التحديث الاخير بتاريخ|الجمعة, نوفمبر 15, 2024

السعودية ترعي مؤتمر الخرطوم الدولي للارهاب! 

وكالات – امن – الرأي –
أشاد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، بمواقف السودان الداعمة للقضايا الإسلامية ومن أبرزها مشاركته في التحالف العسكري الإسلامي ضد الإرهاب، وجاء ذلك اثناء لقائه الفريق أول محمد عطا، واهدائه اياه درع رابطة العالم الإسلامي.

وأكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، أن الرابطة دعت عدداً من العلماء والشخصيات الإسلامية المتخصصة في قضايا مكافحة الإرهاب للمشاركة في المؤتمر، مؤملاً أن تحقق جلساته مقاصدها في محاربة الفكر المتطرف الداعي لزعزعة الأمن والاستقرار في الدول الإسلامية.

ويناقش المؤتمر الذي بدأ فعالياته يوم الأربعاء، بالخرطوم، أربعة محاور رئيسة هي: أسباب ونتائج الإرهاب في أفريقيا، وأخطار وآثار التطرف الطائفي في أفريقيا، ومسؤوليات وجهود مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي، فيما يناقش المحور الرابع وسائل وآليات مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا.

من غرائب الاقوال ان نسمع ان شخصا ما يثمن دور السعودية فى مكافحة الارهاب ، فى حين ان عشرات الشواهد تنهض على دعم ال سعود والمؤسسة الدينية عندهم على دعم ورعاية الارهاب والعناية به ، وتوفير الاجواء المناسبة له لينمو ويشتد عوده ويقوى ، مثيرا الخلاف بين ابناء الامة ، مسلطا سيف التكفير بوجه من يخالفه، داعيا الى اجتثاث عدد كبير ومقدر من المسلمين من على وجه البسيطة ، واصفا اياهم بالمشركين ، مستهينا بمشاعر ملايين المسلمين فى مشارق الارض ومغاربها وهو يعمد الى نشر الكراهية وثقافة الالغاء ، وتدمير مراقد الصالحين ومزاراتهم ، شانا حربا شعواء على القباب والاضرحة ، متخذا من خلاف بسيط حول مسألة فقهية سلما الى القول بان كل من لم يقل بقوله مبتدع ضال ، بل مشرك والعياذ بالله

ان العالم اجمع يشهد على الدور القذر الذى لعبته المخابرات السعودية ، وبرعاية أمريكية وقد عاثت في الارض فسادا بتسويق وترويج وتمويل الارهابيين وانشطتهم ، واندمجت الأفكار المتطرفة الداعية الى الغاء الاخر بالمال النفطي السائب ، والملوث بالكراهية للجميع، مما اجرى الدم الحرام انهارا وسقط الابرياء ضحايا التطرف الوهابى المدعوم سعوديا.

إن الارهاب يحرق العالم ولم تسلم منه بفعة فى الارض بغض النظر عن دينها او عرقها ، فمن الذى زرع في عقل هؤلاء المهووسين هذه الفكرة التي تدفعهم للقتل، وسفك الدماء ، واسترخاص حياة الناس ؟

كثيرون ستكون اجابتهم وبلا تردد “إنها الوهابية…. الوهابية مرض العالم الإسلامي، بل وباء عم العالم كله، احتلت العقل المسلم، ومولت جماعات التطرف بالمال النفطي، وشيدت مراكز إسلامية بدول الغرب، ومولت جمعيات ومراكز السلفيين، وبثت سموم الكراهية ضد الآخر، الصوفى والاشعرى والمعتزلى ووجهت سيفها تجاه المختلف عنها مسلما او مسيحيا ، ولافرق مادام مختلفا مع المبانى الفكرية للوهابية ولا يقول بقولها ولايرى رؤيتها.

ثم الطامة الكبرى حين سيطرت “الوهابية” بأموال السعودية وقطر على شبكة الإنترنت، فحولت الإسلام إلى دين وهابي، يكره الآخر، ويكفره، ويعادي المختلف عنه، ويستبيح القتل، وينشر حد الردة”، وفق إدعائه ، وهاجر المخدوعون زرافاتا ووحدانا الى مناطق تسيطر عليها الجماعات التكفيرية فى الشرق الاوسط وعاثوا فى الارض فسادا ، يقتلون ويغتصبون ويحتلون ويدمرون ، وكل ذلك باسم الاسلام وهو منهم براء ، والمال السعودى يواصل التدفق اليهم غير ممنوع ولا مقطوع ، فكيف لنا ان نصدق ادعاء السعودية بمحاربة الارهاب

اسالوا المسلمين اتباع الطرق الصوفية، الذين يؤمنون بعقائد الامام ابو الحسن الاشعرى وخاصة فى شمال وغرب افريقيا ، كيف كان الاثر الوهابى السيئ عليهم ؟ وماذا حملت لهم الاموال السعودية غير المعتقدات الداعية للكراهية والعنف والقتل والتشفى باسم الاسلام.

السنوات المظلمة التى عاشتها الجزائر مثلا ، مطلع تسعينات القرن المنصرم كانت تشويها متعمدا لتعاليم الدين السمحاء ، وانتشر فى ذلك البلد القتل والترويع والارهاب، واستمرت تلك الحقبة المؤلمة فى الجزائر لسنوات اسموها العشرية السوداء وانتشر فيها القتل والحض على الكراهية ،ولولا الدعم الوهابى السخى لما تفاقمت معاناة الابرياء فى بلد المليون شهيد.

وهذه بلدان غرب افريقيا تعانى الامرين من ارهابيي بوكو حرام الذين لا يقبلون باى مخالف لهم ، ولا يعرفون غير القتل ، ولا يفرقون بين المدنين والعسكريين ، وقد دخل ارهابهم عددا كبيرا من المدن والقرى الامنة فى ذلك الجزء المسالم من قارة افريقيا حتى ان كثيرين تركوا ديارهم فرارا بحياتهم ، وصونا لاعراضهم لان ارهابيي بوكو حرام لا يحترمون اعراض المسلمين.

فى دولة مالى مثلا نشطت جماعة انصار الدين وهؤلاء كرفقائهم من الجماعات السلفية يوحدهم القتل للمخالف ، والافساد فى الارض ، والعمل على ترويع الامنين ، مما يعتبر صدا لكثيرين عن الدخول في الاسلام .واذا اتجهنا شرقا نجد مجرمى حركة الشباب الصومالية الذين يشبهون زملاءهم فى كل شيئ ويوحد بينهم جميعا التشفى فى القتل والتمثيل بالقتلى ، وكما اخوانهم فى كل مكان ، يهاجمون الابرياء فى المدارس والاسواق والمراكز التعليمية ، والنتيجة واحدة وهى سقوط الابرياء ضحايا الارهاب المدعوم بالمال السعودى الذى يستند الى المؤسسة الدينية السلفية فى شرعنة اعماله القبيحة المنكرة .

كل هذه الاعمال الارهابية التى لا يختلف حول ادانتها اثنان انما نشطت وقوى عودها بالمال السعودى ولا يقول لنا احد انها تبرعات من المواطنين ولا دخل للدولة فيها فان فى هذا الكلام مغالطة كبرى لا تنطلى على احد، لان الدولة لو اجتهدت ان تجفف منابع دعم الارهاب لما اعياها ذلك خاصة وان الداعمون موجودون فى البلد ، ويجاهرون بدعمهم للارهابيين، وينشطون فى المساجد والجمعيات والمؤسسات العاملة فى العلن، ويجمعون التبرعات وعبر النظام المصرفى المكشوف للدولة تتحرك اموالهم فتدخل وتخرج ، فكيف لا تكون الدولة مسؤولة وهى فى هذا الوضع ، وما عسانا نقول لو انكشفت بعض المعلومات عن التمويل الرسمى السعودى للجماعات الارهابية حول العالم؟ فهل يبقى لدى احد ذرة من شك حول الدور السعودى الكبير فى دعم وتمويل وتحريك الارهاب.

هذه افريقيا ، ولنأخذ باكستان نموذجا للنشاط التخريبى السعودى فى قارة اسيا، ولن نتحدث عن سوريا والعراق واليمن ، فتلك قضايا يكثر العثار فيها والاختلاف حولها.

لا نكشف سرا ان قلنا ان هناك عاملين رئيسيين جعلا الارهاب التكفيري يعشعش في باكستان ويصل الى هذه المستويات الخطيرة ، التي تنذر بخروج المجموعات التكفيرية عن السيطرة ، وتهديدها للامن القومي الباكستاني والنسيج الاجتماعي في هذا البلد ، الاول الدعم السعودي السخي للمدارس الوهابية في باكستان ، والتي تعتبر ماكنة تفريخ للارهاب والارهابيين ، والثاني الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه الاستخبارات الباكستانية والمتمثل باستخدام المجموعات التكفيرية المتطرفة كورقة سياسية ضد غريمتها الهند في الصراع على كشمير.

في باكستان وجدت السعودية وللاسف الشديد في الوضع الاقتصادي ونسبة الامية في المناطق الريفية ، منافذ واسعة للتدخل في شؤون هذا البلد ، عبر تقديم مساعدات مالية ضخمة لتاسيس مدارس دينية تعمل على نشر الفكر الوهابي التكفيري في المجتمع الباكستاني ، بينما تجاهلت الحكومات الباكستانية المتعاقبة هذا الامر ، بسبب الدعم الاقتصادي الذي كانت تتلقاه من السعودية ، حيث كانت باكستان ترى في هذا الدعم نقطة قوة في مواجهتها مع الهند ، حتى ان باكستان كانت ترى في خريجي هذه المدارس ، مقاتلين بالقوة ، في صراعها مع الهند على منطقة كشمير ، لاسيما ان اهالي كشمير هم من المسلمين.

وزاد من اهمية هذه المدارس وخريجيها في باكستان الغزو السوفيتي لافغانستان ، حيث استقطبت هذه المدارس اهتمام الاستخبارات الامريكية والباكستانية والسعودية ، من اجل الاستفادة منها لاعلان الجهاد على الجيش الاحمر الملحد ، وهو ما حصل بالفعل ، حيث خرجت طالبان افغانستان من هذه المدارس ، ومنها ايضا خرجت طالبان باكستان وباقي الزمر التكفيرية الاخرى ك”جيش جنغوي” و “جيش الصحابة” و..الى اخر القائمة من هذه الزمر التكفيرية.

ليس من الانصاف فى شيئ ان تدعى رابطة العالم الاسلامى محاربة الارهاب وهى ربيبة السعودية الراعى الاكبر للارهاب فى العالم.انتهى

طباعة الخبر طباعة الخبر ارسال الخبر الى صديق ارسال الخبر الى صديق

اضافة تعليق