التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

السعودية …. كش ملك 

المخططات التي ترسمها واشنطن لمنطقة الشرق الأوسط عمومًا وللمنطقة العربية خصوصًا لا تهدد الدول المقاومة لسياسات واشنطن فحسب، بل لهذه المخططات فواتير وأثمان باهظة تلقيها واشنطن على عاتق حلفائها متجنبة أدنى الخسائر ومبعدةً نفسها عن أي تبعاتٍ سياسية واقتصادية لأعمالها ومشاريعها في المنطقة.

من العراق وسورية إلى ليبيا والسودان مرورًا باليمن، كل هذه الدول تشهد أزمات مفتعلة تحتاج إلى تمويلٍ هائل ترى واشنطن نفسها غير مضطرة لدفع أي جزء من تكلفة هذه الأزمات مادام هناك من يرغب بتمويل هذه المشاريع ويبدي “كرمًا” عربيًا لتوفير السلاح اللازم لرسم مخططات واشنطن والعمل على إنجاحها، ولهذا بتنا نرى أن دول مجلس التعاون باتوا يعانون تدهورًا اقتصاديًا كبيرًا نتيجة اشتراكهم في المخططات الأمريكية التي لم يعد فيها أي مكان للتراجع.

وصل إنفاق دول مجلس التعاون وعلى رأسهم السعودية إلى أرقام مخيفة، حتى أن الرياض ولأول مرة منذ عقود اضطرت أن تقترض 10 مليارات من البنوك الدولية لتغطية عجز الميزانية الذي بلغ نحو 100 مليار دولار العام الماضي، الأمر الذي يعكس الضغوط المتزايدة على المالية العامة في أكبر بلد مصدر للنفط فى العالم، وهذه الضغوط ناتجة عن سياسات الرياض حيال متغيرات المنطقة والأوضاع الراهنة التي تعيشها.

الأزمة الاقتصادية لا تمس السعودية وحدها، إذ أن كل من يسير على درب سياسة الرياض بات يعاني مشاكل اقتصادية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك شركة “سعودي أوجيه” والتي يديرها سعد الحريري، هذه الشركة تعتبر من أضخم الشركات السعودية إذ تضم 56 ألف عامل وموظف وقد بلغت إيراداتها عام 2010 ثمانية مليار دولار، وفي بدايات انطلاقتها كانت شركة مقاولات وأشغال عامة وفيما بعد تم توسيع نشاطاتها لتشمل الاتصالات والعقارات والطباعة إضافة إلى خدمات الحوسبة الأخرى، وهذه الشركة مملوكة لعائلة رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري وعبد العزيز بن فهد آل سعود.

منذ عام 2013 بدأت شركة “سعودي أوجيه” تواجه صعوبات اقتصادية متزايدة وصلت إلى حدٍ اضطرت فيه هذه الشركة العملاقة إلى عدم تسديد أجور موظفيها لأكثر من 5 أشهر، بالإضافة إلى إغلاق حساباتهم المصرفية ولم يعد باستطاعتهم دفع تكاليف المدارس لأبنائهم، كما أن العديد من العمال لم يتمكنوا من تجديد بطاقات إقامتهم، وتخطى التدهور الاقتصادي في الشركة كل المقاييس حتى أن السفارة الفرنسية في الرياض اضطرت للتدخل لحماية حقوق الموظفين الفرنسيين، عندها اضطرت “سعودي أوجيه” إلى تسديد أجور شهر واحد فقط.

أن تستدين السعودية فهو أمر ليس بالغريب كثيرًا فهي تقود عدوانا على اليمن منذ أكثر من عام كامل الأمر الذي عجز عن فعله الكيان الإسرائيلي المختص بإشعال الحروب!، الغريب في الأمر أن شركة بضخامة وانتاجيّة شركة “سعودي أوجيه” تواجه هي أيضًا مصير الإفلاس، هذا الأمر يشكك بقدرة سعد الحريري على إدارة شركة واحدة يقاسمه أمراء آل سعود نصفها، فهل سينجح سعد الحريري في إدارة لبنان في حال وصوله إلى رئاسة الحكومة!.

الأزمة الاقتصاية التي تمر بها السعودية وحلفاؤها ليست إلا ناتج سياسات الحقد الذي زرعته أمريكا في المنطقة، فالسعودية باتت في الآونة الأخيرة تبيع نفطها بسعر أبخس من سعر الماء المعدني بهدف زعزعة الاقتصاد الإيراني والاقتصاد الروسي، وخاصة بعد أن نجحت إيران في التوصل إلى اتفاق مع الغرب بشأن برنامجها النووي، ومنذ ذلك الحين بدأت السعودية بالسعي للتضييق على طهران وإلحاق الأضرار السياسية والاقتصادية بشتى الوسائل حتى ولو اضطرت إلى الإضرار بنفسها، بعبارة أخرى باتت السعودية تعمل وفق سياسة الطاعن نفسه ليقتل ردفه.

السعودية خاطرت بماء وجهها وبكل ما تملك من أجل تنفيذ المخططات الأمريكية، وهذا يعني أنه فشل هذه المخططات سيجعل واشنطن تضطر إلى إزاحة السعودية من قائمة حلفائها، فالسجل الأسود الذي ملأته الرياض سيدفع أمريكا إلى الإطاحة بالسعودية لحفظ سمعة واشنطن وإبعاد السياسة الأمريكية عن سمعة “دعم الإرهاب” الذي بات قرينًا لسياسات السعودية في المنطقة، فأمريكا جاهزة للتضحية بوزيرها السعودي لإنقاذ مُلكها المتبقي في المنطقة، وصناع القرار في السعودية يدركون أنهم سلكوا طريقًا لا رجعة فيه فإما قاتل أو مقتول.
المصدر / الوقت

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق