السعودية تُفشل اجتماع الدوحة النفطي ، وتتذرع بأيران
فشلت 18 دولة من أعضاء منظمة أوبك و خارجها في اقرار اتفاق لتثبيت انتاج النفط، بعد أن تذرعت السعودية بايران وأبلغت الحضارين أنها ترغب في مشاركة جميع أعضاء أوبك في اتفاق التجميد.
الاجتماع المارثوني الذي عقد الأحد بالدوحة، واستمر لأكثر من 7 ساعات، فشل في تحقيق أي توافق يوقف التدهور الحاصل في أسعار النفط، على الرغم من توقيع روسيا والسعودية وقطر وفنزويلا اتفاق مبدئي في فبراير شباط الماضي، حيث أكد وزير الطاقة القطري محمد بن صالح السادة خلال مؤتمر صحفي عقده عقب الاجتماع إنه لم يتم التوصل إلى اتفاق على تجميد إنتاج النفط.
وأضاف السادة أن “المجتمعين يحتاجون إلى وقت إضافي لإجراء مشاورات ومباحثات حول تجميد إنتاج النفط”، مشيرا إلى أن الاجتماع استغرق وقتا طويلا بسبب مناقشة سيناريوهات كثيرة، مشيراً الى أن المجتمعين ناقشوا آلية تجميد إنتاج النفط التي سيتم اتباعها في حال تم الاتفاق على ذلك لاحقا.
واعتبر السادة أن تجميد الإنتاج سيكون أكثر فعالية في حال التزام الدول المنتجة للنفط ، مؤكدا في الوقت نفسه احترامه موقف طهران في عدم المشاركة في تثبيت الإنتاج ورفض تجميد النفط، معتبرا إياه أمرا سياديا.
روسيا: بعض الدول غير مواقفها
وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك وعلى الرغم من عدم التزام الرياض بالاتفاق مع روسي والذي تم في الدوحة يوم 16 فبراير/شباط الماضي على تجميد انتاج النفط، أكد أن الأبواب أمام منظمة اوبك غير موصدة.
وقال نوفاك في حديث للصحفيين إنه جرى خلال الاجتماع بحث إمكانية تجميد إنتاج النفط من دون مشاركة الدول التي لم تحضر مناقشات،مشيراً الى أن أن روسيا لا تنظر بتفاؤل كبير للتوصل إلى اتفاق جيد حول تجميد إنتاج النفط، مؤكدا أن الوضع غير سلبي بالنسبة لروسيا وللشركات الروسية التي تعمل في المجال النفطي.
وأكد الوزير الروسي أن بعض الدول المجتمعة غيرت موقفها واقترحت مشاركة كافة بلدان أوبك بالإضافة إلى دول المنتجين للنفط الكبار، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الأبواب غير موصده للتوصل إلى اتفاق، حيث ستكون هناك مشاورات بشأن تحديد إنتاج النفط.
وأكد نوفاك أنه جرى الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل مجلس استشاري لمراقبة الأوضاع وتنفيذ القرارات التي تم التوصل إليها في الدوحة، مضيفا أن الكرة حاليا في ملعب أوبك لتتفق فيما بين دولها.
ماذا تتضمن ورقة الاقتراحات:
يأتي اجتماع منتجي النفط في الدوحة بعد هبوط مرير شهدته أسعاره العالمية منذ منتصف عام 2014. ويبدو أن هذا الهبوط الذي أوصل الأسعار إلى نحو 27 دولارا للبرميل في يناير/كانون الثاني الماضي، أقنع تلك بعض القوى النفطية بتنحية منافساتها الاقتصادية والسياسية جانبا والجلوس على مائدة واحدة للوصول إلى صيغة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قبل أن تغير الرياض موقفها وترفض تنفيذ التزاماتها.
