التلمودية اليهودية : أم الارهاب الداعشي الصهيوني
في خضم التركيز العالمي والعربي والإسلامي على العنف المغلف بإسم الإسلام ممثلا في المجموعات التكفيرية والإرهابية، هناك من يعمل على التستر على دموية الحركة الصهيونية التي تتقاطع مع الفكر الإرهابي الإقصائي في كثير من النقاط، وبينهما من الإشتراك والتلاقي ما لا يحصى عدده وتكن الصهيونية كراهية شديدة للمسيحية، ومن مظاهر هذه الكراهية، الافتراء البشع على المسيح عليه السلام ووفق ما ورد في التلمود فقد أعدم المسيح تنفيذاً لحكم محكمة دينية سليمة بتهمة الوثنية وتحريض اليهود على عبادة الأوثان، واسم يسوع يمثل لليهود رمزاً لكل ما هو رديء والأناجيل مكروهة ولا يسمح الاستشهاد بها وينظر اليهود للمسيحية باعتبارها ديانة وثنية وموقف الصهيونية من الإسلام عدائي أيضاً، وينعت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم عند اليهود بالمجنون ويجب القضاء عليه هكذا ورد في نصوص التلمود وبروتوكولات حكومات صهيون.
ومن جهة أخرى تضج نصوص التلمود وبروتوكولات حكومات صهيون وعلم الكلام اليهودي وفتاوى الحاخامات بالتحريض على القتل والتدمير تماماً كما هو النص الأحمر الارهابي لدى من نسبوا انفسهم للاسلام، فالحاخام مردخاي الياهو الذي يعد المرجعية الدينية الأولى للتيار الديني القومي في الكيان الإسرائيلي يقول “اذكر عدوك وأبده”، أيضاً وفي سياق آخر يقول الحاخام الأكبر للكيان الإسرائيلي براهام شابير في رسالة وجهها الى مؤتمر شبابي صهيوني عقد في بركلن في أمريکا يقول “نريد شباباً يهودياً قوياً أو شديداً يدرك أن رسالته الوحيدة هي تطهير الأرض من المسلمين الذين يريدون منازعتنا في أرض الميعاد، يجب أن تثبتوا لهم أنكم قادرون على اجتثاثهم من الأرض، يجب أن نتخلص منهم كما يتم التخلص من الجراثيم و الميكروبات”. فماذا عن عقيدة القتل في الثقافة التلمودية والصهيونية، ولماذا يريد تحويل الأنظار إلى الخطر الأصولي الإسلامي وإعفاء الداعشية الصهيونية من القتل الممنهج ضد الفلسطينيين والعرب قبل وبعد وعد بلفور البريطاني المشؤوم؟
داعش والنصرة والقاعدة والمجموعات الارهابية التي تدّعي الانتساب إلی “الاسلام” ملأت الدنيا وشغلت الناس في القارات الخمس وفي الاعلام الغربي والشرقي والافريقي وما الى ذلك، ويبدو أن هناك من يود أن تتحول الشعوب العربية والعالمية عن الارهاب الصهيوني الى الارهاب الأصولي التكفيري، والغفلة عن الارهاب الأصلي المنبعث من العقيدة التلمودية الصهيونية. ويقول المطلعون على العقيدة التلمودية الصهيونية إن العقيدة الأصولية هي نابعة من التلمودية اليهودية، هذه العقيدة هي نابعة من دفائن نفسية راسخة عند الصهاينة تنطلق أولا من عقيدة الشعب المختار، فبهذه العقيدة هم يستعلون على باقي الشعوب وهذا ما يدفعهم الى استباحة الدماء والقتل.
وبالعودة الى بعض الكتابات الواردة في التلمود والتي تدل على الداعشية الصهيونية يقول الكتاب “يعتبر اليهودي الوثني الذي لا يتهود والمسيحي الذي يبقى على ديانته كلاهما عدو الله وعدوهم”. أيضاً في التلمود “يعتبر كل خارج عن دينهم ليس بانسان والذي لا يصح أن تستعمل معه الرأفة”، أيضا يقولون في التلمود “فاذا تقدمت لمدينة لقتالها فادعها أولاً للسلام، فاذا أجابتك بالسلم وفتحت لك أبوابها فكل القوم الذي فيه يكون لك تحت السخرة ويخدمك، وان لم تسالمك وحاربتك فحاصرتها وأسلمها الرب الى يدك فاضرب كل ذكر بحد السيف وأما النساء والأطفال والبهائم فاغتنمها لنفسك”، أيضاً نص آخر في الاصحاح الثالث عشر يقولون فيه “فاضرب أعناق سكان المدينة بحد السيف وحرمها بكل ما فيها واضرب بحد السيف حتى بهائمها واجمع غنائمها كلها الى وسط ساحتها وأحرق بالنار تلك المدينة”.
مما ظهر من العقيدة التلمودية هو شيء قليل أمام الأقاويل الكثيرة التي تدعو الى الارهاب الصهيوني، ومن الواضح أن هناك علائم اشتراك كثيرة بين الداعشية الصهيونية والداعشية الارهابية اللتين تدعوان الى الارهاب التلمودي ذاته، ولكي نتخلص من الارهاب الداعشي الصهيوني التلمودي علينا بقطع رأس الأفعى الذي يتمثل في ارهاب الدولة وهو الحركة الصهيونية والارهاب الأحمر الداعشي، ورأس الأفعى هو أمريكا التي تمارس ارهاباً في الاقتصاد وارهاباً في الأخلاق والعسكر والأمن وقبلها بريطانيا التي أعطت وعد بلفور المشؤوم، فعندما نقتل رأس الأفعى، والأذناب تسقط لوحدها كما قال الشاعر الفلاح “ان كنت شهماً فألحق رأسها الذنب”.
المصدر / الوقت