التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

هولاند في زيارة غير بروتوكولية إلى لبنان.. ماذا يحمل في جعبته؟ 

يزور الرئيس الفرنسي “فرانسوا هولاند” لبنان اليوم في زيارة وصفت بزيارة العمل بسبب الفراغ في سدة الرئاسة اللبنانية. وتأتي الزيارة ضمن جولة مكوكية على عواصم المنطقة أراد “هولاند” أن تكون بدايتها من بيروت على غرار زيارته الأخيرة للبنان عام 2012 والتي أتت على طريق رحلته للسعودية في ذلك الوقت. ورغم أن زيارته لبيروت ليست مرتبة مسبقا على عكس بقية رحلته إلى أن دلالاتها قد تكون أبعد وأكبر من باقي رحلته التي ستشمل عدة دول في المنطقة.

أما عن برنامج الزيارة فمن المفترض أن يلتقي “هولاند “برئيس المجلس النيابي “نبيه بري” ورئيس الحكومة “تمام سلام” إضافة إلى لقاء من المفترض أن يجمعه مع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب “محمد رعد” والذي تتحدث مصادر عن امكانية الغائه من قبل حزب الله بسبب كلام عن اعتبار اللقاء محصورا بالجزأ النيابي للحزب لا السياسي ككل. كما سيتخلل الزيارة جولة على أحد مخيمات النازحين السوريين في البقاع وتفقد القوات الفرنسية العاملة ضمن اليونيفل في الجنوب اللبناني.

أما لجهة التأثير الداخلي اللبناني للزيارة وتحديدا في موضوع انتخاب رئيس للجمهورية، تشير المعلومات أن هولاند سيحث المسؤولين الذين سيلتقيهم على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، واللافت أنه لن يلتقي بالعماد ميشال عون في مجمل لقاءاته، وهنا يؤكد محللين على تراجع دور فرنسا في هذا الشأن أمام الدورين الايراني والسعودي الأكثر فعالية وتأثيرا على الساحة الداخلية حتى المسيحية منها. وهذا التراجع الفرنسي ينعكس على كافة الملفات الأخرى وليس فقط ملف الرئاسة. وفي نفس السياق علت بعض الأصوات المسيحية لتقول إن شعبية هولاند في فرنسا والتي بلغت الحضيض لا تسمح له بأن يتدخل بالشأن الداخلي اللبناني، ولا أن يحدد وجهة الانتخابات الرئاسية ولا أن يدعم مرشحين على حساب آخرين.

هذا ومن اللافت ذكره أن فرنسا ومنذ عهد “جاك شيراك” قد حصرت الملف اللبناني بيد الحريرية السياسية بدأ من “رفيق الحريري” واستمرارا مع وريثه السياسي “سعد الحريري”. وهذه السياسة الفرنسية استمرت في عهد “نيكولا ساركوزي” واليوم في عهد “هولاند” الذي استقبل “سعد الحريري” استقبال الرؤساء في قصر الاليزه مقابل إبعاد متعمد للأطراف المسيحية وبالخصوص الأساسية منها عن الساحة الفرنسية والاكتفاء بعلاقات مسيحية مع مجموعة من السياسيين الذين لا يملكون حيثية شعبية كبيرة.

ومن جهة أخرى وحول في ملف النازحين السوريين الذي يدور الحديث حول إمكانية توطينهم في البلاد التي نزحوا اليها، ففي جعبة “هولاند” الكثير ليدلي به، فرغم ما يشاع حول دفاع فرنسا عن لبنان ضد مشروع توطين اللاجئين إلا أن الخطوات العملية على الأرض تشير إلى العكس. حيث كان من المقرر أن يدعم الاتحاد الأوروبي لبنان بملغ ألف يورو مقابل كل لاجئ متواجد على أرضه. أي من المفترض تقديم ما يزيد عن ملياري يورو للدولة اللبنانية لمساعدتها في تقديم العون للنازحين وتأمين ظروف الحياة الكريمة إلا أن “هولاند” قد أمسك بقرار المساعدات ولم يقدم إلى اليوم إلا اليسير من هذا المبلغ، ويعزو البعض السبب إلى الضغط على لبنان لتمرير مشاريع لا ترضى به كافة الأطراف اللبنانية.

ويأتي هذا السفر أيضا في ظل التطورات في السياسة الخليجية وخاصة السعودية اتجاه لبنان، فالسعودية أوقفت منذ فترة ليست ببعيدة المساعدات التي كان من المقرر تقديمها للجيش اللبناني عبر فرنسا. وهذا الموضوع من أشد الأمور تأثيرا على قدرة الجيش اللبناني في مواجهة التنظيمات التكفيرية المسلحة التي تحيط بلبنان وتتهدد أمنه ولم تسعى فرنسا ازاء هذا الأمر إلى تحريك ساكن رغم التأكيدات الدائمة على دعم الجيش في تثبيت الأمن في لبنان. وكانت الأخيرة قد قدمت ما مجموعه 48 صاروخ ميلان للجيش ضمن هبة فرنسية وصفها بعض القيادات اللبنانية بازدراء قائلين بأنه في زمن الحرب الأهلية كانت تملك الاحزاب المتقاتلة مئات من هذه الصواريخ التي لا قيمة لها اليوم.

إذا يبدو أن هذه الزيارة لن تكون سوى رحلة استعراضية ومحاولة استعادة بعض من خيوط اللعبة اللبنانية التي كانت تمسك بها فرنسا قديما، ولكن يبدو أن هذا الأمر لن يكون سهلا وسط معادلات جديدة في المنطقة. يبقى الخوف لبنانيا من أن يتمكن “هولاند” من تمرير مشاريع تهيئ لتوطين النازحين السوريين وهو الذي يقلق لبنان الصغير بمساحته والذي يختزن ما يكفي من مشاكل لابقائه غير مستقر.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق