” آشتون كارتر ” في شرق اسيا .. لحماية حلفاء امريكا ام لِلَجْم التنين الصيني !
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن رحلة مكوكية سيقوم بها الوزير “اشتون كارتر” تشمل دولا شرق اوسطية وشرق اسيوية والهدف كما ذكر بيان البنتاغون تسريع وتيرة هزيمة داعش ولتعزيز التوازن في آسيا. وأوضح البيان أن الرحلة ستستمر أسبوعين لمنطقة آسيا-المحيط الهادئ والهدف على حد تعبيرهم ترسيخ اعادة التوازن في تلك المنطقة والتي تعتبر أولوية أمريكية حاليا إضافة إلى أولوية هزيمة داعش.
هذا وأضاف البيان أن “كارتر” سيزور الهند والفلبين لبحث تعزيز العلاقات القديمة وإقامة علاقات جديدة مؤثرة على أمن أمريكا المتنامي. وسيعقب زيارته للهند والفلبين زيارة الامارات والسعودية لبحث قتال تنظيم داعش الارهابي على حد تعبيرهم.
أما حول الهدف الأمريكي من هذه الجولة فيؤكد الأمريكيون صراحة أنه بهدف تعزيز الأمن الأمريكي المتنامي، وبناء عليه يمكن القول أن الهدف الأساسي لأمريكا في المرحلة المقبلة سيكون لجم التنين الصيني في منطقة شرق آسيا والذي بات يهدد أمريكا اقتصاديا وسياسيا وعسكريا أكثر من أي وقت مضى. هذا ويؤكد الأمريكيون ومنهم “كارتر” على شعار الدفاع عن حلفائهم، وكان “كارتر” قد صرح في وقت سابق في مركز دراسات العلاقات الخارجية في نيويورك قائلا “إن كل دول الجوار الصيني طلبت منا القيام بخطوات أكثر في مواجهة الصين”. هذا في وقت أعلنت مصادر إخبارية أمريكية عن تعاون أمريكي هندي جديد في مجال صناعة مقاتلات حربية وتصميم حاملات طائرات إضافة إلى التعاون في مجال صناعة المحركات النفاثة. وهذا الكلام الأمريكي والتعاون المنقطع النظير مع الهند يؤكد أن أمريكا عقدت العزم على مواجهة النفوذ الصيني لاضعافه تحت عنوان مساعدة ودعم الحلفاء في شرق آسيا.
على صعيد متصل قام الأمريكيون خلال السنوات القليلة الماضية بمجموعة خطوات عسكرية من شأنها تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في المنطقة، وقد شجعت حلفائها على التعاون العسكري من خلال نشر سياسة الهلع من الصين التي يمكن تبتلع كل الدول المحيطة بها. وهذا يؤشر إلى مخطط أمريكي لاشعال حروب متنقلة في شرق آسيا من شأنها إضعاف الصين، وما التدريبات المشتركة التي يقوم بها الجيش الأمريكي والفلبيني خلال هذه المدة سوى خطوة صغيرة في هذا السياق.
المحور الآخر لرحلة “كارتر” هو تعزيز الحضور الاسيوي من بوابة الامارات والسعودية. فمن المقرر أن يحضر الأخير جلسة وزراء دفاع الدول الخليجية والتي ستُعقد قبيل عقد قمة مجلس التعاون الخليجي بحضور أوباما والذي من المقرر أن يصل إلى المنطقة في 21 نيسان أبريل الجاري. وهذه الزيارة ستكون خطوة جديدة في مسيرة التحركات الأمريكية لعسكرة المنطقة، وكان وزير الخارجية الأمريكي “جان كيري” قد أعلن مؤخرا خلال لقاء له في البحرين رسميا عن نية أمريكا وحلف الناتو تعزيز التعاون العسكري مع الدول الخليجية من باب ما سماه محاربة الارهاب وتعزيز أمن المنطقة.
التعاون الذي يتحدث عنه الأمريكيون عادة ما يكون تحت عنوان ما ولكن لأهداف أخرى تماما، ويبدو أن الأمريكيون قد بدؤوا بحراك جدي لتنفيذ استراتيجية ما سمي بالارتكاز الاسيوي وذلك من خلال عسكرة المنطقة ونشر الفوضى فيها، فشرق آسيويا من الواضح أنهم بدؤوا بالتحضير لاشعال تلك المنطقة. وشرق أوسطيا حتما ضمن بنك أهدافهم الحقيقية تشديد أزمة الارهاب المستشري في المنطقة، والنتيجة لن تكون سوى ارتفاع منسوب الاجرام في دول المنطقة التي تعيش أصعب مرحلة في تاريخها ومنها العراق وسوريا واليمن إضافة إلى جنايات الصهاينة في فلسطين المحتلة.
المصدر / الوقت