التحديث الاخير بتاريخ|الإثنين, ديسمبر 23, 2024

أسطورة الاعتدال المسلح في سوريا.. أحرار الشام وجيش الاسلام تحت عباءة النصرة وداعش 

وكالات – سياسة – الرأي –
لم تكن محاولات واشنطن السابقة في التنقيب عن معتدلين في الساحة السورية سوى كالبحث عن قطعة قش وسط كثبان رملية عملاقة وسط صحراء قاحلة، حاولت أمريكا سابقاً تشكيل ميليشيات مسلحة ودعمها عسكرياً ولوجستياً وتدريبها، لكن معظم تلك الجماعات تحول إلى التطرف والتحق معظم مقاتلوها إلى كائنات داعشية، ولقد كانت آخر دلائل الفشل الأمريكي في التنقيب عن معتدلين، هو البرنامج الأمريكي لتدريب خمسة آلاف معتدل، لم تستطع واشنطن أن تجد منهم سوى 64 مقاتلاً ثم ما لبث أن انخفض عدد هؤلاء إلى خمسة مقاتلين بعد أ، التحق كثيرون في صفوف داعش أو النصرة رغبة بالمال والنساء والسلطة، أو خوفاً من التهديد، الخمسة المتبقين كانو ثمرة الجهد الأمريكي في تشكيل “جيش من المسلحين المعتدلين” وسط تزايد المد التكفيري على الساحة السورية وسيطرة جبهة النصرة على سبيل المثال على العديد من الجماعات التي كانت ضمن احتمالات واشنطن لتحويلها إلى حركات معتدلة.
وعلى الرغم من مشاركة ميليشيا جيش الإسلام في وفد معارضة الرياض بجنيف، إلا أن موسكو أعلنت مؤخراً بأن هذه الميليشيا بالإضافة إلى حركة أحرار الشام الإسلامية حركات إرهابية لا تختلف عن داعش والنصرة، أما الأمريكيون فهم يدرسون إرسال عناصر من القوات الخاصة إلى سوريا، من أجل مساندة جماعات مسلحة في قتال داعش، ما يعني أن واشنطن مقتنعة بأنها الآن أمام خيار دعم أي جماعة تعلن استعدادها لقتال داعش، حتى لو اتفقت معه عقائدياً لكن اختلفت معه على الأهداف والأجندات والطموح، بمعنى آخر لا يهم أمريكا إن لم تستطع إيجاد معتدلين ، ما يهمها الآن هو استغلال أي جماعة مسلحة لقتال داعش، المهم أن لا تصل إلى مرحلة تجد نفسها مجبرة على الاعتراف بالجيش العربي السوري كقوة برية وحيدة قادرة على قتال الإرهاب الداعشي.
لكن ماذا بالنسبة للجماعات المسلحة الأخرى الرديفة لتنظيم داعش كجبهة النصرة مثلاً، حيث نشرت صحيفة الفيغارو الفرنسية تقريراً يشير إلى أن الجبهة تسعى إلى إقامة إمارة إسلامية في ادلب على غرار الإمارات الإسلامية التي أعلنها تنظيم داعش في الرقة وغيرها، ما يضع واشنطن أمام تحدٍ آخر، ماذا ستفعل بتلك الجبهة وهل ستعتبرها عدواً كداعش بحسب ما تروج عن التنظيم؟ أليست جبهة النصرة هي ذاتها التي دافعت عنها شخصيات من المعارضة السورية أمثال معاذ الخطيب وميشيل كيلو عندما رفضوا إدراجها على لائحة الإرهاب الإمريكية، حتى إن التحالف الدولي في حربه على داعش لم يقم بتسديد ضربة واحدة ضد جبهة النصرة علماً بأنه يعلم أين تتواجد وتنتشر! . انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق