بروكنجز الدوحة ینظم ندوة حول إمكانية التقارب بين إيران والسعودية
الوقت – في الوقت الذي تشهد العلاقات الايرانية السعودية توترا منذ عدة سنوات نظم مركز بروكنجز الدوحة ندوة في السابع من أبريل حول إمكانية التقارب بين إيران والسعودية. وشارك في الندوة “جمال خاشقجي” (المستشار السابق لجهاز المخابرات السعودي) و”سيد كاظم سجادبور”، سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة، و “خالد الجابر”، مدير مركز الشرق للأبحاث واستطلاع الرأي، و”ناصر هاديان”، أستاذ في العلوم السياسية بجامعة طهران، وأدار الجلسة “إبراهيم فريحات” الذي اشار إلى أهمية العلاقات الإيرانية – السعودية طالبا من المشاركين شرح الخطوات التي يمكن اتخاذها لتحسين هذه العلاقات.
وقد قال “خاشقجي” في بداية الندوة “لا بدّ ان نتكمن من التوصل إلى تقارب… لما فيه خير الجميع”، وأشار أن لا مواجهات مباشرة أو نزاعات حدودية بين إيران والسعودية، وادعى “خاشقجي” ان “المشكلة تكمن في توسعية إيران” وتحدث عن العلاقات الجيدة التي جمعت بين البلدين في التسعينيات، إلا أنه قال إن هذه العلاقات تدهورت حين بدأت إيران بالحضور في العراق وكذلك في سوريا ولبنان والآن في اليمن، واضاف ان التدخل السعودي العسكري في اليمن كان ردا على السياسة التوسعية لايران! وختم قائلاً: ” ما يقومون به هو غير مقبول”.
اما “سجادبور” فقد اكد ضرورة التعاون والتعايش بين ايران والسعودية، لا سيما وأن لا سعة أمام الدولتين للتحول، وقال “سجادبور” إن تقييم الزملاء العرب القائل بأن إيران هي السبب وراء كلّ المشاكل لا يقدم أي مساعدة، وأشار إلى أن السعودية تحاول تحويل الاهتمام عن مشاكلها الداخلية. وأضاف “سجادبور” أن السعودية تسعی إلى تغيير الأنظمة وإعادة رسم الحدود.
من جهته شبه “الجابر” الخصومة بكرة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم، وأشار أنه رغم المؤتمرات والمحاضرات العديدة، لا يزال العرب والإيرانيون غير قادرين على تبني حلول أو اتفاقيات. وقال “الجابر” إن المشاكل الكبيرة التي يعانيها مجلس التعاون الخليجي والدول العربية مع الإيرانيين لا تمت للسنة والشيعة بصلة، إنما بالأجندة السياسية التي تتبناها هذه الدول في السنوات الأخيرة. وأكد “الجابر” أن المرء لا يعرف حين يتعلق الأمر بإيران إلى من يتوجه بالكلام – النظام أم المؤسسة العسكرية أم الأكاديميين – وأن الفريق الآخر غالباً ما يعيد إلى الوراء التطور الذي يتم إنجازه مع مسؤولي الحكومة، حسب تعبيره.
ولاحظ “هاديان” عمق سوء التفاهم بين النخبة الإيرانية والسعودية مؤكدا اهمية ايجاد حل بدلا عن القاء اللوم على بعضنا البعض و ذلك “من اجل اطفاء السنة اللهب التي تحيط بالمنزل الذي نعيش فيه جميعا”، وشرح أن ايران ترى في امريكا والكيان الاسرائيلي التهديد الأساسي، ولهذا تتواجد إيران في لبنان وسوريا والعراق – وليس لغرض منافسة السعودية. في المقابل، قال “هاديان” إن السعوديين يضعون إيران على رأس التهديدات التي تشكل خطراً عليهم، وقد وجهوا سياستهم الخارجية بناءً على ذلك. ورفض هاديان الطائفية كتفسير لسلوك السياسة الخارجية الإيرانية، مؤكداّ أن إيران تتحالف مع الجهات الثورية والصديقة، كما هو الحال مع فنزويلا وحركة حماس كمثالين من خارج الدائرة الشيعية.
ورد المشاركون في هذه الندوة على اسئلة الحضور حول دور كل من الدولتين في احداث المنطقة وادعى خاشقجي أن الحوار بالنسبة لإيران هو مجرد كلام بينما تواصل العمل العسكري، كما يحصل في سوريا واليمن، اما سجادبور فقد قال “لنكن صريحين، لا بدّ أن نعيش في هذه المنطقة، لا يمكن أن نقصي أي طرف”، وأضاف “أن فكرة اعتبار إيران خطراً هي فكرة مصطنعة، وأن الناس لم تعد تأخذها على محمل الجدّ”، وأشار هاديان إلى أن السعودية قد تدخلت في اليمن، لكنها لم تعطي إيران حقاً مماثلاً في سوريا. وأشار إلى أن إيران سعت إلى تطوير علاقات جيدة مع سلطنة عمان وقطر ودبي.
وفي ما يتعلق بالأمور الذي يجب القيام بها، قال خاشقجي إنه يتعين على إيران مغادرة المنطقة عسكرياً وأضاف أن لا مصالح شرعية لإيران والسعوديين في سوريا، وأنه من غير العدل بالنسبة للسوريين واليمنيين الموافقة على السياسة التدخلية الإيرانية. وأشار سجادبور أنه يتعين على إيران والسعودية أن تفهما كيف ترى كلّ منهما سوريا والمصاعب في المنطقة. وأوصى بالنظر إلى العلاقات بطريقة غير عاطفية، والتخفيف من حدة التوترات، وتفكيك الأنظمة المعرفية، واقترح التركيز على الخطر المشترك المتمثل بالتطرف، وعلى التعاون الاقتصادي والبيئة.
وتطرق الجابر بدوره الى قضايا مثل الثورة البحرينية والجزر الايرانية الثلاث والطائفية وقال ان الدول العربية تأمل أن تبرم إيران اتفاقيات إسوة بما فعلته مع الغرب، إلا أنه يخشى الآن أن تستهدف الحكومة الإيرانية دول مجلس التعاون ضمن لعبة طويلة. وفي ما يتعلق بالجسور، قال الجابر: “أردناها بالأمس، ولكن ليس وفقاً للشروط الإيرانية”. ودعا هاديان إلى تبادل الباحثين والنخب والشباب، وكذلك إلى التبادل البنّاء للمعلومات عبر الإعلام. وشدد إلى ضرورة إعتراف النخب في كلا المجتمعين بمشاكلهم الخاصة كخطوة للتحرك في الاتجاه الصحيح.
المصدر / الوقت