أنصار الله وأسباب الانضمام إلى محور المقاومة
وكالات – سياسة – الرأي –
إذا ألقينا نظرةً عامةً علي الوضع الراهن والتطورات في غرب آسيا، يمكننا بوضوح تحديد التطورات والمؤامرات الإقليمية؛ فمحور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الايرانية وعبر سياسة تعتمد إعادة النظر في الأمور، يسعي إلي إنشاء نظام جديد في غرب آسيا.
من ناحية أخرى، تحاول السعودية وبالاعتماد علي نهج محافظ، الحفاظَ على الظروف الإقليمية وتبذل كل جهدها لرفض أي تغيير، إلا إذا جاء على حساب محور المقاومة.
التطورات التي شهدتها البلدان العربية في السنوات القليلة الماضية والتي تسمي بـ “الصحوة الإسلامية”، قد وفَّرت الأرضية للمواجهة بين هذين التيارين أكثر من أي وقت مضى؛ بحيث أوجدت بطريقة أو بأخرى حالةً من الاستقطاب في غرب آسيا، وأصبحت الدول والحركات السياسية في المنطقة، تسلك كل واحدة منها طريق التحالف مع أحد هذين التيارين الرئيسين.
حركة أنصار الله اليمنية بوصفها واحدة من الحركات السياسية القوية التي انضم إليها الشعب اليمني، حاولت التصدي للسعودية التي تسعي للهيمنة علي اليمن. وهذا التصدي للمتآمرين الإقليميين والوقوف ضدهم، أدى إلى انضمام أنصار الله إلى محور المقاومة.
هناك مجموعةٌ من العوامل التاريخية والسياسية والاجتماعية والأيديولوجية، أدت إلى انضمام الشعب اليمني إلى محور المقاومة وانفصاله عن المحور المحافظ والسعودية، خصوصاً وأن الأخيرة وعبر عضوية اليمن في مجلس التعاون، كانت تبحث عن تحقيق المواءمة بين السياسات الداخلية والخارجية لليمن مع السياسة السعودية، التي تتماشي مع المحور الغربي والإسرائيلي.
هناك ستة عوامل مكَّنت حركة أنصار الله باعتبارها ممثل الفكر المقاوم في اليمن، من استقطاب معظم الشعب اليمني والتيارات السياسية في هذا البلد، وهي انتشار الوهابية في اليمن ومخاوف اليمنيين من ذلك، نشاط الجماعات التكفيرية مثل القاعدة وداعش، عدم كفاءة الحكومة اليمنية، إجراءات أنصار الله البناءة لتحقيق مطالب الشعب اليمني، التقارب الإيديولوجي مع إيديولوجية محور المقاومة، بالإضافة إلى المواجهة التاريخية مع السعودية وجهود اليمنيين لبناء التوازن معها في شكل التوازن الناعم.
بعد أكثر من ثلاث سنوات من بداية الثورة في اليمن، تشير الأدلة إلي غلبة تيار المقاومة في هذا البلد، والذي يتجسد في تحوُّل أنصار الله إلي أقوى حركة سياسية في اليمن. وأما بالنسبة إلي أسباب ذلك فيمكن الإشارة إليها ضمن أمور عدة منها شعور الشعب اليمني بالخطر بسبب نمو وانتشار الوهابية، حضور الجماعات الإرهابية التكفيرية مثل تنظيم القاعدة وداعش مؤخراً، وانتشار الفساد المالي والإداري بين المسؤولين اليمنيين، الأمر الذي سبَّب استياءً واسعاً في أوساط الشعب اليمني.
في هذه الأثناء، اعتبرت حركة أنصار الله أيديولوجية محور المقاومة طريق إنقاذ اليمن، وعبر متابعة مطالب شعبها عن طريق القيام بإجراءات بناءة، استطاعت جذب الجماهير اليمنية إلى هذه الحركة وبالتالي محور المقاومة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وجود السعودية على رأس محورها المحافظ، كان عاملاً مؤثراً في إبعاد اليمن عن هذا المحور وربطه بمحور المقاومة؛ لأنه، وفقاً للأدلة التاريخية، سعت الرياض دائماً لإضعاف اليمن وحتى احتلت أجزاءً من هذا البلد.
لقد كانت السعودية تنظر دوماً إلي جارتها الجنوبية نظرةً استعلائيةً، وقد فرضت على هذا البلد سياساتها، والتي كانت في كثير من الحالات على حساب المصالح الوطنية اليمنية. وهذا السجل جعل اليمنيين ينظرون إلى جارتهم الشمالية كتهديد دائم لهم، ويحاولون تعزيز موقفهم أمام السعوديين، إلي جانب الحد من نقاط ضعفهم. في مثل هذه الظروف، من الحكمة تماماً أن يقترب اليمن من محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الايرانية، وهي السياسة التي قد تبنتها الحكومة اليمنية الجديدة بقيادة حركة أنصار الله. انتهى
طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق