التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

متى ينتصر الضمير العالمي للأسير الفلسطيني 

رباب سعيد
غدا ذكرى اليوم العربي للأسير الفلسطيني في وقت يتعرض فيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال الإسرائيلي ومنذ اللحظة الأولى لاعتقالهم،للتعذيب والتنكيل والإذلال والعنف الشديد والضغط النفسي الهائل، إذ تمارس إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ضدهم عمليات قمع وحشية ضاربة بعرض الحائط بالمواثيق والمعاهدات الدولية ومعايير حقوق الإنسان والالتزامات المتعلقة بها على النحو المحدد في ميثاق الأمم المتحدة والإعلان العالمي لحقوق الإنسان واتفاقية جنيف المتعلقة بمعاملة أسرى الحرب واتفاقية جنيف المتعلقة بحماية المدنيين وقت الحرب، في استهداف واضح للأرض استيطاناً وتهويدا، وللإنسان أسراً وتهجيراً وتشريداً ومعاناة مستمرة في ظل الاحتلال. مع غياب تام لدور الأمم المتحدة ودعاة حقوق الإنسان.
وفي هذا الوقت يقبع حالياً نحو 7000 أسير وأكثر من 700 معتقل إداري دون محاكمة وحوالي 480 طفل بالإضافة إلى 68 أسيرة و 6 نواب، موزعين حالياً على نحو 25 سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف دون محاكمات عادلة ويعانون من الممارسات اللا إنسانية المتواصلة كالقتل العمد بعد الاعتقال والتعذيب والاعتقال الإداري لفترات طويلة دون محاكمة والحبس الانفرادي.
ويعاني ما يقارب من 1700 أسير من أمراض مختلفة تعود أسبابها لظروف الاحتجاز الصعبة والمعاملة السيئة وسوء التغذية والإهمال الصحي وعدم تقديم العلاج المناسب وما يلاقونه من انتهاكات على المستوى المعيشي والإنساني التي تزيد من تفاقم الأمراض عندهم، بالإضافة إلى جثامين الشهداء الذين تحتجزهم إسرائيل في مقابر سرية.
إن استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي في التنصل من تنفيذ قرارات الشرعية الدولية وانتهاكها للقانون الدولي وتشريع قوانين التعذيب بحق الأسرى والمعتقلين وبأساليب محرمة دولياً تتنافى مع المواثيق الدولية والإعلان العالمي لحقوق الإنسان لن يؤدي إلى تحقيق الاستقرار والسلام المنشودين في المنطقة، فإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي شرعت التعذيب، حيث أن الإجراءات الإسرائيلية بحق الأسرى تتطلب وقفة دولية جادة، وفي هذا الصدد فإن المسؤولية باتت مضاعفة على كافة المؤسسات الدولية التي تدعو لتفعيل الملف دولياً واستخدام كافة الوسائل الممكنة والمشروعة لدعم الأسرى ومساندتهم لوضع حد لمعاناتهم المتفاقمة وإطلاق سراحهم وملاحقة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية أمام جهات الاختصاص الدولية.
وستظل قضية الأسرى والمعتقلين العرب في سجون الاحتلال الإسرائيلي في طليعة القضايا التي تتصدر اهتمامات الدول العربية حيث لا تدخر جهداً في سبيل إبراز تلك القضية في جميع المحافل الدولية والإقليمية حتى يتم إطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين والعرب.
وتهيب جامعة الدول العربية بالمجتمع الدولي وكافة المنظمات والهيئات الدولية المعنية بالضغط على سلطات الاحتلال الإسرائيلي لإطلاق سراح كافة الأسرى والمعتقلين وإلزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتطالب سلطات الاحتلال بتحمل المسئولية الكاملة عن حياة جميع الأسرى وخاصة المرضى منهم المحتجزين في ظروف صعبة وتمارس ضدهم سياسة الإهمال الطبي المتعمد.
وإذ نستذكر بكل بفخر واعتزاز صمود الأسرى فان المسؤولية باتت مضاعفة علي كافة المؤسسات الدولية والدول المعنية بعملية السلام في الشرق الأوسط وعلى رأسهم الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وتؤكد على دعمها لهم حتى ينالوا حريتهم، وتعيد التأكيد على أن الاستقرار لن يتحقق في المنطقة إلا بتحقيق السلام العادل والشامل المتمثل بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران/يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفقاً لمقررات الشرعية الدولية التي كفلتها كافة المواثيق الدولية.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق