فوضى الثورات وموت الرجال اضاع الجولان
القاهرة – الرأي – رباب سعيد –
وسط تمزق الجسد العربي السوري بسبب الاحتراب الداخلي وتفكك مفاصل الدولة السورية اعلن بنيامين نتنياهو خطوة تصعيديه جديدة،تمثّل انتهاكاً صارخاً وسافراً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية الممثلة بقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف، بعد ان أعلن خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي عُقد لأول مرة في هضبة الجولان العربي السوري المحتلّ قبل يومين ” أن إسرائيل لن تنسحب من مرتفعات الجولان وأنها ستبقى تحت السيطرة الإسرائيلية للأبد وأنه يرفض التنازل عنها لأي طرف كان، وان الوقت قد حان كي يعترف العالم اجمع بأن الجولان إسرائيلية وأن خط الحدود في الجولان لن يتغير نهائيا مهما حدث على الجانب السوري من هذا الخط”.
إن هذه الخطوة الاستفزازية وتلك التصريحات غير المسئولة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، تعبّر عن استهتار وتعنت الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي تتصرف وكأنها دولة فوق القانون وفوق المحاسبة، ضاربة عرض الحائط بكافة الأعراف والمواثيق الدولية ذات الصلة، كما أن هذه التصريحات تأتي استكمالاً لتصريحات سابقة لرئيس الحكومة الإسرائيلية اعتبر فيها أن القدس الموحدة عاصمة أبدية لإسرائيل، فضلا عن تصريحات أخرى أوضح فيها رفضه التام بالالتزام بمرجعيات السلام العادل والدائم والشامل القائم على مبدأ الأرض مقابل السلام، وخطة خارطة الطريق، والالتزام بحل الدولتين، إضافة إلى تصريح سابق حول رفضه لمبادرة السلام العربية عاداً إياها بأنها “أصبحت خلف ظهره” في الوقت الذي تحظى فيه هذه المبادرة بقبول وتأييد العالم كله عدا (حكومة اسرائيل المتطرفة).التي استغلت ما يحدث في الجسد السوري من تمزق بسبب حراب الجماعات المتطرفة المتعاونة مع اسرائيل من اجل سرقة الجولان علي مراى ومسمع من مجلس الان !!!
ان مصرقيادة وشعب والدول العربية تُعيد التأكيد على عروبة الجولان العربي السوري المُحتلّ، وعلى حق الشعب العربي السوري في السيادة على هذا الجزء من الأرض العربية، وعلى حقه في استغلال موارده الطبيعية وفق القرارات الدولية ذات الصلة ومن بينها قرار مجلس حقوق الإنسان رقم 31/L.31 بتاريخ 21 مارس 2016 الصادر في دورته الحادية والثلاثين الذي أكد على أن جميع التدابير والإجراءات التشريعية والإدارية التي اتخذتها إسرائيل بهدف تغيير طابع الجولان السوري المحتل ووضعه القانوني لاغية وباطلة وتشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي ولاتفاقيات جنيف.
وان كل الجكومات والمؤسسات تطالب المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) للالتزام بجميع قرارات الشرعية الدولية خاصة قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 والقرار رقم 338 لعام 1973 والقرار رقم 497 لعام 1981 والتي أكدت جمعيها على وجوب الانسحاب الإسرائيلي الكامل من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المُحتلة بما فيها الجولان العربي السوري المحتلّ.
ان الشعوب العربية بكل حكومتها وعلى رأسهم مصر ترى ما يحدث من تمزق في الجسد العربي بسبب المنظمات الإرهابية التي هي صنيعة اسرائيل من اجل سرقة وتقسيم وحدة اراضيه لذا تُحذر إسرائيل “العدو الصهيوني” (القوة القائمة بالاحتلال) من مغبة استغلال الأزمة السورية الحالية من أجل تبرير استمرار احتلالها للجولان العربي السوري المُحتل، وتؤكد أن التصريحات الإسرائيلية الأخيرة بشأن الجولان العربي السوري المحتل إنما تهدف إلى إفشال الجهود الدولية الرامية لعقد مؤتمر دولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وفق المقترح الفرنسي، وتؤكد على أن تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة لن يتحقق إلا بالاستجابة لمتطلبات السلام وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها الجولان العربي السوري المحتل، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو/حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.