن الجيش السوري بات قادراً على تحرير أراضي بلاده من الجماعات الارهابية، مشيراً الى أن قواته تركت الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق، كاشفاً على أن الوضع في محيط مدينة حلب،ذات أهمية استراتيجية، معقّد جداً.
وخلال حواره السنوي المباشر مع المواطنين الذي تبثه القنوات الروسية الخميس 14 أبريل/نيسان، شدد بوتين على أن موسكو تراهن على العملية السياسية لتسوية الأزمة السورية وليس على العمليات العسكرية، وأضاف “نعول كثيرا على أن يقود امتناع قوات أطراف النزاع السوري بدعم (اللاعبين الخارجيين) بمن فيهم نحن، ليس إلى التهدئة فحسب بل وإلى عملية سياسية. لكن يجب الجلوس إلى طاولة المفاوضات وتبني دستور جديد، وإجراء انتخابات مبكرة على أساس هذا الدستور، والخروج من الأزمة بهذه الطريقة”.
وبخصوص قرار موسكو سحب الجزء الأساسي من قواتها من سوريا، قال الرئيس الروسي “لقد سحبنا جزءا كبيرا من مجموع قواتنا في سوريا. لكننا بعد سحب القوات الأساسية، تركنا الجيش السوري في حالة تسمح له بإجراء عمليات هجومية واسعة النطاق بدعم قواتنا المتبقية في سوريا. وبعد انسحاب قواتنا الأساسية، استعاد الجيش السوري تدمر”.
كما ذكر بوتين أن الجيش السوري تمكن أيضا من استعادة بلدات أخرى ذات أهمية استراتيجية، وأشار إلى زيادة عدد البلدات التي انضمت إلى المصالحة، مؤكداً أن موسكو ستبذل كل ما بوسعها من أجل الحيلولة دون تدهور الوضع الميداني في سوريا ولاسيما في ريف حلب، قائلا إن الوضع في هذه المنطقة الاستراتيجية معقد جدا.
بوتين: الوضع في حلب مقعد
وفي معرض تعليقه على سؤال حول المواعد المحتملة لـ “تحرير حلب” قال بوتين: “الوضع في محيط حلب معقد جدا.. إنها منطقة ذات أهمية استراتيجية وحلب هي العاصمة الصناعية للبلاد”، وأوضح أن “ما يسمى المعارضة المسلحة موجودة في هذه المنقطة وبجوارها توجد “جبهة النصرة” وهي تنظيم معترف به دوليا أنه إرهابي. ومن الصعب أن نفرق بينهم، ولهؤلاء تصرفات متفاوتة، وهم يحاولون في الوقت الراهن تحسين وضعهم واستعادة ما فقدوه سابقا”، وأضاف أن الأطراف التي تخوض المعارك في ريف حلب هي الفصائل الكردية وبعض التشكيلات المسلحة الأخرى بالدرجة الأولى وليس الجيش السوري وذكر بأن هذه التشكيلات تشتبك مع بعضها البعض ومع الفصائل الكردية أيضا.
كما اعتبر الرئيس أن الجيش السوري في عملياته داخل ريف حلب لا يحتاج إلى المساعدات الروسية.قائلا: “الجيش السوري ليس بحاجة إلى تحسين وضعه، لأنه حقق مساعيه قبل إعلانه عن الانضمام للهدنة. ونحن ساعدناهم، وليسوا في حاجة إلى تحسين أي شيئ في وضعهم”.
الرئيس الروسي: ما يحصل في جنوب تركيا حرب أهلية
وحول توتر العلاقات الروسية التركية، بعد قيام السلطات التركية باسقاط طائرة حربية روسية في سوريا قبل أشهر، أكد الرئيس الروسي أن موسكو تعتبر تركيا والشعب التركي من أصدقائها، لكن “لديها مشاكل مع بعض السياسيين الأتراك الذين يتصرفون بصورة غير مناسبة”،وأضاف: “كما ترون، إننا نعمل بهدوء”، وأكد استعداد الجانب الروسي لبناء علاقات حسن جوار مع الشعب التركي”. لكنه أكد أن موسكو ملزمة بتقديم الرد على الخطوات غير الودية تجاهها من جانب بعض السياسيين.
وحول الوضع الأمني في تركيا قال بوتين، إن “حربا أهلية تجري في الواقع بجنوب تركيا… ويحاول المجتمع الدولي أن يغض النظر عن هذه الحرب، لكنها واقعية لا سيما أنها تجري باستخدام أسلحة وآليات ثقيلة ومدفعية وأسلحة أخرى”. وأضاف أن هجمات إرهابية تهز تركيا بصورة شبه أسبوعية، واعتبر بوتين أن السلطات التركية تدعم المتطرفين بقدر أكبر مما تعمله للتصدي لهم.
الى ذلك أكد بوتين أن الإرهاب ما زال يهدد روسيا، رغم الضربة القوية التي وجهتها القوات الجوية والفضائية الروسية إلى الإرهابيين في سوريا.
مشيراً الى أن تركيا ما زالت مقصدا خطيرا بالنسبة للسياح الروس. وأكد أنه واثق من أن السلطات التركية تسعى لضمان أمن السياح ، علما بأن السياحة تمثل أحد أهم ركائز العائدات في الميزانية التركية، لكنه شكك في قدرة أنقرة على القيام بهذه المهمة فعلا، منوهاً الى ازدياد عدد الهجمات الإرهابية في الأراضي التركية، وموضحا أن السلطات الروسية ملزمة بأن تحذر المواطنين من المخاطر المحدقة بالسياح في تركيا.
واعتبر الرئيس الروسي أن الارهاب “سيبقى هذا الخطر دائما، إن لم نعير الاهتمام الضروري لمحاربة الإرهاب”، وأوضح أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية ودولا كثيرة في الشرق الأوسط وآسيا، تعاني من خطر الإرهاب. وذكر بأن روسيا قد تكبدت خسائر كبيرة في مواجهتها للإرهاب.
وبشأن العلاقات بين موسكو وواشنطن، قال بوتين إن روسيا تتعاون مع الولايات المتحدة بشكل لا بأس به حول العديد من القضايا، ومنها منع انتشار أسلحة الدمار الشامل، ومحاربة الإرهاب، وتسوية الملف النووي الإيراني، وإتلاف الأسلحة الكيميائية السورية، ومحاربة الإرهاب بشكل عام، لكنه نصح واشنطن بعدم الانطلاق من “موقف القوة” لدى التعامل مع روسيا، والتخلي عن الطموحات الإمبراطورية. ودعا الأمريكيين إلى دراسة “جذور” القضايا في العلاقات الثنائية مع روسيا.
المصدر / الوقت