وتنص مسودة الاقتراحات في الدوحة بين منتجي النفط على ألا يتجاوز متوسط الإنتاج اليومي من النفط الخام المستويات المسجلة في يناير/ كانون الثاني الماضي، وسيستمر التجميد حتى الأول من أكتوبر/تشرين الأول من العام الجاري حين يلتقي المنتجون مرة أخرى في روسيا لمراجعة التقدم الذي تم إحرازه بتحقيق انتعاش مطرد في سوق النفط.
ايران تطالب بحقوقها بعد أن تم رفع الحصار المفروض :
ايران والتي تخلصت مؤخراً من العقوبات الاقتصادية، رفضت تثبيت مستوى إنتاجها النفطي قبل أن ترفعه من نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا في الوقت الراهن إلى ما كان عليه قبل العقوبات الغربية أي نحو أربعة ملايين برميل يوميا.وأكد وزير النفط الإيراني بيجن نمدار زنغنه الذي رفض ارسال أي ممثل عن بلاده إلى اجتماع الدوحة أن:”اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الإنتاج، لكن وبما أنه ليس من المقرر أن توقع إيران على هذه الخطة فإن حضور ممثل عنها الاجتماع ليس ضروريا”، حسبما أورد موقع الوزارة الإلكتروني.
وأضاف زنغنه : “أبلغنا بعض أعضاء “أوبك” وغيرهم مثل روسيا بأن عليهم قبول حقيقة عودة إيران إلى سوق النفط. إذا جمدت إيران إنتاجها النفطي عند مستوى يناير فهذا يعني أنها لن تستطيع الاستفادة من رفع الحظر”، مشيراً إلى أن صادرات بلاده من النفط انخفضت إلى مليون برميل يوميا، فيما كانت تتراوح قبل الحظر بين 2.3 و2.4 مليون برميل يوميا
.
بدوره اعتبر محافظ البنك المركزي الإيراني ولي الله سيف مطالبة السعودية بتجميد إنتاج النفط الإيراني أمرا غير منصف وغير منطقي.
وأكد المسؤول الايراني في حديث لقناة “سي إن بي سي” الإخبارية الأمريكية على هامش اجتماع صندوق النقد الدولي في واشنطن، أن حصة إيران من صادرات النفط في منظمة أوبك هي 2.4 مليون برميل في اليوم، مشيرا إلى أن هذه النسبة لم تتحقق في فترة الحظر فاندفعت بعض الدول لسد نسبة التراجع في حجم التصدير وضاعفت إنتاجها.
وشدد سيف على أن إيران ستسعي إلى سد نسبة التراجع في حصتها مؤكدا أن أعضاء منظمة أوبك هم المسببون الحقيقيون لانهيار أسعار النفط بنسبة 37 بالمائة.
السعودية تطيح بالاجتماع قبل بدئه وتتذرع بايران:
تصريحات المسؤولين السعودين قبل وبعد اجتماع الدوحة، أكدت أن لارغبة حقيقة للرياض في الخروج بأي اتفاق من المؤتمر، حيث صرح ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن بلاده قد تزيد إنتاج النفط فورا ويمكن أن تضاعفه على المدى الطويل في تصريحات اطاحت باجتماع الدوحة قبل بدئه.
وأضاف وزير الدفاع السعودي والذي يشغل منصب رئيس المجلس الأعلى لشركة أرامكو النفطية، في تصريحات لوكالة بلومبرغ أن المملكة لن تكبح إنتاجها إلا إذا وافق كل المنتجين الرئيسين الآخرين بما في ذلك إيران على تجميد الإنتاج.
تصريحات بن سلمان اعتبرت، رغبة سعودية في تشديد موقفها لاعتبارات سياسية بحتة،حيث تسعى الرياض من خلالها الى أضعاف الاقتصاد الايراني والروسي على حد سواء بسبب موقف البلدين اتجاه الأزمة السورية.
الكويت ايران ليست المشكلة:
الى ذلك اعتبرت مندوبة الكويت الدائمة في منظمة أوبك نوال الفزيع أن زيادة الإنتاج الإيراني ليست مشكلة في حد ذاتها، مؤكدة أن السوق الدولية متخمة بالنفط وفي ظل ضعف الطلب.
المصدر / الوقت