البيشمركة تهاجم قضاء طوز خرماتو العراقي ، وتحرق ديوان الوقف الشيعي فيه
اندلعت اشتباكات عنيفة في قضاء طوزخرماتو العراقية على أثر اقتحام قوات البيشمركة للقضاء في محافظة كركوك، مما استدعى تصدي قوات الحشد الشعبي التركماني لهم، وقطع الطريق بين بغداد وكركوك.
وأكد بيان صادر عن قوات الحشد العراقية، مقتل قائد القوة العسكرية التي “اقتحمت” قضاء الطوز، مبيناً أن الحشد التركماني دمر دبابتين تابعتين للقوات الكردية (البيشمركة)، فيما أشار الى وصول تعزيزات عكسرية من قوات الحشد الشعبي الى معسكر “بيراوجلي” في القضاء العراقي.
وأشار البيان الى أن قوات البيشمركة استخدمت الدبابات والأسلحة الثقيلة، واشار الى أن خمس قذائف على الاقل استهدفت مبنى ديوان الوقف الشيعي، وتعرض جزء منه الى الدمار، في حين واصلت القوات الکردیة قصف الاحیاء الترکمانیة فی القضاء بمختلف انواع الاسلحة.
واضاف البيان إن “الحشد التركماني استهدف دبابتين للقوات الكردية المعتدية على قضاء طوز خورماتو مما ادى الى حرقهما بالكامل”، مشيراً الى مقتل معاون آمر لواء في البيشمركة الكردية التي اقتحمت طوز خورماتو اثناء الاشتباكات مع قواتنا”.
ولفت البيان، الى “وصول تعزيرات عسكرية من قوات الحشد الشعبي ” كتائب سيد الشهداء الى معسكر الدعم اللوجستي في (بيراوچلي) لتعزيز الامن فيه وحمايته من اي تعرض قد يتعرض له من قبل القوات الكردية”.
بدوره وجه القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قيادة العمليات المشتركة، اليوم الاحد، بأتخاذ إجراءاتها العسكرية في قضاء طوز خرماتو في محافظة كركوك.
وذكر بيان لمكتب العبادي تلقت وكالة كل العراق [أين] نسخة منه اليوم ان “العبادي وجه قيادة العمليات المشتركة باتخاذ جميع الاجراءات العسكرية اللازمة للسيطرة على الموقف في طوز خورماتو وايقاف تداعيات الاحداث المؤسفة التي ادت الى وقوع عدد من الضحايا”، وأشار الى ان ” تم الاتصال بجميع القيادات لنزع فتيل الازمة وتركيز الجهود ضد العدو الارهابي المشترك المتمثل بعصابات داعش الإرهابية”.
وفي الطرف المقابل،قال ملا كريم شكر، المسؤول في الاتحاد الوطني الكردستاني، بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني، إن المعارك مستمرة في معظم احياء القضاء، موضحًا أن آمر قيادة الدفاع في قوات البيشمركة العميد سيروان شقلاوي ومواطنًا كرديًا آخر قد قتلا في الاشتباكات.
بدورها أعلنت لجنة الامن والدفاع في البرلمان العراقي انها ستتخذ الاجراءات لمحاسبة الجهة التي تسببت بتأزم الاوضاع الامنية في مدينة طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين.
فيما اتهم عضو ائتلاف المواطن فادي الشمري، الأحد، من وصفهم بـ”منفلتي” البيشمركة بطعن الحشد الشعبي بالظهر، محذرا من أنهم يسعون لتحويل القتال من محاربة “داعش” إلى اقتتال داخلي، فيما دعا الجميع الى التحرك سريعا لـ”وأد الفتن”.
وقال الشمري: “في الوقت الذي يسترخص فيه الحشد الشعبي الدماء طاعة للمرجعية ولتحرير شعبنا بكل أطيافه من “داعش” والجماعات الارهابية ينبري المنفلتين في البيشمركة للطعن في الظهر”، معتبرا “أنهم يسعون لتحويل بوصلة القتال من محاربة “داعش” إلى اقتتال داخلي بين الإخوة”، ودعا الشمري كل الأطراف الى “نزع فتيل الأزمة والاحتكام الى لغة المنطق والعقل في اقتلاع كل من يثير الأزمات ويفتعل المشاكل ويزهق الأرواح”، مطالبا الجميع بـ”تحمل مسؤولياتهم والتحرك سريعا لوأد الفتن”.
وفي هذا السياق قال رئيس كتلة بدر النيابية قاسم الاعرجي ان “الخلافات الداخلية اكثر خطورة على البلاد من تهديد عصابات داعش الإرهابية”، بينا اكد رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي انه “سيتم محاسبة كل المتورطين في تأيم الموقف الأمني في طوز خرماتو، وتسببوا بسقوط ضحيا”.
وعلى وقع الاشتباكات وصل وفد عسكري عراقي رفيع الى قضاء طوز خورماتو للتحقيق بملابسات قصف قوات البيشمركة الكردية للاحياء التركمانية في البلدة ، وقد ناشد الاهالي التركمان الحكومة العراقية لاجبار القوات الكردية على وقف القصف المدفعي الذي ادى الى اصابة العديد من ابنائها، وقال مصدر مطلع، إن “وفدا عسکریا رفیع المستوى من وزارتی الدفاع والداخلیة والاستخبارات العسکریة وصل صباح الیوم الاحد ، الى قضاء طوز خورماتو للتحقیق بملابسات الاحداث الأخیرة”، وأضاف المصدر، أن “الاشتباکات والمناوشات لاتزال مستمرة بین ابناء القضاء والقوات الکردیة فی حیي العسکري والجمهوریة وسط القضاء”.
يذكر ان طوز خورماتو تقع في شمال العراق في محافظة صلاح الدين، وتتتكون من مركز قضاء وثلاث نواحي، وهي من المناطق المتنازع عليها بين العرب والاكراد، وقد شهد قضاء طوز خرماتو اندلاع اشتباكات في تشرين الاول (أكتوبر) الماضي استمرت اسبوعين، وادت الى مقتل 21 شخصًا واصابة 68 آخرين وحرق وتدمير 300 محل ومنزل.
المصدر / الوقت